جيم تشانوس: مراكز البيانات ستصبح شيئا من الماضي
جيم تشانوس، البائع على المكشوف المخضرم، يضع هدفا جديدا نصب عينيه، مركز البيانات المتواضع.
في حزيران (يونيو)، أعلن تشانوس - الذي ربح رهانات كبيرة على انهيار مجموعة إنرون الأمريكية للطاقة وشركة وايركارد الألمانية للمدفوعات - أن شركته الاستثمارية التي تحمل اسمه تجمع مئات الملايين من الدولارات لصندوق سيتخذ مراكز مكشوفة في مجموعات مراكز البيانات المدرجة في الأسواق الأمريكية.
يجادل بأن التحرك نحو السحابة، مدفوعا في الغالب بمجموعات التكنولوجيا الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" و"جوجل"، هو "العدو" بالنسبة إلى صناديق الاستثمار العقارية التقليدية مثل "إيكوينيكس" و"ديجيتال رياليتي".
يشتري هؤلاء اللاعبون مساحات شاسعة من الأراضي، ويبنون مجمعات ضخمة، ويصدرون عقود طاقة كبيرة ويسمحون للشركات باستئجار مساحات في مراكزهم لمعالجة بياناتهم.
في المقابل، تستخدم مجموعات التكنولوجيا الكبرى معداتها الخاصة وتعالج بيانات العملاء نيابة عنها في "السحابة العامة". يطلق عليها اسم "مزودو خدمات الحوسبة السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة"، فهي إما تخزن أجهزتها ومعدات الخوادم في صناديق استثمار عقاري، مثل "إيكوينيكس" - وإما تبني بشكل متزايد مراكزها الخاصة الضخمة لتلبية الطلب المتزايد على خدماتها. يمتد أحد مراكز بيانات "مايكروسوفت" في شيكاغو على مساحة 700 ألف قدم مربعة، وهو حجم 52 مسبحا أولمبيا.
يعتقد تشانوس، الذي تضرر أيضا من رهان طويل الأمد ضد "تسلا"، أن عمالقة التكنولوجيا، التي يقول إنها تمثل نحو ثلثي الطلب على مراكز البيانات، ستتجه بشكل متزايد نحو بناء وإدارة عقاراتهم الخاصة. يجادل بأنهم سيفعلون ذلك لأن التكنولوجيا التي تستخدمها المجموعات التقليدية أصبحت قديمة وزائدة عن الحاجة ولأن مجموعات التكنولوجيا الكبرى الغنية بالسيولة يمكنها البناء بتكلفة أقل. هذا سيجعل صناديق الاستثمار العقارية المستقلة لا حاجة إليها.
لكن المستثمرين الآخرين يجادلون بأن مراكز البيانات وشركات التشغيل المتخصصة لا تزال هناك حاجة إليها حتى الآن. قال ناثان لوكي، المدير الإداري الأول للبنية التحتية الرقمية في "ماكواري أسيت مانجمنت"، الذي قاد كثيرا من الاستثمارات الحديثة في أصول مراكز البيانات، إن أفضل الشركات هي تلك التي تمتلك عقارات رئيسة في مواقع استراتيجية.
يجادل قائلا، "يبحث مزودو خدمات الحوسبة السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة عن شركاء موثوق بهم بحيث يمكنهم استيعاب المزيد من قوة الحوسبة". "إذا كان هناك شخص لديه بالفعل أرض وعقار في سوق يريد التوسع فيها، هذا عامل مهم للغاية".
تدفقت مليارات الدولارات في رأس مال الأسهم الخاصة على الصناعة، حيث يجادل المضاربون على الصعود بأن مجموعات مراكز البيانات التقليدية ستظل لا غنى عنها نظرا إلى مركزها القوي في أفضل المواقع وخبرتها في شراء الموارد مثل الطاقة والأرض والعمالة. كما يشيرون إلى موقعهم المتميز على أنه ما يسمى "بالفنادق الناقلة"، وهو مصطلح صناعي يعني أنهم يربطون كثيرا من الأعمال التجارية المختلفة.
