هل حقا تنبأت هوليوود بوباء «جدري القرود»؟
ليست المرة الأولى التي تتنبأ الأعمال السينمائية والدرامية بحدوث مفاجآت على مختلف الأصعدة، وقد ربط عديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مرة جديدة، تنبؤات أعمال سنيمائية وتلفزيونية عرضت قبل عقود من الزمن، بظهور وباء جدري القرود الذي يأخذ بالانتشار بشكل بات يثير القلق. وعد البعض أن الأمر ليس مصادفة، خاصة أن هناك أصوات تتحدث عن مؤامرات عالمية للتخفيف من عدد سكان الكرة الأرضية تسهم في إيجاد هذه الأوبئة وتساعد على تفشيها.
سواء كانت الأمور تسير على هذا النحو أو لا، مما لا شك فيه أنه فعلا هناك أوبئة بدأت تنتج نفسها بنفسها نتيجة التغيرات المناخية ونقص الأكسجين وتصحر عديد من المناطق، وتبقى الحقيقة الواحدة الملموسة، أن بعض هذه الأعمال تناولت بشكل أو بآخر ما نعيشه اليوم، وتحدثت عن أوبئة تبيد البشرية وتنهي الحياة على هذا الكوكب.
عائلة سيمبسون
على الرغم من مرور عدة أعوام على عرض مسلسل "عائلة سيمبسون" إلا أن عديدا من حلقاته عادت إلى واجهة البحث والتداول، لما تضمنته من قصص صنفت ضمن خانة التنبؤات لأحداث وأمراض، عاشها العالم في عهده الحديث، بدءا من أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، مرورا بانتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة وصولا إلى جائحة كورونا، وتقنية ميتافيرس شبكة العالم الافتراضي التي تركز على المستقبل والخيال العلمي وانتهاء بالحرب الأوكرانية، وكان آخر ما تناوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي ما تم نشره في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من صور لهوميروس أحد أبطال المسلسل مصاب بالجدري، وكشفت الصورة المنتشرة من حلقتين منفصلتين تم بثهما في تواريخ مختلفة، صورة هوميروس مع نقاط في جسمه، وإنها عدوى الجدري بعدما انتقلت إليه من ابنته ماجي، ونتيجة لذلك أصيب بارت بالقمل، في حين أن هوميروس قد أصيب بنوبة برد ومرض يشبه الإنفلونزا بعدما انتقلت إليه تلك العدوى من القرد. وقال أحد المعلقين على الإنترنت، "هذا هو أصل مرض جدري القرود".
يبدو لا يوجد شيء يحدث إلا وتنبأ به مسلسل الكرتون الشهير "عائلة سيمبسون"، والآن يعتقد الجمهور أن ثمة نبوءة أخرى لـ"عائلة سيمبسون" قد تحققت على أرض الواقع، تفشي مرض جدري القرود، ما دفع البعض إلى المطالبة بالتحقيق مع كتاب المسلسل الذين سجلوا كل هذه التوقعات.
«Outbreak» فيلم تنبأ بجدري القرود قبل 27 عاما
الفيلم من بطولة الممثل الأمريكي داستن هوفمان، كيفين سبيسي ومورجان فريمان وأنتج في 1995، ويتحدث عن انتشار فيروس خيالي في الكونغو الديمقراطية ثم في بلدة صغيرة في الولايات المتحدة، وتم تشخيصه بشكل أساسي في معهد البحوث الطبية التابع لجيش الولايات المتحدة للأمراض المعدية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والمدينة الخيالية سيدار كريك في ولاية كاليفورنيا، وتدور قصة الفيلم عن فيروس تم نقله إلى الإنسان من إفريقيا إلى أمريكا عن طريق قرد، مع جعل البعض يربط بين مرض جدري القرود وقصة الفيلم.
ويخشى الملايين حول العالم من أن يعيد "جدري القرود" المأساة نفسها التي عاشها البشر في الفيلم السينمائي وكيف أدى إلى وفاة الملايين قبل التمكن من السيطرة عليه. صور سينمائية يخشى البشر أن تتحقق على أرض الواقع ولا تكون النهاية كما يريدها صناع السينما إجمالا، بل تأتي أشد فتكا وألما للبشرية بشكل عام.
