مهرجان سينمائي يمنح سكان غزة مشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة
هواة الأفلام في غزة، الذين حُرموا لعقود من الذهاب لمشاهدتها بسبب تدمير دور السينما خلال اضطرابات شهدها القطاع، سنحت لهم فرصة نادرة لمشاهدة قائمة من الأفلام على الشاشة الكبيرة.
وكانت دور السينما في غزة تنبض بالحياة يوما ما، مع توافد الجمهور لمشاهدة الأفلام العربية والغربية والآسيوية، ولكن أُحرقت دور السينما في الانتفاضة الأولى عام 1987 قبل أن تشتعل فيها النيران مرة أخرى في عام 1996 خلال موجة أخرى من العنف الداخلي.
ومنذ ذلك الحين، لجأ سكان غزة للتلفزيون وخدمات البث عبر الإنترنت، وكانت مشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة بمثابة فرصة نادرة للسكان الذين يعيشون تحت حصار على الحدود تفرضه إسرائيل.
ويعرض مهرجان السجادة الحمراء لأفلام حقوق الإنسان، الذي انطلق يوم الخميس، نحو 40 فيلما في مركز ثقافي تم تجديده في الآونة الأخيرة، يتناول نصفها تقريبا الصراع المستمر منذ عقود مع إسرائيل فيما تستعرض بقية الأفلام قضايا حقوق الإنسان من أنحاء العالم.
وعلى الرغم من أن سكان غزة كانوا قادرين على الذهاب إلى عروض الأفلام التي تقام من حين لآخر في المسارح وأماكن أخرى، فإن مشاهدة هذا العدد الكبير من الأفلام دفعة واحدة فرصة نادرة.
وقال المدير التنفيذي للمهرجان منتصر السبع إنه فخور بالمهرجان في غزة لكنه يأمل أن تفتح دور السينما أبوابها مرة أخرى.
وأضاف "عنا أفلام وبنرفع راسنا فيها وبنفتخر وبنشارك في كل دول العالم فيها، بيظل عنا دور سينما مسكرة افتحوها".
ورُشح ما يقرب من 300 فيلم من 60 دولة قبل اختيار المنظمين للقائمة النهائية، والتي تتضمن أعمالا لأربعة شبان من صانعي الأفلام المحليين إذ سنحت لهم فرصة نادرة لعرض أعمالهم أمام الجمهور في القطاع.
وتعين مراجعة جميع الأفلام قبل عرضها من قبل السلطات المحلية في غزة، التي تديرها حركة المقاومة حماس منذ عام 2007.
ومن بين الأعمال المعروضة فيلم "11 يوما في مايو"، الذي شارك في إخراجه محمد الصواف من غزة مع المخرج البريطاني مايكل وينتربوتوم، ويوثق قصص 66 طفلا قضوا في الحرب التي استمرت 11 يوما بين إسرائيل وجماعات مسلحة في القطاع في مايو 2021.
وقال الصواف "ركزنا أكثر على ذكرياتهم الجميلة، نكتهم، أحلامهم، لنوصل رسالة إنه الأطفال هؤلاء مش أرقام، هدول كان لهم مشاريع المستقبل وكان لهم أحلام واعدة مثل أي طفل في العالم".
وأضاف "السينما هي وسيلة راقية ومهمة إنه نوصل صوت الأطفال وصوت سكان غزة للعالم".
وأشار الصواف إلى أن التعليق الصوتي في الفيلم أدته كيت وينسلت ممثلة هوليوود، بطلة فيلم تيتانك الشهير، ووضع الموسيقى التصويرية له ماكس ريختر.
لكن بالنسبة للبعض، يتمحور المهرجان حول متعة الذهاب إلى السينما ومشاهدة الأفلام برفقة المقربين.
وقالت أميرة حمدان التي ذهبت للمهرجان بصحبة زوجها "أنا وقفت في الطابور لأشتري تذكرة سينما خارج غزة، أتمنى إنه أكرر هذه التجربة جوات قطاع غزة وإنه أقدر في إحدى المرات آخد عيلتي الصغيرة ونروح بشكل جماعي ونحضر فيلم سينمائي