الصداقة تتألق على شاشات الفن السابع

الصداقة تتألق على شاشات الفن السابع
ماما ميا هو فيلم موسيقي رومنسي بريطاني من إصدار سنة 2008 .
الصداقة تتألق على شاشات الفن السابع
الصداقة لا تنتهي متى عرفنا كيف نحولها إلى رابط متين.
الصداقة تتألق على شاشات الفن السابع
الصداقة الحقيقية لا تمحوها المسافات.

لأن السينما مرآة تعكس واقع المجتمعات عموما، وتجسد الحالات الاجتماعية بمختلف أشكالها وألوانها، تدقق في التفاصيل وتطرح القضايا، لم يغب عن الأعمال السينمائية العربية والأجنبية موضوع الصداقة، بل تنولت في عديد من الأفلام التي سلطت الضوء على الصداقة كمفهوم اجتماعي يعزز أواصر التواصل بين أفراد المجتمع بطرق عديدة، كما يسهم في إيجاد حالة من التناغم المجتمعي يساعد على إضفاء معان أعمق للحياة ودورنا فيها. وبمناسبة اليوم العالمي للصداقة الذي يصادف الـ30 من تموز (يوليو) من كل عام، نستذكر باقة من الأعمال السينمائية التي تناولت موضوع الصداقة بوجوهها المختلفة.
هاتشي: حكاية كلب
كثرت أفلام هوليوود التي تتحدث عن الصداقة، وتشعبت الأفكار ما بين صداقة الإنسان وصداقة الحيوان، خاصة الكلب الذي يشتهر بالوفاء لصاحبه، وأبرز الأفلام التي تحدثت عن الصداقة فيلم «هاتشي: حكاية كلب»، الذي صدر 2009 من بطولة ريتشارد جير، جوان ألين، وساره رويمير، وهو مقتبس عن قصة حقيقية جرت في اليابان وجمعت بين الدراما والإنسانية. وتدور أحداث الفيلم عن رجل يعثر على كلب بالمصادفة، يحاول أن يتخلص منه، لكن الكلب يلازمه، ما يدفعه إلى الاحتفاظ به، والغريب في القصة أن الصداقة يمكن أن تنشأ بين جميع المخلوقات وليس بين البشر فقط، فهذا الكلب ينتظر صاحبه عند محطة القطار، كما اعتاد دائما ولمدة تسعة أعوام بعد وفاته حتى يموت هو بدوره، وهي قصة شغلت بال الرأي العام حينها لما فيها من معان مثالية تجسد الصداقة، وتم تشييد تمثال باسم الكلب في المكان الذي شهد وفاته.
الخلاص من شاوشانك
فيلم آخر يضع بصمة في عالم الصداقة السينمائية، وهو فيلم «الخلاص من شاوشانك» الذي صدر 1994، من بطولة تيم روبنر ومورجن فريمان، وإخراج فرانك دارابونت، يعد تحفة التسعينيات وأفضل أعمال السينما على مر التاريخ، ويتحدث عن تلك الصداقة التي جمعت بين "آندي" و"أليس" وكيف كانت قوية حقيقية وساعدتهما على التغلب على الظلم والظروف الصعبة التي أحاطتهما، ومنحتهما الرغبة في حب الحياة.
أخوات سروال السفر
هو فيلم نموذجي عن الصداقة، حيث يتحدث عن أربع صديقات، وهن: آمبر تامبلين، ألكسيس بليدال، أمريكا فيريرا، وبليك ليفلي، تحتم الظروف عليهن الافتراق وتنتقل كل فتاة إلى مكان مختلف، ويحاولن التواصل مع بعضهن بعضا، كي يحافظن على علاقة الصداقة بينهن. ويؤكد الفيلم نظرية أن الصداقة الحقيقية لا تمحوها المسافات، ويمكن المحافظة عليها عن بعد.
ماما ميا
ماما ميا فيلم موسيقي رومانسي بريطاني من إصدار 2008 مأخوذ عن المسرحية الموسيقية، التي تحمل الاسم نفسه، من بطولة ميريل ستريب، وصدر عنه جزء ثان بعد مرور عشرة أعوام على الجزء الأول. وتدور أحداثه حول الصداقة بين ستريب وصديقاتها اللواتي كون معا في شبابهن فرقة موسيقية، كانت حجر الأساس الذي ساعد الأم على تجاوز عقبات الحياة والوقوف في وجه الهزائم، الفيلم كوميدي موسيقي راقص ويجسد معاني الصداقة بطريقة مختلفة.
أفلام الصداقة من الأمريكية إلى الإيطالية
