ما الوجه الآخر من الطاقة المتجددة؟ «2 من 2»

تستخدم الطاقة الحيوية في إنتاج الكهرباء باختلاف مواردها سواء المحاصيل ومنتجات الغابات والنفايات الزراعية والحضرية. ويمكن أن تؤثر مواد الطاقة الحيوية وطريقة حصادها سلبا في استخدام الأراضي جنبا إلى جنب مع انبعاثات الاحتباس الحراري. فقد تقلل النفايات البشرية والحيوانية المستخدمة لتشغيل المحركات من انبعاثات الكربون، لكنها تزيد من انبعاثات غاز الميثان الضارة إلا إذا أعيد استخدامه جيدا.

من جانب آخر، تستخدم الطاقة الحرارية الأرضية في التدفئة وإنتاج الكهرباء، ويتطلب إنشاء المحطات لتلك الأغراض جهودا مكثفة للبحث والتطوير لتحديد المناطق التي تحتوي على صخور ساخنة تحت سطح الأرض. لكن تحتوي المواقع الحرارية الجوفية على غازات سامة يمكن أن تتسرب خارجا عند حفر ثقوب في سطح الأرض، وقد تتسبب محطات الطاقة الحرارية الأرضية في حدوث الزلازل أو تسريعها في ظل الظروف القصوى. أما بخصوص مشاريع الطاقة الشمسية، فعلى الرغم من أن الشمس تعد مصدرا هائلا للطاقة المتجددة، إلا أن ثمة آثارا سلبية ترتبط بالطاقة الشمسية الكهروضوئية في استخدام الأراضي والمياه والمواد الضارة التي تدخل في تصنيع الألواح الشمسية، مثل عنصري الرصاص والكادميوم.

ولبناء مرفق للطاقة الشمسية الكهروضوئية، فإن ذلك يتطلب مساحات كبيرة من الأرض ويمكن أن يتداخل مع استخدامات الأراضي الزراعية، الأمر الذي تكون نتيجته تآكلا وضغطا للتربة وتغيرات في قنوات الصرف البيئي. وقد أشير أخيرا إلى أن الطاقة الشمسية الحرارية تؤثر بشكل سلبي في الطيور نظرا إلى الحرارة العالية المستخدمة. بينما تشير التقارير إلى أن طاقة الرياح قد تتعرض لفحص مكثف في الأعوام القليلة المقبلة بسبب تأثيرها السلبي في الطيور. ولقد خلصت دراسات مرجعية حديثة إلى أن الاصطدامات مع توربينات الرياح وتغيرات ضغط الهواء الناتجة عن دوران التوربينات، أدت إلى عديد من وفيات الطيور والخفافيش خصوصا المهاجرة والنادرة.
والسؤال الآن، هل نظم الطاقة المتجددة نظيفة تماما؟ في حقيقة الأمر، تتطلب حالة التصنيع الاستعانة بمشتقات البترول "الطاقة الأحفورية" أو ببعض المعادن الضارة على البيئة.

على سبيل المثال، تحتوي الألواح الشمسية على مواد قيمة مثل السيليكون والفضة والألمنيوم والنحاس والجاليوم، إلى جانب مواد خطرة وضارة بالإنسان والبيئة مثل الرصاص والكادميوم. ونظرا إلى الإقبال الهائل المتزايد على تركيب الألواح الشمسية، فإن ذلك سيخلف تراكم حجم كبير من النفايات من هذه الألواح الشمسية، أو ما يسمى النفايات الشمسية.

وبالمثل، تصنع شفرات توربينات الرياح من البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية Glass Fiber-Reinforced Polymer GFRP Laminate composites وينتهي بها الأمر في مكبات النفايات التي أصبحت تحديا حقيقيا لنمو انتشار صناعة الطاقة المتجددة. ويكمن الحل الصريح في إنفاذ مفهوم الاقتصاد الدائري وإعادة تدوير محتويات الطاقة المتجددة، وهذا ما يجب عمله من خلال صياغة محتوى العقود بين الأطراف ذات العلاقة في تشغيل محطات الطاقة المتجددة.
في الختام، إن مصادر الطاقة المتجددة تلعب دورا ملحوظا في العالم حيث تساعد على الحد من انبعاثات الكربون لأن ما يحتاج إليه صناع القرار والمهندسون والشركات التي تعمل على توسيع قدراتها في مجال الطاقة، هو التركيز على تنفيذ الحلول التي تبقي الآثار السلبية للطاقة المتجددة تحت المراقبة والسيطرة. ولعل من الأهمية بمكان دراسة وتحري الأثر البيئي لأي مشروع طاقة متجددة قبل تنفيذه وإخضاعه للوائح التنفيذية الخاصة بنظام البيئة، مع ضرورة مراقبة الناتج البيئي باستمرار.

في المقال المقبل، سنتحدث عن عملية نوعية لا تثير أي أثر سلبي في البيئة، بل تعد الأرخص والأسرع والأجدى من الطاقة المتجددة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي