5 أمور أصابت فيها الفقاعة الأخيرة
عندما انفجرت فقاعة الدوت كوم في 2000، ضرب كثير من المستثمرين جباههم لشعورهم بالغباء وصرخوا قائلين "ما الذي كنا نفكر فيه؟ كيف يمكن لموقع بيتس دوت كوم - شركة ناشئة لم تحقق أرباحا وتشتهر بدمية مصنوعة من القماش ذات أذنين مرتخيتين استخدمتها لجلب الحظ ولم تكن لديها أي خطة عمل متماسكة - أن يطرح أسهمه في بورصة ناسداك قبل أن تنهار في غضون عام واحد"؟
مرة أخرى قد يكون بعض المستثمرين اليوم مرتبكين وهم يشهدون تراجع مؤشر ناسداك هذا العام 29 في المائة ويتفحصون الدمار الذي حل بشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، التي مكنت بعض الشركات غير المربحة من دخول السوق دون خطط عمل متسقة. على حد تعبير أحد المستثمرين المخضرمين، فإن شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة كانت "آخر نوبة تدهور لفترة انتعاش طالت أكثر مما ينبغي".
مع ذلك، كما كتب بول جراهام رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا في مقال رائع عقب الانهيار الأول لفقاعة الدوت كوم، "إن مستثمري سوق الأسهم كانوا على حق بشأن الوجهة حتى لو كانوا مخطئين بشأن سرعة الرحلة. على الرغم من كل الهراء الذي سمعناه حول الاقتصاد الجديد خلال الفقاعة، كانت هناك حقيقة جوهرية"، كما قال في كتابه "ما الذي أصابت الفقاعة فيه".
ما زالت قائمة جراهام التي كتبها في 2004 المكونة من عشرة أمور، التي كانت الفقاعة محقة بشأنها، صامدة أمام اختبار الزمن. أحدثت شبكة الإنترنت ثورة حقيقية في مجال الأعمال. غالبا ما يتفوق ابتكار المهووسين بالتكنولوجيا، الذين يرتدون ملابس غير رسمية ويعيشون في كاليفورنيا ويبلغون من العمر 26 عاما ولديهم أفكار جيدة، على أشخاص في عمر الـ50، يرتدون البدلات ولديهم علاقات قوية. وأضاف أن "التكنولوجيا لا تضيف، بل تضاعف".
ما الذي أصاب فيه المستثمرون في الفقاعة الأخيرة؟
سيكون من الرائع سماع أفكار جراهام المجددة. لكنه مع الأسف لم يرد بعد على رسالتي بالبريد الإلكتروني. إذن، لإثارة النقاش، إليك خمسة أمور أعتقد أن الفقاعة الأخيرة أصابت فيها، وقد اعتمدت في ذلك على مقابلات أجريتها مع مستثمرين ورواد أعمال.
أولا، أصابت سوق الأسهم في إضفاء قيمة هائلة على البيانات، حتى لو وجد المحاسبون صعوبة في إقرارها في الميزانية العمومية. تلك الشركات التي يمكنها جمع البيانات ذات المغزى ومعالجتها واستغلالها تتمتع بميزة تنافسية كبيرة في كل سوق تقريبا.
ثانيا، بينما قد تتباطأ العولمة، فإن العولمة الإلكترونية آخذة في التسارع. يقدر الاتحاد الدولي للاتصالات أن 4.9 مليار شخص - أو 63 في المائة من سكان العالم - كانوا متصلين بالإنترنت بحلول 2021. يستهدف الاتحاد 100 في المائة من السكان بحلول 2030. اتصال الناس بالإنترنت لا يزداد فحسب، بل يمكن أيضا الوصول إليهم من خلاله. يستطيع مبرمج مراهق من غرفة نومه في تالين أو لاجوس أو جاكرتا أن يصل إلى جمهور عالمي بين عشية وضحاها.
ثالثا، أدت جائحة كوفيد إلى تغيير عالم الأعمال إلى الأبد. من الممكن أن المستثمرين في سوق الأسهم قد عانوا اندفاعا مفرطا، أثناء حالات الإغلاق، في المزايدة المبالغ فيها للأسهم التي كانت مفضلة وقتها مثل نيتفلكس وسبوتيفاي وبيلوتون وزوم. لكن كثيرا من الشركات لن تتمكن أبدا من إجبار الموظفين المهمين على العودة إلى المكتب للعمل. المؤسسات السلسة التي توظف الموظفين في جميع أنحاء العالم وتديرهم بنجاح ستزدهر، وكذلك الشركات التي تخدم هذه القوة العاملة اللامركزية.
رابعا، سيترجم تحول الطاقة إلى ثروة هائلة في سوق الأسهم. ربما أصبحت "تسلا" أكثر الشركات المبالغ في صخبها على هذا الكوكب، إن لم تكن الأكثر مبالغة في قيمتها. لكن من خلال صدارتها لثورة السيارات الكهربائية، فإنها على الرغم من ذلك تجسد اتجاها مهما.
خامسا، ربما فشل المناصرون الذين يروجون للعملات المشفرة والويب 3 حتى الآن في تقديم كثير من الإجابات، لكنهم يطرحون الأسئلة الصحيحة. كيف يمكننا أن نتملك الأصول الرقمية ونتاجر بها؟ غير نظام بلوكتشاين قواعد اللعبة. يقول رئيس تنفيذي في أحد البنوك "سيعيد نظام بلوكتشاين هيكلة الخلفية الداعمة للعالم".
أدى التراجع الدوري هذا العام في أسواق التكنولوجيا العامة والخاصة إلى سحق تلك الاتجاهات الطويلة. لكن في الأسابيع القليلة الماضية، بدأ المستثمرون يستعدون من جديد لمغريات شركات التكنولوجيا ذات النمو السريع. من الأمثلة على ذلك شركة فيجما، وهي شركة برمجيات تعاونية وافقت للتو على عرض استحواذ مذهل بقيمة 20 مليار دولار من شركة أدوبي.
أخبرني ديلان فيلد، المؤسس المشارك لشركة فيجما الذي يبلغ من العمر 30 عاما، بأن شركته قد تم بناؤها بحسب "الاتجاهات الضخمة" التي تعيد تشكيل قطاع التكنولوجيا. نحو 81 في المائة من المستخدمين النشطين لبرنامج فيجما موجودون الآن خارج الولايات المتحدة. ربما أصبح من المبتذل القول "إن البرمجيات تلتهم العالم" - على حد تعبير مارك أندريسن مستثمر التكنولوجيا - لكنها ما زالت صحيحة. "يفترض الناس أن الأمر قد انتهى. لكنه بدأ للتو"، كما يقول فيلد.
في بعض الأحيان، تشبه أحدث فقاعة تكنولوجيا ما وصفه جراهام في بداية القرن بأنه مخطط بونزي غير مقصود للدوت كوم. لكن هذا لا يعني أن غريزة المستثمرين لم تكن سليمة، في ذلك الوقت والآن أيضا. السؤال الوحيد هو: ما الثمن الذي يجب أن نسعرها به؟