صناديق الأموال البريطانية تجذب تدفقات ضخمة .. 53 مليارا في أسبوعين

صناديق الأموال البريطانية تجذب تدفقات ضخمة .. 53 مليارا في أسبوعين

جمعت صناديق سوق المال بالجنيه الاسترليني 53 مليارا في غضون أسبوعين فقط، حيث سارعت خطط المعاشات التقاعدية في المملكة المتحدة لبناء دفاعاتها ضد تقلبات السوق قبل انتهاء برنامج شراء السندات الطارئ لبنك إنجلترا.
كانت صناعة المعاشات التقاعدية في المملكة المتحدة في أمس الحاجة إلى النقد، لتجنب أزمة سيولة جديدة في حال تكررت التحركات الفوضوية في سوق السندات الحكومية، بسبب حزمة كواسي كوارتينج وزير المالية للتخفيضات الضريبية غير الممولة في ميزانيته "المصغرة" المعلنة في 23 أيلول (سبتمبر).
التدفقات القوية إلى صناديق سوق المال، التي تعمل بطريقة مشابهة للحساب المصرفي للمؤسسات الاستثمارية، واحدة من أوضح العلامات حتى الآن على كيفية بيع خطط المعاشات للأصول من أجل بناء صندوق احتياطي تأمل أن يكون كبيرا بما يكفي للصمود في وجه أي مطالبات جديدة بتقديم ضمانات.
تحتاج خطط المعاشات التقاعدية إلى وصول سريع إلى النقد نظرا لأن كثيرا منها يستخدم استراتيجيات الاستثمار المدفوع بالالتزامات لمطابقة أصولها مع الالتزامات، وهي أدوات تطلبت عمليات ضخ كبيرة من الضمانات بعد أن تسبب البيان المالي لكوارتينج في انخفاض قيمة السندات الحكومية. في نهاية العام الماضي، غطت مخططات الاستثمار المدفوع بالالتزامات نحو 1.4 تريليون جنيه استرليني من التزامات صندوق المعاشات التقاعدية ذات الاستحقاقات المحددة، وفقا لهيئة تنظيم المعاشات التقاعدية.
قال لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لاعب رئيس في الاستثمار المدفوع بالالتزامات، يوم الخميس "إنه يبدو أن كثيرا من إعادة بناء هذه المنتجات قد تم، وقد تكون السوق أكثر تطبيعا بعض الشيء".
من جانبها، أضافت إيما هدسون، مستشارة الاستثمار في شركة إسيو، الجمعة أن "هناك إشارات إيجابية مبكرة من السوق، لكن نظرا إلى التقلبات التي شهدتها الأسابيع القليلة الماضية، فإن خطط التقاعد تحبس أنفاسها".
قال بيتر كرين، رئيس شركة كرين داتا، وهي خدمة متخصصة تركز على قطاع أسواق المال، "إن التدفقات الداخلة إلى صناديق أسواق المال بالجنيه الاسترليني ضخمة. كان نمو صناديق أسواق المال بالجنيه الاسترليني أقوى بكثير من نمو الصناديق المقومة بالدولار واليورو التي تتداول في أوروبا، ما يشير إلى أن قضايا معينة في المملكة المتحدة تقف وراء هذه الزيادة".
سجلت أصول صناديق سوق المال بالجنيه الاسترليني 251 مليار جنيه استرليني في 11 تشرين الأول (أكتوبر)، بزيادة قدرها 27 في المائة عن 28 سبتمبر، وهو اليوم الذي أطلق فيه بنك إنجلترا تدخله لتجنب "البيع بانخفاض" من صناديق التقاعد.
كما ارتفعت حيازات الأصول الأكثر سيولة في صناديق سوق المال بالجنيه الاسترليني هذا الشهر، وفقا لوكالة "فيتش" للتصنيف.
قال مينيو وانج، المحلل في "فيتش"، "هذا يدل على أن مديري هذه الصناديق يتوقعون عمليات سحب كبيرة تتعلق بطلبات ضمان الاستثمار المدفوع بالالتزامات لخطط المعاشات التقاعدية أو لبناء وسائل حماية في ضوء التقلب الشديد في السوق".
ذهبت أغلبية التدفقات إلى الصناديق بالجنيه الاسترليني التي تديرها "بلاك روك" و"ليجال آند جنرال إنفيستمنت مانيجمنت" و"إنسايت إنفيستمنت"، وهي شركات إدارة الأصول التي تشرف على أكبر محافظ الاستثمار المدفوع بالالتزامات.
جهود مديري صناديق المعاشات التقاعدية لدعم مراكزهم أتت قبل "حافة الهاوية"، انتهاء برنامج شراء السندات الخاص بالبنك المركزي. ارتفعت أسعار السندات الحكومية بقوة خلال اليومين الماضيين على خلفية التوقعات بأن حكومة ليز تراس ستتراجع على الأقل عن بعض التخفيضات الضريبية غير الممولة البالغة 43 مليار جنيه استرليني قبل الإعلان عن خطتها لخفض الديون في 31 أكتوبر، للمساعدة على تخفيف الضغط على قطاع المعاشات التقاعدية.
قال هدسون "في حين إن الانخفاض الحالي في العوائد يساعد على زيادة مرونة صناديق المعاشات التقاعدية، مع استمرار وجود قدر كبير من عدم اليقين، فقد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتم اعتبار الأسواق هادئة مرة أخرى".
فيما قال نيكيش باتيل، رئيس حلول العملاء في فان لانشوت كيمبين، وهو بنك هولندي خاص ويعمل في الاستثمارات المدفوعة بالالتزامات، "إن المخططات واجهت أيضا كثيرا من نقاط الضعف والعقبات التي أدت إلى إبطاء جهودها لجمع الأموال.
كانت هناك ضغوط هائلة على موارد مديري الأصول والاستشاريين والبنوك ووكلاء الخطط. إن القطاع المالي ببساطة غير مهيئ للتعامل مع الطلبات العاجلة المتزامنة من آلاف من خطط التقاعد"، حسبما أضاف باتيل.
قال هدسون "إن التحديات العملية التي تواجه الخطط كبيرة. لدى كثير من صناديق الاستثمار نوافذ تداول قد تفتح مرة واحدة في الأسبوع أو في الشهر. لذلك قد يكون لدى الخطط فرصة واحدة فقط للبيع".
الموعد النهائي الضيق أجبر بعض الخطط على طلب المساعدة من الشركات الراعية بقروض قصيرة الأجل. قالت جاكي ريد، الشريكة في شركة ساكرز للمحاماة "نشهد أيضا طلب الشركات التي لديها أكثر من خطة معاشات تقاعدية في مجموعتها قروضا مشتركة بين الخطط".
قال مدير محفظة، طلب عدم ذكر اسمه "إن القروض من الشركات الراعية هي ملاذ أخير بالتأكيد".

الأكثر قراءة