لم تكن السينما الأمريكية الوحيدة التي تتناول الصداقة في موضوعاتها، بل تناولت السينما الإيطالية هذا الموضوع من خلال فيلم درامي تشويقي إيطالي حقق نجاحا كبيرا عند عرضه، وأعادت إنتاجه 16 دولة أجنبية وعربية، وتدور أحداثه حول سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء لمشاهدة الخسوف معا، وأثناء تمضية الوقت يقررون ممارسة لعبة خطرة، إذ يتشاركون علانية كل المكالمات الهاتفية أو الرسائل التي تأتي على هواتفهم أثناء وجودهم معا، ما يهدد استمرار العلاقات، إثر انكشاف أسرار مخزية يخفيها كل منهم عن أقرب الناس إليه.
حصة الصداقة في الأفلام العربية
من أشهر الأفلام العربية التي تناولت الصداقة، فيلم: «سلام يا صاحبي» من بطولة عادل إمام وسعيد صالح وإخراج نادر جلال، ولقد شكل علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، لما يقدمه من تجسيد حقيقي لمعنى الصداقة في أبهى صورها، يتجمع العملاقان إمام وصالح بالمصادفة وتتحول بعدها علاقتهما إلى صداقة حقيقية، تخطت الحدود الطبيعية عندما قبل عادل إمام الاستغناء عن حب حياته بعد أن علم أن صديقه سعيد صالح يريد الارتباط بها، يكتم مشاعره وتتحول تلك المشاعر إلى أخوة فقط، حتى إنه لا يتردد في أخذ الثأر لصديقه عندما يقتل في نهاية الفيلم.
يا دنيا يا غرامي
يا دنيا يا غرامي، هو فيلم مصري حاز جوائز عالمية من إنتاج شركة «استوديو 13» من تأليف وسيناريو محمد حلمي هلال، إخراج مجدي أحمد علي، وبطولة إلهام شاهين، هالة صدقي، وليلى علوي، ويروي تفاصيل مختلفة من حياة كل فتاة، وتجمع بينهن صداقة قوية ويتساعدن على تخطي العقبات وإيجاد الحلول. أما فيلم «أصحاب ولا بزنس»، فهو من بطولة مصطفى قمر، وهاني سلامة، وإخراج علي إدريس، ويتحدث عن الصداقة بين المشاهير، وكيف يمكن أن يساعد الصديق الحقيقي صديقه في أصعب الظروف، وكيف تظهر المواقف الصديق الحقيقي من المزيف.
صاحب صاحبه
تستمر مصر بالتحليق في موضوع الصداقة، حيث أطلقت أيضا فيلم «صاحب صاحبه»، وهو من بطولة محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي، وإخراج سعيد حامد، وتدور أحداثه حول "جاد" و"أسامة" الصديقين من أيام الطفولة، وتأتي إليهما إعارة للخارج، لكن لا يمكنهما السفر معا، لأنه يجب أن يبقى أحد لرعاية الأهل، وتدور الأحداث في إطار من الكوميديا التي تظهر محاولة كل شخص ادعاء المرض بهدف إبقاء صديقه إلى جانبه، أما فيلم «سهر الليالي»، فيضم نخبة من نجوم مصر الذين تشاركوا في بطولة جماعية، وهم حنان الترك، جيهان فاضل، منى زكي، علا غانم، شريف منير، خالد أبو النجا، فتحي عبد الوهاب وأحمد حلمي، ومن إخراج هاني خليفة، وقدموا عملا سينمائيا يعالج المشكلات الزوجية بأشكالها المختلفة، ويطرح أهمية وجود الصديق في الحياة لتقديم الدعم والمشورة في وقت الحاجة. أظهر الفيلم أن الصداقة لا تنتهي متى عرفنا كيف نحولها إلى رابط متين يحمل معنا الصعاب ويساعدنا على تخطي العقبات.
إن هذه الأفلام ما هي الا نماذج قليلة عما عرض في السينما من أفلام تهتم بالصداقة، مع الإشارة إلى أن عديدا من الأعمال التلفزيونية والمسلسلات تناولت في قصتها مفهوم الصداقة أيضا، ولعل أبرز هذه الأعمال على المستوى العالمي مسلسل «فريندس»، الذي استمر عرضه لأكثر من تسعة مواسم، وبقي أبطاله يطالبون بأجزاء جديدة، كما قدم نجوما باتوا علامة فارقة في سماء هوليوود وعلى رأسهم جنيفر أنيستون، وتناول المسلسل بطريقة كوميدية فيها تفاعل مباشر مع الجمهور مشكلات مختلفة قد تحدث بين الأصدقاء، وقدم نموذجا مختلفا من الأعمال التلفزيونية، وحقق نجاحا منقطع النظير.

الأكثر قراءة