على وسائل التواصل الاجتماعي تحمل مسؤولية الكراهية والتنمر
رغم جميع مقاطع فيديو القطط والصور الساخرة المضحكة والصور الحقيقية التي تقدمها شبكة الإنترنت، يمكن في بعض الأحيان - خاصة وسائل التواصل الاجتماعي - أن تكون مكانا محيرا وعدائيا ومحبطا تماما.
لقد كانت لدي تجربة شخصية نوعا ما في هذا الأمر على مر الأعوام، في الحالات التي انحرفت فيها آرائي كثيرا عن الإجماع الصالح أخلاقيا وقتها، أو في أي وقت تجرأت فيه على انتقاد عالم العملات المشفرة. لقد مررت بحادثة مزعجة بشكل خاص منذ أسبوعين، بعد أن وافقت على التحدث في مؤتمر بيتكوين.
بعد أن استخدمت بعض الكلمات كثيرا للحشو اللفظي خلال الجزء الجدالي من نقاشي، تحولت باختصار إلى صور ساخرة كثيرة ومقاطع فيديو مركبة أدت إلى تراكم إشعاراتي تماما لمدة 36 ساعة تقريبا. امتلأت الإشعارات بالشتائم والتصيد المعتاد، لكن كان هناك أيضا بعض التغريدات والرسائل الأكثر سوءا من المعتاد التي تصفني بصفات فيها إساءة وكراهية للنساء التي لا يمكنني ذكرها هنا، وأخرى تقترح أن أنتحر.
كنت أدرك أن الأشخاص الذين يهاجمونني لديهم حافز مالي ضخم لإبطال انتقاداتي، لذلك ساعدني هذا على عدم أخذ أي منها على محمل الجد. حتى إنني وجدت بعض الصور الساخرة مضحكة. لكن بعد فترة، بدأت السلبية الكبيرة تشعرني بالإحباط بشأن عدد الأشخاص المستعدين ليكونوا بغيضين على الإنترنت.
ما وجدته مقلقا بشكل خاص هو أن معظم الأشخاص الذين قابلتهم في المؤتمر - مع استثناء واحد ملحوظ - كانوا ودودين بالنسبة إلي، على الرغم من اختلافهم مع آرائي. هؤلاء الأشخاص أنفسهم كانوا، بعد ساعتين، يصفوني بـ"الحماقة" على الإنترنت.
هذه هي المشكلة في وسائل التواصل الاجتماعي: بينما قد نحاول استخدام أمثلة من العالم الواقعي لفهمها نوعا ما - كفكرة إيلون ماسك بأن تويتر هو "ميدان المدينة الرقمي" - هي في الواقع، على حد قول ديف تشابيل، ليست مكانا حقيقيا على الإطلاق. إذا كانت كذلك، فستكون هناك تكاليف أخلاقية واجتماعية وبالتالي عاطفية مرتبطة بإساءة التصرف. بدلا من ذلك، طالما أنك على الجانب "الصحيح" من قضية معينة، يمكنك التنمر والشتم و"إفراغ" ما في قلبك حتى تصبح راضيا، ولا تزال تظن أن الحق معك.
قد يتم حل بعض هذه المشكلات من خلال إصلاح جزء من التشريع الأمريكي الذي تم تمريره في 1996 الذي أطلق عليه اسم "26 كلمة أنشأت الإنترنت". هذه هي المادة 230 من قانون آداب الاتصالات، الذي أعطى المنصات - منتديات الإنترنت كما كانت في ذلك الوقت - حصانة قانونية من أي محتوى لطرف ثالث نشرته. بدلا من التعامل معها بصفتها جهات نشر مسؤولة عن المواد التي تستضيفها، سمحت المادة 230 لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية بالتنصل من أي نوع من المسؤولية القانونية.
لكن لمجرد أن هذه المنصات لا تواجه عواقب لنشرها محتوى ضارا أو فيه كراهية - بل على العكس من ذلك، يتم تحفيزها ماليا لإنشاء الخوارزميات التي تعطي الأولوية لها - فهذا لا يعني أنها لا تتحمل أي مسؤولية أخلاقية عن ذلك. لكن هذه هي الطريقة التي تتصرف بها في كثير من الأحيان. قال لي عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، "إنه يبدو أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي قررت أنه لمجرد أنها لا تتحمل أي مسؤولية قانونية عما تنشره، فإن لديها حصانة أخلاقية أيضا".
يعتقد ستيف راندي والدمان، وهو مبرمج كمبيوتر ومدون، أنه تجب إزالة الحماية التي توفرها المادة 230، لكن ليس إلى الحد الذي يتم فيه تحويل المنصات إلى جهات نشر مثل أي منصات أخرى، ما يمنع الخطاب العام الحقيقي والمفتوح. بدلا من ذلك، يمكن منح المنصات فترة إشعار معينة - يقترح 24 أو 48 ساعة - بعد تلقي شكوى حول أي محتوى معين، وفي هذه المرحلة يجب أن تتحمل المسؤولية القانونية عن ذلك.
إن هذا يبدو معقولا بالنسبة إلي. كما أن إزالة الحصانة التي تمنحها المادة 230 قد تغير أيضا نسخة السوق الواسعة للإنترنت التي ولدها هذا التشريع، ما قد يجعلها مكانا أكثر لطفا ومتعة وتسامحا. وسائل التواصل الاجتماعي، في النهاية، تعد أكثر ظاهرة غير طبيعية: إننا جميعا مجتمعون ونتوقع أن نكون سعداء بالطريقة التي يتصرف بها الآخرون على الرغم من حقيقة أنه قد تكون لديهم قيم وحساسيات مختلفة تماما عنا، علاوة على روح الدعابة.
يبدو لي هذا الانسجام مستحيلا. يقول والدمان، "لا يريد مجتمع فنون القتال المختلطة التحدث بالطريقة نفسها التي يريد التحدث بها مجتمع الناجين من الصدمات". إذا أردنا منع الإنترنت من أن يصبح مكانا لطيفا بشكل مفرط أو فظيعا تماما، فنحن بحاجة إلى البدء في التعامل معه على أنه مكان يسعدنا قضاء الوقت فيه في الحياة الواقعية. يتضمن ذلك فرض عواقب أخلاقية واجتماعية على من يتصرف بحماقة.