تراهن هذه المجموعات ورؤساؤها على أن الطلب على البيانات سيستمر في النمو، وستواصل مجموعة واسعة من العملاء - بداية من مزودي الخدمات السحابية إلى المصارف والإدارات الحكومية - تخزين جزء من أعمال الحوسبة على الأقل في مراكز البيانات التقليدية.
العام الماضي، استحوذت شركة بلاك ستون، أكبر شركة للأسهم الخاصة في العالم، على صندوق كيو تي إس العقاري الاستثماري ومقره كانساس مقابل عشرة مليارات دولار، بينما اشترت "كيه كيه آر" و"جي أي بارتنرز" صندوق سايروس ون العقاري الاستثماري ومقره تكساس مقابل 15 مليار دولار. في وقت سابق من هذا الشهر، اشترت "ماكواري" حصة صغيرة مهمة في مركز فيرتوس البريطاني لتزويد البيانات مقابل مبلغ لم تكشف عنه، مراهنة على أن مجموعات التكنولوجيا الكبرى ستضطر إلى الاستئجار مع توسعها في أوروبا.
سخر تشانوس من هذه المعاملات ووصفها بأنها "متهورة"، مع تقييمات "تم تمديدها بجميع المقاييس"، وتوقع في بيان "الآثار السلبية ما بعد الاستحواذ".
كانت الأعمال السحابية محرك النمو لمجموعات مثل "أمازون" و"مايكروسوفت" و"جوجل" خلال العام الماضي. في الربع الأول من 2022، ارتفعت إيرادات "أمازون ويب سيرفيسز" 37 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 18.4 مليار دولار، في حين زادت الإيرادات في منصة مايكروسوفت أزور 40 في المائة.
قال مارتين بلانكن، الرئيس التنفيذي في شركة أي إكس أيه إنفراستركتشر، التي تزود البنية التحتية للشبكات لمزودي خدمات الحوسبة السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة، "إن حجم أعمال الحوسبة لجوجل وميتا لا يمكن تصوره. إنها لعبة على نطاق واسع، ولا توجد مؤسسة يمكنها منافستهما".
على النقيض من ذلك، سجلت مجموعات مراكز البيانات الأمريكية المدرجة نموا صحيا - لكن أقل إثارة للإعجاب. مع ذلك، فإن العاملين في صناعة مراكز البيانات يجادلون بأن نظرية تشانوس قديمة، لأن الحجج نفسها ظهرت عدة مرات على مدار الـ15 عاما الماضية، بما في ذلك المركز المكشوف الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة وراهنت عليه "هايفيلدز كابيتال مانجمنت" ضد "ديجيتال رياليتي" في 2013. حققت "هايفيلدز" أرباحا، لكن لا تزال "ديجيتال رياليتي" تعمل في المجال.
قال آندي باور، رئيس شركة ديجيتال رياليتي ومديرها المالي، "هناك مغالطة في الحجة القائلة بأننا لا ننمو بسرعة مزودي خدمات الحوسبة السحابية نفسها، ما يعني أننا مهددون من قبلهم". أضاف أن مجموعات "الموقع المشترك"، مثل "ديجيتال رياليتي"- حيث يوفر طرف واحد العقار والعملاء يقدمون التكنولوجيا - "تمكن" الانتقال إلى السحابة، وشهدت زيادة في التأجير من قبل كثير من مزودي خدمات الحوسبة السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة في الأعوام الأخيرة، ولم تشهد تراجعا.
حققت مجموعات التكنولوجيا تحولا ملحوظا نحو زيادة التأجير خلال الأشهر الستة الماضية بقيادة عدد قليل من الشركات الرئيسة، بما في ذلك "ميتا" و"مايكروسوفت" و"بايت دانس" و"تويتر". هذا الارتفاع عكس الاتجاه السابق نحو زيادة البناء الداخلي.
