طرق حل أصعب الأسئلة: كيف تتطور المؤسسات الاقتصادية؟
يفتح الكتاب مجالات جديدة للأبحاث الاقتصادية، حيث يدعو إلى التنقيب في العقل البشري من أجل السعي للوصول إلى فهم أعمق للمعرفة التي يكتسبها الأفراد والمجتمع وكيف تظهر نفسها ثقافية ومؤسسيا لتشكل عمليات التغيير.
حصل مؤلف الكتاب على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 1993. يطور نورث في هذا الكتاب أساليب جديدة لفهم العملية التي تتغير بها النظم الاقتصادية. أحدث نورث ثورة في التاريخ الاقتصادي سابقا عندما وضع نظرية اقتصادية مفادها أن الأداء الاقتصادي يتحدد غالبا بنوع وجودة المؤسسات التي تدعم الأسواق.
بفضل الثورة التي أحدثتها نظريات نورث صار علم الاقتصاد المؤسسي أحد فروع علم الاقتصاد، وصارت حقوق الملكية ونفقات التعاملات من أهم المؤشرات الأساسية على أداء النظام الاقتصادي.
يؤكد الكتاب أن التغير الاقتصادي يعتمد في الأساس على فعالية المجتمع في إنشاء المؤسسات التي تتميز بكونها منتجة مستقرة عادلة ومقبولة على المجال الأوسع, والأهم من ذلك أن تكون مرنة بما فيه الكفاية للتغير أو الإحلال مستجيبة لتغير الظروف السياسية والاقتصادية.
يستعرض الكتاب وصول المجتمعات المختلفة إلى البنية التحتية المؤسسية التي تحدد مساراتها الاقتصادية، كما يعرف المؤسسات الاقتصادية بأنها القواعد الرسمية وغير الرسمية التي تحكم السلوك الاقتصادي الإنساني، ويتوسع في تحليله ليستعرض تطور هذه القواعد وعلاقتها بتغيير الأنظمة الاقتصادية.
لا يقتصر الكتاب على تحليل التغيرات المؤسسية السابقة، ولكنه يقدم أيضا تحليلا للعديد من أشكال الأداء للأنظمة الاقتصادية الحالية، لهذا يعد هذا الكتاب دليلا أساسيا لتحسين الأداء الاقتصادي في الدول النامية.
يناقش الكتاب طرق حل أصعب المشكلات المطروحة أمام علم الاقتصاد، وهي كيف تتطور المؤسسات الاقتصادية، كما يضم العديد من الأفكار الأساسية الخاصة بالعلاقات المتبادلة بين الحكومات والأنظمة الاقتصادية، ويتميز بحفزه للقراء على إعادة التفكير والذي يعد واحدا من أهم معايير التأثير الفكري.
يفتح الكتاب مجالات جديدة للأبحاث الاقتصادية، حيث يدعو إلى التنقيب في العقل البشري من أجل السعي للوصول إلى فهم أعمق للمعرفة التي يكتسبها الأفراد والمجتمع وكيف تظهر نفسها ثقافية ومؤسسيا لتشكل عمليات التغيير.
يقتحم تحليل الكتاب لهذا الموضوع مجالات جديدة غير مألوفة لمعظم خبراء الاقتصاد، مثل: علم النفس الاجتماعي وعلم الإدراك، ويستخدم نتائج هذا التحليل ليعمق من فهمنا للسؤال الاقتصادي الأكثر إلحاحا في عصرنا هذا وهو: لماذا تفشل العديد من الأنظمة الاقتصادية بالرغم من القدرة الإنتاجية الهائلة التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة؟