مشوشون ومدللون.. صورة نمطية تلاحق الموظفين الشباب
منذ وقت ليس ببعيد، دخل مارك زوكربيرج جلسة أسئلة وأجوبة مع موظفيه التي كنت أرغب بشدة في حضورها.
على وجه التحديد، كنت أتمنى لو رأيت وجه مؤسس فيسبوك عندما سأله موظف من شيكاغو يدعى جاري عما إذا كانت أيام الإجازة الإضافية التي تم تقديمها أثناء الجائحة ستستمر في 2023.
بدا زوكربيرج "محبطا بشكل واضح" من هذا السؤال، وفقا لرواية عن الاجتماع على موقع "ذي فيرج" الإخباري.
أوضح قبلها أن الاقتصاد ربما كان يتدهور. تطبيق تيك توك يمثل تهديدا تنافسيا وكان على زوكربيرج تجميد التوظيف في بعض الوظائف.
لذا لا يا جاري من شيكاغو، لن تستمر الإجازات الإضافية ولن تستمر أيام تدليل الموظفين. كان على الموظفين أن يعملوا بجدية أكبر، ولم يهتم زوكربيرج إذا قرر البعض الاستقالة. قال، "واقعيا، ربما يكون هناك مجموعة من الأشخاص في الشركة الذين ينبغي ألا يكونوا هنا".
ليس لدي أدنى فكرة عن عمر جاري، لكن بالنظر إلى أن متوسط عمر موظفي فيسبوك هو نحو 28 عاما، أشك في أنه رأى أول إنسان يمشي على سطح القمر. أعتقد أيضا أن كثيرا من الرؤساء الذين يقرؤون هذا سيحبون ما قاله زوكربيرج.
مع عودة العمل إلى شيء يقترب من الحياة الطبيعية في فترة ما قبل كوفيد، لم أستطع أن أحصي عدد الشكاوى التي سمعتها من المديرين، معظمهم في أواخر الثلاثينيات والأربعينيات، حول موظفيهم العشرينين المدللين غير المبالين والمنفصلين عن الواقع.
هنا بعض الأمثلة.
المستثمر المرتبك الذي قال للموظفين المبتدئين إنهم يجب أن يكونوا في المكتب عندما يأتي العملاء، ليقول هؤلاء الموظفون، شكرا على الملاحظة لكننا نفضل الاستمرار في العمل من المنزل.
المدير التنفيذي لأحد برامج التلفزيون الذي قيل له إن الموظفين الشباب الذين يعملون على تصوير طويل يفضلون ساعات أقصر إذا اضطروا إلى مغادرة المكتب الرئيس.
أخبرني أحد المستشارين عن زميل أصغر سنا رفض السفر إلى الخارج لحضور اجتماعات العملاء، مصرا على عقدها عبر الإنترنت. ومستشار مالي غاضب من دخول الشباب إلى اجتماعات داخلية مهمة حيث أبقوا كاميراتهم مطفأة ولم يتحدثوا.
أعلم أن هذه مجرد روايات. أعرف شخصيا بعضا من أكثر الأشخاص الجادين بالعمل أعمارهم تقل عن 30 عاما، ومع ذلك يزداد ثقل الصورة النمطية عن كسل الأجيال.
كتب الباحث البريطاني البروفيسور بوبي دافي، في كتابه الممتاز، "الأجيال" العام الماضي، شكاوى عن الشباب تعود إلى اليونان القديمة، عندما اشتكى سقراط من ازدرائهم للسلطة وسوء الأخلاق والجشع.
مع ذلك، فإن ضخامة هذه الشكاوى وثباتها أخيرا تجعلاني أتساءل عما إذا كان هناك شيء آخر يحدث.
تعتقد الدكتورة إليزا فيلبي، باحثة في الأجيال تقدم المشورة للشركات حول كيفية إدارة الأشخاص في العشرينيات من العمر وتوظيفهم، أن هناك شيئا آخر يحدث.
أخبرتني قبل أيام أن الوباء أدى إلى زيادة العوامل التي عززت التباين بين هؤلاء الموظفين، بدءا من رؤسائهم المرهقين والمنهكين في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر.
نجح هؤلاء المديرون الأكبر سنا في تجاوز حالة عدم اليقين المزعجة للأزمة المالية العالمية، ثم كوفيد، لكنهم في الأغلب ما ظلوا يعتمدون على والديهم لتجنب كارثة مالية.
لا عجب، كما تقول فيلبي، أن الموظفين المبتدئين يسألون، "لماذا تعمل بجد؟ ما الذي ستجنيه مقابل ذلك؟".
يتمتع العمال الأصغر سنا أيضا باستيعاب أفضل بكثير لكيفية مقارنة وظائفهم بما هو معروض في أماكن أخرى، وذلك بفضل المستجدات التي لا نهاية لها على وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد نشأوا وهم يعلمون أنه يمكن جني الأموال من مواقع التجارة الإلكترونية مثل "ديبوب"، وهو أمر جيد أيضا لأن عددا أقل منهم يعمل في وظائف ذات دوام جزئي مقارنة بالموظفين الأكبر سنا عندما كانوا في سنهم، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن التعليم أصبح أكثر تنافسية الآن.
النتيجة هي أن كثيرا من الموظفين الأصغر سنا، الذين أفرط والديهم في رعايتهم يصلون إلى وظيفتهم الأولى غير مدركين كم هي أفضل من وظيفة تقديم المشروبات في مطعم مثلا - وليس لديهم ثقة كبيرة بأنها ستلبي احتياجاتهم المالية مدى الحياة.
نصيحة فيلبي، استمع لهم. قدم تدريبا رائعا. لكن لا تهتم، بأي شكل من الأشكال، بكل أهوائهم، لأنك "في الواقع لا تساعدهم على هذه الحياة".
أنا أؤيد ذلك. أعتقد أيضا أن الوقت الحالي هو أفضل وقت يكون فيه الشاب موظفا طموحا ومجتهدا. إن العثور على وظيفة رائعة ليس بالأمر السهل، لكن إذا كان بإمكانك فعل ذلك، فقد تجد نفسك محاطا بكثير من الأشخاص في عمرك الذين يضعون معايير منخفضة بشكل غير طبيعي.