فخ فظيع .. لا تكن شخصا لا يستغنى عنه

فخ فظيع .. لا تكن شخصا لا يستغنى عنه

ماذا سيفعل أي منا ليحصل على ثقة لا تتزعزع كثقة الممثل هاريسون فورد؟ عندما سئل عن مستقبل أفلام إنديانا جونز مع احتمالية أن يأخذ شخص آخر دور البطولة، أجاب ممثل الفلم ذو الشعر الرمادي بردة فعل سيئة، "ألا تفهمون ذلك؟ أنا إنديانا جونز. عندما أرحل، ترحل الشخصية أيضا، بكل بساطة". يكمن وراء هذه الجملة مزيج من التهديد والسخرية، إنها في الحقيقة تشبه شخصية الفيلم جدا. لكن، مثلما تعد تجربة الأشخاص العاديون لمشاهد بطلنا الخطرة في المنزل فكرة سيئة، فإن تبني نهج نجم الشاشة "أنا ومن بعدي الطوفان" في المكتب فكرة سيئة. لأن جعل نفسك شخص لا غنى عنه فخ فظيع.
تعج شبكة الإنترنت بنصائح عن كيف تصبح "شخصا لا يمكن لأحد العيش دونه"، هذا مثال ظهر في صندوق بريدي الوارد في اليوم ذاته الذي كنت أضحك فيه على مقابلة هاريسون فورد. مثل كثير من رسائل الإرشاد المهني، تروج الرسالة لاستراتيجية للتعامل مع عدم الأمان العاطفي والاقتصادي، يوجد كثير عنهما على أي حال.
الحكاية الأساسية تتعلق بالشخص الذي لم يفقد عمله، بينما طرد جميع من في القسم. لا يريد أي منا أن يطرد، فدعونا نتحدث عن الإيجابيات أولا.
يميل أغلب المحتوى الشائع عن كيف تصبح شخصا لا غنى عنه إلى ترديد نقاط مهمة عدة، تطوع لفعل كل شيء، رتب الفوضى التي ترعب زملاءك، كن الشخص الذي يقصده الرؤساء لحل المشكلات.
هذه ليست أفكارا فظيعة بالتأكيد. إنها خطة جيدة بأن تتولى المهام الصعبة إذا كنت تريد أن تجذب الانتباه. إن كنت تحل المشكلات فذلك يجعلك ذا نفع في المكان، وطالما يدفعون لك أجرا فهذا مهم (قد يكون مجزيا أيضا إذا حالفك الحظ).
لكن، هناك بعض السلبيات الخطيرة أيضا، حتى احتمال حدوث كارثة تقلب الأمور رأسا على عقب فيها تشعر بالإنهاك ويمتعضك زملاؤك ورؤساؤك، لأنهم سيدركون أنه تم التلاعب بهم ليصبحوا في حال اعتماد على الآخرين.
مالم تكن في بداية مهنتك، فهناك احتمال سيء بصعوبة تطوير دورك أو تغييره، قد تكون بعض تلك القوائم ومنشورات المدونات أصدق في عناوينها "خمسة، ستة، أو حتى سبعة عشر نقطة تجعلك تعلق في وظيفة أقل من قدراتك" (نعم لقد وجدت قائمة بها 17 نقطة، وإذا وصلت إلى نهاية القائمة دون أن تدرك أنها فقط للفت الانتباه، فإنك في حال أسوء مني).
"قد يكون فعل ذلك تقويضا لنفسك نوعا ما"، كما حذرت مونيك فالكور، مرشدة للمديرين التنفيذيين، تدرك هذه المعضلة، حتى أنها قد شهدت حالات يخرب فيها رؤساء قدرة شخص ما على ترك المنظمة إن أصبحوا مفيدين أكثر من اللازم. لذا، إن كنت تشعر بحماس عند سماع مديرك يقول: إنه لا يمكنه الاستغناء عنك لتجرب شيئا جديدا، فهذه علامة خطر.
ماذا عن أن تكون معروفا بمهارة حلك للمشكلات؟ نعم، قد يكون ذلك مرضيا بالفعل ويعزز الولاء. لكن تقول فالكور: إنه "قد ينشغل الناس في الأنشطة ذات النطاق الصغير والأقل قيمة. عليك أن تكون قادرا على أن تنظر من زاوية أكبر وتركز تركيزا استراتيجيا".
تشتهر شركات الخدمات المهنية بتوظيف نوع من الشخصيات يطلق عليهم المنجزون القلقون. لكن فالكور ترى كثير من موظفي الياقات البيضاء، في المراكز العليا حتى، يقعون في الفخ النفسي بمحاولة جعل أنفسهم لا غنى عنهم لأسباب أخرى. "ربما يكونون من الناس الذين لديهم رغبة في التحكم فيخففون بعض الوظائف من على عاتق مديريهم الذين يصبحون معتمدين عليهم"، كما تقول.
إذا كنت مشغولا جدا بالعمل كالأخطبوط على كل المهام التي تطوعت لفعلها، فكيف ستقرر ما تريده فعلا؟ كيف ستفوض المهام أو تأخذ وقتا للراحة إن لم تكن قد سمحت لزملائك أن يفهموا وظيفتك ويساعدوك؟ حسبما تقول فالكور محذرة. "أصبحت الآن واحدا من أولئك الأشخاص الذين يستلقون على كرسي التشمس مرتدين سماعة بلوتوث ولا يزالون يتحدثون مع الموظفين في المكتب". تهانينا.
بالنسبة إلى القادة الذين يريدون أن يصبحوا لا غنى عنهم ولا يحضرون أشخاصا يمكنهم تولي الأمور، لا يمكن عدهم ناجحين حتى بعد خروجهم وهم يهمهمون، "ستفتقدني عندما أذهب". هل يجب أن يكون النجاح في أي منشأة معتمدا على شخص واحد؟ يبدو ذلك فشل في الإدارة.
مثل جوريلا كبير في العمر يكسو ظهره الشعر الأبيض، كان فورد حريصا على مجابهة الشباب الذين يطمحون لهذه الأدوار وقد نجح ضربه على صدره في تحقيق ذلك، يقول كريس برات، الذي رشح ليكون ممثلا محتملا للدور، إنه خائف جدا الآن. ينتج الآن فلم جديد من إنديانا جونز لا يزال فيه النجم في دور البطولة.
لكن علينا أنا وأنت أن نضع السوط أرضا ونخلع القبعة. لسنا مثل شخصية إنديانا جونز ولسنا أشخاصا لا غنى عنهم. لا يجب أن تكون لدينا الرغبة في أن نكون كذلك – إنه أمر يمنعنا من خوض مغامراتنا الخاصة.

الأكثر قراءة