تحذير من المذكور
نشرت إحدى الصحف، إعلانا مرفقا بالصورة يحذر من التعامل مع موظف سعودي لديها تغيب عن العمل. الحقيقة أن هذا الحدث ليس جديدا، فقد دأبت الصحف على نشر تحذيرات تحت عنوان "خرج ولم يعد" عن غياب عمال وافدين وتحذر من التعامل معهم، واليوم أصبح هناك إعلانات تحذر من مواطنين أيضا.
الحقيقة أنني لا ألمس جدوى لنشر مثل هذه التحذيرات والصور سواء لوافدين أو مواطنين. وأحيانا تكون الصياغة الخاصة بهذه الإعلانات على غرار التحذير الذي أتحدث عنه مسيئة للمذكور ولأسرته. وأتصور أن إعلانا مثل هذا، أقرب إلى حكم الإدانة، وهو أمر لا تملك جهة أن تدعي أنها تتمتع به، فالإدانة من عدمها تبت فيها الجهات القضائية ومن في حكمها.
إن الحفاظ على حق الإنسان وحقوق أسرته معه، تجعل تجاوزات إعلانية مثل هذه تتطلب تنظيما يضع الضوابط اللازمة لها، بحيث لا يصبح مجرد خلاف مع مؤسسة أو شركة مدعاة لنشر إعلان مع صورة للشخص إمعانا في التشهير ينص على التحذير من المذكور. ولعلي هنا أتمنى على هيئة حقوق الإنسان لدينا أن تنظر في هذا الموضوع وتصوغ أفكارا ومرئيات يمكنها أن تتحول إلى نظام يحافظ على كرامات هؤلاء. وأنا هنا أتحدث عن الهيئة، لأني أجد أن رصانتها يمكن أن تعطينا هذا النظام المنشود، وأخشى أن أقول إن جمعيتنا الأهلية أدارت رؤوس بعض العاملين فيها أضواء الإعلام، فأصبحوا يقولون ما يريده الإعلام لا ما يخدم الصالح العام ويؤسس ممارسة حقوقية أصيلة. ولعل الهيئة تسد هذه الفرجة التي لا تغيب عن المتابع، بعد أن أصبح ظهور بعض العاملين في جمعيتنا الأهلية يتجاوز ظهور أهل الرياضة والفن.