الأسهم الخاصة تلتقط النجوم الساقطة من طفرة الجائحة

الأسهم الخاصة تلتقط النجوم الساقطة من طفرة الجائحة

ثلاثة أرباع الشركات الأمريكية الكبيرة التي تم طرحها خلال السوق الصاعدة للجائحة يتم تداولها بأقل من سعر طرحها، ما أجبر بعض الأسماء التي بدت واعدة، على العودة إلى أيدي القطاع الخاص بتقييمات بخسة.
من بين أكثر من 400 عملية إدراج جمعت فيها الشركات ما لا يقل عن مائة مليون دولار بين 2019 و2021، فإن 76 في المائة منها منخفضة عن سعر الطرح العام الأولي، حسبما أظهر تحليل أجرته "فاينانشيال تايمز" لبيانات شركة ديلوجيك. كان متوسط عائد المجموعة منذ تاريخ الطرح "سالب 44 في المائة".
تشمل الأسهم المتراجعة أسماء رائجة مثل "روبن هود" و"ليفت" و"دورداش"، التي تم طرحها خلال طفرة السوق التي انتهت في أواخر 2021. انخفض مؤشر ناسداك المركب الذي يضم كثيرا من شركات النمو 32 في المائة هذا العام.
بحسب بعض المديرين التنفيذيين في وول ستريت، مع انخفاض أسعار الأسهم تتجه مجموعات الأسهم الخاصة بقوة نحو الشركات العامة الجديدة باعتبارها أهدافا محتملة للاستحواذ. وكانت بعض مجالس إدارات الشركات منفتحة على ذلك.
"عندما تفكر في مقدار رأس المال الخاص الذي تم جمعه ولم يتم استخدامه، ثم تنظر إلى كيفية إعادة تقدير تقييمات الأسهم العامة، يبدو الأمر كأنه سيكون ارتباطا طبيعيا"، كما قال ديفيد باور الذي يدير أسواق رأس المال في "كيه كيه آر"، المجموعة الاستثمارية المعروفة بأعمال الأسهم الخاصة.
أعلنت شركة فورج روك لبرمجيات الأعمال الأسبوع الماضي أنها ستلجأ إلى غموض الأسواق الخاصة بعد أكثر من عام بقليل من طرحها في أيلول (سبتمبر) 2021، حيث وافقت على بيع نفسها لشركة الأسهم الخاصة توما برافو مقابل 2.3 مليار دولار.
تضاعف سعر سهم "فورج روك" تقريبا بعد إدراجها في نيويورك، ما منحها رسملة سوقية تبلغ نحو أربعة مليارات دولار. قال فران روش الرئيس التنفيذي، "إن مجرد طرح أسهمها للتداول العام أضاف هيبة وقيمة في نهاية المطاف إلى المساهمين".
في حديث للمستثمرين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قال روش "وعي السوق بفورج روك يتزايد، وأعتقد بالتأكيد أن الطرح العام الأولي سيساعد على ذلك أيضا". لكن مع اضطراب أسهم النمو في 2022 انخفض سعر سهم "فورج روك" نحو 50 في المائة عن سعر الإدراج. حتى مع علاوة تبلغ 53 في المائة وافقت "توما برافو" على دفعها، فإن سعر الاستحواذ يظل أقل نحو العشر من سعر طرح "فورج روك".
مع التزام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة واتجاه الاقتصاد على ما يبدو نحو الركود، سيواجه مديرو ومساهمو كثير من الشركات المعروفة بنمو إيراداتها السريع أكثر من ربحيتها خيارات مؤلمة بشأن قبول العروض، إما من شركات الأسهم الخاصة وإما من المنافسين الاستراتيجيين ذوي الجيوب العميقة الذين يبحثون عن الصفقات.
وفقا لتيد سميث، المؤسس المشارك لـ"يونيون سكوير أدافايزورز"، وهو بنك استثماري متخصص يركز على التكنولوجيا "إذا هبطت سوق الأسهم وهبطت أهداف محللي الأبحاث السعرية، يجب أن تتنبه لهذه الأمور إن كنت في مجلس الإدارة".
وأضاف أن "التقييمات المبهجة السابقة قد لا تكون ذات صلة بعد الآن، "إذا مر عامان على الطرح العام الأولي وارتفعت الأسعار الأولية، فإن سعر السوق الحالي للشركة يكون أكثر أهمية لتقييم القيمة في صفقة محتملة".
نظرا إلى أن سوق الأسهم تبيع بشكل عشوائي، يحاول المستثمرون التفرقة بين الشركات المستهدفة التي تعد بالربحية، وتلك التي ركبت ببساطة أمواج جنون سوق الجائحة لتصل إلى الإدراج.
قبل أسبوع واحد فقط من إعلان "فورج روك"، باعت شركة بوش مارك نفسها لمجموعة نيفر الكورية الجنوبية مقابل 1.2 مليار دولار فقط، وهو سعر يقل نحو 60 في المائة عن سعر طرحها.
كانت شركة المراتب الموجهة إلى المستهلكين "كاسبر سليب" رائدة في اتجاه التحول من القطاع العام إلى الخاص، حين باعت نفسها في 2021 لشركة أسهم خاصة بأقل من 300 مليون دولار، وهو أقل كثيرا من تقييم أسهمها عند إدراجها في 2020. وفقا لسجلات الأوراق المالية، توقعت الشركة أن يصل التدفق النقدي الحر الإيجابي في 2024 إلى 18 مليون دولار.
بحسب باور، كان هناك انقسام بين الشركات التي تم طرحها في وقت مبكر جدا وتواجه نماذج أعمال مشكوك فيها، وتلك التي لديها مستقبل طويل الأجل، لكنها "لا تريد العمل من خلال العودة إلى تلك التقييمات السابقة كشركات عامة وتفضل فعل ذلك في سياق خاص".
من جانبهم، قال مراقبون "إن من بين المشترين المحتملين لنجوم الطروح العامة التي سقطت، يمكن أن يكون المتخصصون في الأسهم الخاصة أكثر قوة من الشركات المدرجة الأخرى". وفقا لشركة بريكين، شركات الأسهم الخاصة الأمريكية تمتلك أكثر من 500 مليار دولار من المسحوق الجاف "أوراق مالية صالحة للعرض في السوق وتتميز بسيولة عالية تشبه النقد" للاستثمار.
مجموعات الشركات المدرجة لديها أسعار أسهم هابطة تقلق بشأنها، ومستثمرون يفضلون الابتعاد عن الصفقات المحفوفة بالمخاطر في وقت عدم اليقين. تراجعت أسهم شركة "نيفر" 15 في المائة منذ أن أعلنت شراءها "بوش مارك".
بينما هوت كثير من أسعار أسهم الشركات العامة الجديدة، لا يزال بعضها مرتفعا. مجموعتا خدمات الرعاية الصحية "وان ميدكال" و"سيجنيفاي هيلث" أعلنتا أخيرا عن صفقتين تم بموجبهما بيعهما، على التوالي، إلى كل من "أمازون" و"سي في إس" بسعرين أعلى من قيمة الطرح العام. في السياق نفسه، تتداول كل من "إيربنب" و"زووم" وشركة تشوي بمستويات أعلى كثيرا من أسعار الطرح العام.
مع ذلك، استمرار السوق الهابطة قد يفرض قرارات صعبة بالنسبة إلى الشركات المتعثرة. قال أحد المستثمرين البارزين في الأسهم الخاصة "من الصعب حقا أن تكون شركة عامة هذه الأيام. الأخبار السارة تتعثر والأخبار السيئة تعاقب. إنه أسوأ ما في العالمين".

الأكثر قراءة