تمنح رخصة لكل مسجد من قِبَل إدارة الأديان كمكان للدعوة قانونياً

تمنح رخصة لكل مسجد من قِبَل إدارة الأديان كمكان للدعوة قانونياً

أوضح الداعية الشيخ يوسف الصيني، الذي تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية قبل سنوات أن الصين يوجد بها العديد من المساجد، وأوضح أن أول مسجد في الصين، هو مسجد يسمى (منار) وهو موجود في مدينة (غونتو) في شرق الصين، وهو أقدم المساجد في الصين؛ مبني منذ أكثر من 1400 سنة، ويقال إنَّ من بناه هو سعد بن أبي وقاص وأبناؤه، حيث ذهب مع 70 صحابياً وسافر إلى هناك ولم يرجع، وبعض العلماء يخالف هذه الرواية، وبعضهم قال إنَّ سعد بن أبي وقاص لم يسافر إلى الصين، وهناك مقبرة باسم سعد بن أبي وقاص موجودة في مدينة (غونتو).
وأمَّا في بكين عاصمة الصين فيوجد بها 60 مسجداً، ويوجد بها مثقفون مسلمون ومفكرون وبعض المسؤولين في الحكومة من المسلمين.
وأمَّا شرق الصين فيوجد فيها بعض المسلمين إلا أنَّهم قليلون، ويوجد فيها مساجد قليلة، ولأن شرق الصين مركز (الكنفوشيوسية) وتعد مقرّاً ثقافياً واقتصادياً قويّاً؛ فإنَّ بعض أبناء المسلمين يتعلمون هناك حتى يحصلوا على منصب حكومي.
وأوضح الداعية يوسف الصيني أن الحكومة تمنح رخصة لكل مسجد من قِبَل إدارة الأديان في الصين؛ فالمسجد مكان للدعوة إلى الله قانونياً، فداخل المسجد مسموح بالدعوة، وأمَّا خارج المسجد فالحكومة لا تريد ذلك، وقد يمكن الدعوة خارج المسجد للرجل النشيط، ولكن حتماً سيجد الدعاة المضايقة من الحكومة إن هم فعلوا ذلك، ولا شك أنَّ هذه قيود تحدُّ من حركتنا، وتجعل مكاننا محصوراً في بقع محدودة.
ومن جانب آخر يبلغ عدد المساجد في الصين أكثر من 35 ألف مسجد منها مساجد عريقة ومساجد مميزة بسماتها الخاصة ومساجد متألقة بضياء التبادل الثقافي بين الصين وبلاد العرب.
أما المساجد المبنية بالأسلوب المعماري الإسلامي فعادة ما تتكون من المصليات والمآذن دون أن تلحق بها المباني الإضافية مبدئيا ولا يوجد فيها أفنية إلا نادرا. ونتيجة لتوسع أغراض المساجد في الصين بعض الشيء بعد انتشار الإسلام فيها فلم تكن المساجد أماكن يقيم فيها المسلمون صلواتهم فحسب، بل صارت مراكز لممارسة أنواع شتى من الفعاليات. وتمشيا مع تطور صيانة المساجد شهدت الصين عددا كبيرا من المساجد المبنية على الأسلوب المعماري الصيني التقليدي بالتتابع إلى جانب المساجد الإسلامية الطراز.
على مدار أكثر من 1400 سنة من دخول الإسلام إلى الصين بني عدد كبير من المساجد في كل أنحائها، وهناك مساجد تتلوى فيها ممرات مسقوفة وتتظلل بأشجار الصنوبر والسرو الفارعة, وهناك مساجد مفروشة بالأعشاب السندسية اللون ومزدانة بالأزهار المتفتحة الجميلة. وإضافة إلى ميزة المساجد الصينية الطراز المتمثلة في مواجهتها الشرق ليس هناك فرق بينها وبين المباني الكلاسيكية الصينية، و(هي كثيرا ما تواجه الجنوب) مظهريا، ومع ذلك فإن هذه المساجد تتميز بالسمات الخاصة في زخارفها الداخلية، وهي تشتمل على كتابات مموهة بالذهب من الآيات القرآنية على عقود قاعة الصلاة، وصورة للبيت الحرام على المحراب تعلوها "البسملة" أو"الكلمة الطيبة"، وتزخرف بكتابات من المواعظ الحسنة على جانبيها, كما تشتمل على الرسوم الجميلة المكونة من الكتابات العربية على السقف. زد على ذلك أن علامة "الهلال" تعلو العديد من المساجد الصينية الطراز.

الأكثر قراءة