فضيحة سيئة التوقيت توقع «راكوتن» في صراع مع المستثمرين

فضيحة سيئة التوقيت توقع «راكوتن» في صراع مع المستثمرين

حتى قبل مساء 21 آب (أغسطس)، كان هيروشي ميكيتاني، مؤسس أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في اليابان، يمر بصيف صعب.
كانت أعمال شركة راكوتن للهواتف المحمولة التي أطلقتها أخيرا تخسر سيلا من الأموال، وكان المساهمون يشككون في فطنة ميكيتاني الاستثمارية والسوق تبعث بإشارات مشؤومة بشأن الإدراج المخطط له لبنك الشركة عبر الإنترنت.
لكن مقطع فيديو من خمس ثوان تم التقاطه لميكيتاني في حفل غير مؤرخ في مكان غير لائق نشر على وسائل التواصل الاجتماعي في 21 أغسطس، أغرق ميكيتاني في بعد جديد من المشكلات المحتملة.
جاءت الفضيحة بعد أسابيع من التكهنات - بمن فيهم المستثمرون - حول بعض مشادات ميكيتاني الأخيرة على منصة تويتر. في أواخر يونيو، أمضى 20 دقيقة منخرطا في مشاجرة على الإنترنت في وقت متأخر من الليل مع أحد أصحاب المحتوى على منصة يوتيوب.
قالت شركة راكوتن "نرفض التعليق على اتهامات غير حقيقية، أو أسيء تفسيرها أو أخرجت عن سياقها. إننا ننظر حاليا في خياراتنا لاتخاذ إجراء قانوني ضد هذه الاتهامات والتكهنات الكاذبة". لم يجب ميكيتاني على طلب التعليق عبر الشركة.

فضيحة سيئة التوقيت

أخبر المساهمون "فاينانشيال تايمز" بأن التوقيت كان سيئا للغاية بالنسبة إلى ميكيتاني، مهما كان مدى عدم صحة المزاعم. إذ كان رجل الأعمال يدافع عن سمعته المؤسسية ورؤيته التجارية في مشادات متوترة بشكل متزايد مع المستثمرين في وقت تواجه فيه الشركة سؤالها الأكبر في أواخر 2022: كيف يمكن جذب الاهتمام بإدراج وحدة مصرفية عبر الإنترنت في خضم هزيمة تكنولوجية عالمية وسوء ظروف السوق؟
قال المحللون "إن الطرح العام الأولي لبنك راكوتن سيكون حاسما في وقف النزيف في التدفق النقدي الحر في مجموعة ميكيتاني مع بنائها لشبكة هواتف للمنافسة ضد شركات من أمثال سوفت بنك وشركة إن تي تي دوكومو". كما أعلنت شركة راكوتن في مايو أنها تحضر لإدراج وحدتها للسمسرة عبر الإنترنت.
في حال نجاحه، سيقترب ميكيتاني خطوة من تحقيق حلمه في الربط بين تجارة التجزئة والاتصالات، إنجاز نجح عدد قليل من تجار التجزئة العالميين في تحقيقه.
قال أشخاص مشاركون في المحادثات "إن ميكيتاني كان يستهدف تقييما عند أكثر من ضعف نسبة السعر إلى القيمة الدفترية - التي يقدرها بنك جي بي مورجان عند نحو 360 مليار ين (2.6 مليار دولار) - لبنك راكوتن، الذي يمكن مقارنته بمنافسه في كوريا الجنوبية كاكاوبنك، الذي أدرج أسهما في سيئول قبل عام".
لكن المستثمرين المحتملين الذين تواصلت معهم شركة دايوا، التي تم تعيينها كشركة ضامنة للطرح العام الأولي، قالوا "إن التقييم المستهدف كان مرتفعا للغاية بالنظر إلى بيئة السوق". رفضت شركة دايوا التعليق.
تبلغ قيمة "كاكاوبنك" 13 تريليون وون "9.6 مليار دولار" بعد انخفاضها بنحو 30 في المائة عن سعر الطرح العام الأولي. في مارس، بنك إس بي آي سوميشين نت، بنك ياباني آخر عبر الإنترنت، قام بتأجيل طرحه العام الأولي، وألقى باللوم على اضطرابات السوق الناجمة عن الحرب الروسية - الأوكرانية.
قال ميتسونوبو تسورو، المحلل في بنك سيتي جروب، "ينبغي لشركة راكوتن أن تنظر في خيارات تمويل أخرى، لأن السعي للحصول على تقييم مرتفع لإدراج كل من وحداتها المصرفية والأوراق المالية كان غير واقعي في ظل ظروف السوق الصعبة".
قدرت شركة بروكرج عجزا في التدفق النقدي الحر بقيمة 460 مليار ين هذا العام في شركة راكوتن ومبلغ 230 مليار ين أخرى في العام المقبل. أبلغت المجموعة بالفعل عن عجز بقيمة 460 مليار ين في أعمالها غير المالية في الأشهر الستة الأولى من العام.