12Monkeys
12 قردا هو فيلم خيال علمي تم إنتاجه في 1995، وتدور قصة الفيلم حول فيروس غامض يتعلق بالقرود يتسبب بقتل ما يقارب 98 في المائة من سكان الأرض، أما 2 في المائة الذين بقوا على قيد الحياة أصبحوا أسرى الملاجئ تحت الأرض خوفا من العدوى، ليقرر عدد من العلماء الاستعانة بمجرم سجين يدعى جيمس كول من أجل إرساله إلى الماضي بهدف معرفة خطة المنظمة الإرهابية "جيش الـ12 قردا" والحصول على عينة أولية من الفيروس ليتمكن هؤلاء العلماء من صنع علاج للفيروس.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت حالة الطوارئ بعد تفشي فيروس جدري القرود الذي انتشر في دول عديدة من أنحاء العالم، وهو القرار الذي سيمكن المنظمة من اتخاذ تدابير إضافية لمحاولة كبح انتشار الفيروس.
وقد بلغت تكلفة إنتاج الفيلم نحو 29.5 مليون دولار وحقق أرباحا وصلت قيمتها إلى ما يقارب الـ168،839،459 دولار. يشار إلى أنه تم صنع مسلسل من الفيلم وحمل اسم العمل نفسه وهو 12 قردا، ويتكون المسلسل من أربعة مواسم يتناول التفاصيل ذاتها التي تم تناولها في الفيلم.
28 Days Laterوفي 2002 صدر فيلم بريطاني بعنوان "بعد 28 يوما"، من بطولة سيليان ميرفي ونعومي هاريس وبريندان غليسون وميغان برنز وكريستوفر إكسليستون. يبدأ الفيلم بمشهد افتتاحي قصير، حيث نرى حيوانات من نوع قردة الشمبانزي مسجونة داخل أقفاص وموضوعة أمام شاشات تعرض لقطات لأحداث عنيفة مرعبة، وهذا لإجراء بحوث طبية عليها، وفجأة، يـقتحم المكان ناشـطون يدافعـون عن حقوق الحيوانات، فيقـومون بإطلاق سراح القردة من الأقفاص، لكن ما لا يعلمونه - وما يحذرهم عنه عالم موجود في المكان - أن الحيوانات تلك تحمل فيروسا خطرا ينقل العدوى إلى الإنسان، فتهاجم القردة الناشطين وتبدأ عوارض غريبة بالظهور عليهم خلال مدة لا تزيد على نصف دقيقة.
مصادفة أو مؤامرة؟
قد يكون هناك علاقة بين ما تم عرضه في السابق في أعمال تلفزيونية وسينمائية وما يحدث من انتشار للأوبئة، وقد تكون مجرد مصادفة خاصة أن متداولي هذه الأخبار فاتهم حقيقة أساسية، أن جدري القرود مرض معروف بالفعل، حيث تم اكتشافه لأول مرة في 1958 نتيجة حدوث تفش لمرض يشبه الجدري بين مجموعة من القرود المخصصة لإجراء الأبحاث العلمية، ونتيجة لذلك أطلق على هذا المرض جدري القرود، بينما تم تشخيص أول حالة إصابة بهذا المرض بين البشر في 1970 في جمهورية الكونغو.
على صعيد آخر أكدت منظمة الصحة العالمية أنه جرى العثور على حالات إصابة بجدري القرود في 12 دولة، بما فيها إسبانيا والبرتغال والولايات المتحدة وكندا، حيث لم يكن لهذا المرض أي أثر في تلك الدول في العادة، وتفيد تقارير بأن عدد حالات الإصابة بمرض جدري القرود تجاوز 250 حالة، خصوصا في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن حتى ساعة كتابة هذا التقرير لا يزال الوباء في مراحله الأولى من الانتشار ولم يصل إلى مرحلة القلق، ما يعني أنه حالات يمكن السيطرة عليها ولا يشكل خطرا مميتا.