قراءات
أوراق عشرينية
عشرة أعوام، من عمر الـ20 إلى بوابة الـ30، من 2008 إلى 2018، أفكار وخواطر وقصص من عمر الكاتب أثبتها في هذه الأوراق العشرينية، كتابة بيانية تعيد الروح إلى كلماته وتجعل منها تجربة كتابة مختلفة. يفتتح الكتاب بمقالات عن أحلام وطموحات الشباب العشريني الذي يستعد إلى استقبال الحياة الجديدة فيما بعد الجامعة، الحب والزواج والعلاقات العاطفية وما يشوب كل ذلك من فورة وتوق، ثم ينتقل إلى منتصفه حيث تفرض الأحداث السياسية نفسها فنجد ثورة الـ25 من يناير كتجربة ذاتية وليست كأحداث سياسية، ونجد سورية وفلسطين والمغرب وبلادا من هنا وهناك، زيارات دونها الكاتب في دفتره على هامش الأحداث الكبرى، وفي نهاية الكتاب نجد كثيرا من المراجعات حول أحلامه الأولى، نجد انكسارات الجيل وانهزاماته، ونجد مداعبات الأمل وانبعاثاته، نجد السكن في حياته العاطفية التي رست سفينتها، ونجد ما يدعي أنه نضج بشكل ما في الأفكار والرؤى، ونجد الحيرة الممتدة لشاب يستعد إلى استقبال عقده الثالث.
العصامي
تنتمي رواية "العصامي" إلى مجموعة من أعمال إيرنان ريبيرا لتيلير خصصها بالكامل لتناول عالم مستوطنات الملح الصخري في صحراء أتاكاما التشيلية، إلا أن ثمة شيئا مختلفا يميزها عن البقية، لكونها مزيجا بين السيرة الذاتية والخيال الروائي. يقول المؤلف، الذي ولد في 11 تموز (يوليو) 1950، في تصريحات للإذاعة التشيلية، إنه يسعى إلى "أن يظن القارئ بعد قراءة الرواية أن الحقيقي خيالي، والخيالي حقيقي"، خاصة أنه من المعروف في الأوساط المحلية أن لتيلير ولد في مستوطنة "ألغورتا" قبل أن ينتقل لاحقا إلى العيش في مستوطنتي "ماريا إيلينا" و"بدرو دي بالديبيا" حيث أكمل دراسته. المؤلف هيرنان ريفييرا حتى سن الـ11، كان يعيش في بلدة ألجورتا في شمال شيلي، وكانت معروفة بمهنة التعدين، وبعد ذلك، انتقل هو وعائلته إلى مدينة أنتوفوجاستا، التي عمل فيها في عدة وظائف، وسافر حول شيلي، بوليفيا، بيرو، الإكوادور والأرجنتين لمدة ثلاثة أعوام، وفي النهاية استقر ليعيش في مدينة فالديفيا، مدينة معروفة بمهنة التعدين هي الأخرى، التي أنهى فيها مدرسته، وتخرج كمعلم ثان. حصل هيرنان على جائزة "الكتاب التشيلي الأفضل" لمدة عامين 1994 و1996.
الأسوأ لم يأت بعد
توشك الرأسمالية على الانتحار، مهددة بأخذنا معها. هل سيكون ما بعدها يوتوبيا اشتراكية عظيمة؟ أم بداية عصر مظلم جديد؟ يستكشف كتاب "الأسوأ لم يأت بعد" الاحتمالية الحتمية في أن ما من أي نهضة تحررية ستأتي من نسل الرأسمالية النيوليبرالية، بل إن ما سيأتي هو عالم أسوأ بكثير، إلا إذا حدثت معجزة تعتمد على مدى وعينا بما يحدث من حولنا. يعلم هذا المديرون التنفيذيون الأثرياء الذين تجهزوا له بشراء المنتجعات والملاجئ المعزولة الآمنة في نيوزيلندا. يعلمه أيضا السياسيون، الذين بدورهم تجهزوا له بتحويل الدول إلى آلات حرب مستعدة للعمل. أما العلماء فهم إما يصرخون بخطورة الكارثة البيئية المقبلة، وإما ينتهزون الفرصة لإجراء تجارب جينية متهورة. والمملكة الحيوانية تتقهقر إلى الخلف في صمت مرعب ومريب. أطروحة هذا الكتاب هي أننا ربما لم نبلغ الحضيض بعد، بل على شفا أمر أسوأ. ولربما كانت فرصتنا في النجاة ضئيلة جدا، لكن لا يزال هناك احتمال أن ينجو أحفادنا من تبعات الرأسمالية، فقط إن وضعنا نصب أعيننا صورة واقعية لطبيعة الكابوس المقبل. ولن يساعدنا على الاستعداد له إلا التسلح بسلوك "التشاؤم الثوري". فالأبوكاليبس ستكون بلا شك مخيبة للآمال.