تضخم النفقات الرأسمالية

يأتي التدفق النقدي الحر السلبي في الوقت الذي انفجرت فيه خطط الإنفاق الرأسمالي لشركة راكوتن منذ أن أطلقت خدمة تزويد الهواتف المحمولة الخاصة بها في 2020. أخبر ميكيتاني المستثمرين في البداية أن الشركة ستحتاج إلى 600 مليار ين لبناء شبكة الهاتف المحمول الخاصة بها، لكن شركة راكوتن أنفقت بالفعل أكثر من تريليون ين، ويقدر بنك سيتي أن المبلغ سيرتفع إلى 1.9 تريليون ين.
تراجعت أسهم "راكوتن" بأكثر من 40 في المائة هذا العام بسبب مخاوف بشأن قوتها المالية، على الرغم من قول الشركة إنها ستبحث عن خيارات تمويل أخرى مثل إصدار السندات. في العام الماضي، جمعت الشركة 2.2 مليار دولار عبر شراكات رأسمالية مع شركة يابان بوست هولدينقز، ومجموعة التكنولوجيا الصينية تينسنت ومتاجر التجزئة الأمريكية وول مارت.
قال تسورو "لا يبدو أن شركة راكوتن يمكنها جمع الأموال اللازمة للاستثمار في النمو مع الاستمرار في إدارة عجز ضخم في التدفق النقدي الحر. تشعر الأسواق بالقلق على الأقل وهذا هو السبب في أن سعر السهم مدفوع بمخاطر الائتمان".
في الربع من أبريل إلى يونيو، اتسعت الخسائر التشغيلية للشركة من 63.5 مليار ين إلى 84.5 مليار ين مع التحديات في أعمال الهواتف الخاصة بها التي قضت على المكاسب التي حققتها من وحدتها للتجارة الإلكترونية. سجلت وحدة الهاتف المحمول انخفاضا صافيا في عدد المشتركين قدره 220 ألفا، على الرغم من أن الانخفاض كان يعود بشكل رئيس لإنهاء الخطط التي أتاحت للمستخدمين ما يصل إلى 1 جيجا بايت من البيانات الشهرية مجانا.
قال أحد مديري الأصول البارزين الذي احتفظ بأسهم راكوتن على مدار العام الماضي "إنه عالم أحلام حقا بالنسبة إلى شركة راكوتن موبايل. لقد انفجرت الشركة والآن مضطرة إلى بيع الأجزاء الجيدة لتغذية هذه الحفرة العملاقة من الديون".
قالت شركة راكوتن "إن خسائر أعمال الهاتف المحمول بلغت ذروتها وتأمل في أن تتحول الشركة إلى مصدر تدفق نقدي ثابت، بشكل مشابه للطريقة التي حققتها شركة سوفت بنك في أعمالها المحلية للهواتف المحمولة".
لكن في حين إن ماسايوشي سون، مؤسس "سوفت بنك"، أستخدم صفقة حصرية لبيع أجهزة آيفون من طراز أبل في اليابان لتحويل الشركة إلى ثالث أكبر شركة مزودة هواتف في الدولة، لم يجد ميكيتاني سلاحا مشابها لتغيير المشهد التنافسي.
قال تيتسورو تسوساكا، محلل في بنك مورجان ستانلي "بالنسبة إلى أعمال الهواتف، لا يمكنني تخيل متى ستصبح الشركة مربحة في ظل الظروف الحالية"، وأضاف "مجال الهواتف المحمولة عمل تجاري سلعي بالفعل، لذا يمكن لأي شخص لديه المال والوقت القيام بذلك. لكن إذا لم يكن لديك المال، فسيتعين عليك خفض قاعدة التكلفة حتى تصل إلى خط التعادل ولو حتى على حساب جودة شبكة الهاتف المحمول".

الأكثر قراءة