قال تشارلز مايرز، الرئيس التنفيذي لشركة إيكوينيكس، "لا أعتقد أن بإمكان مزودي خدمات الحوسبة السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة مواكبة وتيرة أعمالهم بمفردهم".
أضاف باور، "تمتع مزودو خدمات الحوسبة السحابية هؤلاء بكثير من الأموال، بالطبع، لكنهم يستخدمونها على النحو الأفضل، بصراحة".
أشار بريندان لينش، محلل في "باركليز"، إلى أنه في كثير من المناطق الحضرية في الولايات المتحدة، تعد "إيكوينيكس" أول أو ثاني أكبر مزود لمراكز البيانات، ما يمنح الشركة درجة أعلى من حيث قوة التسعير. قال، "لهذا السبب ما زلنا نحب إيكوينيكس على الرغم من أننا ندرك أن هناك بعض المخاطر على فرضيتنا".
تتمثل إحدى المخاطر الرئيسة في أنه في حالة تخفيف أزمة الأرض والعمالة وإمدادات الطاقة، قد تتحول مجموعات التكنولوجيا الكبرى إلى بناء مزيد من مراكز البيانات الخاصة بها.
بالنسبة إلى المشغلين المستقلين للحفاظ على جاذبيتهم، فإن التمايز هو المفتاح، كما يجادل المحللون. تستخدم معظم الشركات الكبرى مجموعة من الخدمات المختلفة، بداية من "جيميل" إلى "وورك داي"، جميعها يتم استقبالها على سحابة مختلفة. لكي تعمل جميع تطبيقات البرامج هذه معا بسلاسة، يجب أن تكون هناك مواقع حقيقية حيث يمكن للبيانات أن تمر بسرعة وسلاسة من موقع إلى آخر.
"سر النجاح" لدى "إيكوينيكس" هو القدرة على الربط الشبكي، وفقا لمايرز، نظرا إلى أنه يكاد يستحيل محاكاتها من قبل مزودي خدمات الحوسبة السحابية ذات القدرات التوسعية الضخمة.
قال نيك ديل ديو، محلل في "موفيت ناثانسون"، "أنفق مزودو خدمات الحوسبة السحابية المليارات في بناء مراكز البيانات الخاصة بهم. لكنهم لم ينفقوا دولارا واحدا في محاولة محاكاة ما بنته إيكوينيكس".
وفقا لحسابات "موفيت ناثانسون" فإن ما يسمى بـ"الترابط" يشكل نحو 35 في المائة من أرباح "إيكوينيكس"، مقارنة بـ14 في المائة من أرباح العقارات الرقمية - على الرغم من أن الأخيرة سعت إلى التوسع في هذه السوق.
على النقيض من ذلك، ركزت شركة ديجيتال رياليتي، إلى جانب المجموعتين الخاصتين "سايروس ون" و "كلاورد إتش كيو"، بشكل كبير على الأعمال التقليدية. هذا القطاع أكثر عرضة للمنافسة المتزايدة من مزودي الخدمات السحابية العمالقة وكذلك مجموعات مراكز البيانات الأصغر التي يتم دعمها بمليارات من رأس المال من شركات الأسهم الخاصة وصناديق الاستثمار في البنية التحتية.
قال ديفيد فريند، الرئيس التنفيذي لشركة واسابي، وهي شركة تخزين سحابي تستأجر من عدة مجموعات لمراكز بيانات، "أعتقد أنه قد يكون هناك وفرة في وقت ما، لأن مجموعة كبيرة من الشركات تقوم ببناء مراكز بيانات في الوقت الحالي. هناك نقص في المعروض الآن، لكنه سيكون مثل أسعار النفط، الجميع سيحفر - بعد ذلك سيؤدي هذا إلى انخفاض الأسعار، حتى يحدث اندماج أكبر في السوق".