السعادة والحزن .. وجهان لعملة واحدة

السعادة والحزن .. وجهان لعملة واحدة

يختلف مفهوم السعادة من شخص لآخر، فهي حالة تحددها طبيعة الفرد، وطريقة تفكيره وكيفية تفاعله مع الظروف المحيطة والمواقف الحياتية التي يمر بها.
ومن المعروف أن السعادة تمنح الفرد طاقة إيجابية، لكن هل من الممكن أن تتسبب السعادة المفرطة في وفاة شخص ما؟ تقول غادة هواري المعالجة النفسية في علم النفس العيادي لموقع "سكاي نيوز عربية" إن السعادة المفرطة والحزن الشديد هما "وجهان لعملة واحدة".
وأضافت هواري: "تشير الدراسات إلى أن ردة فعل القلب عند الفرح الشديد مشابهة تماما لردة فعله عند الحزن الشديد، وهذا ما يحدث عند الإصابة بـ "متلازمة القلب السعيد"، إذ يتشنج القلب من السعادة ما يؤدي لآلام في منطقة الصدر وتصاب عضلة القلب بضرر".
ولفتت إلى أن ما يزيد من عوامل خطورة "متلازمة القلب السعيد" أن يكون الشخص لديه سوابق من الاكتئاب أو اضطرابات ونوبات عصبية وبعض الأمراض التي تؤثر في القلب، مشيرة إلى أن القلب الذي لا يتحمل الحزن لا يتحمل الفرح أيضا.
وبحسب هواري فإنه عندما يشعر الإنسان بالسعادة أو الحزن فإن كمية الأدرينالين الكبيرة التي يضخها الجسم، تؤثر أولا في القلب فتزيد قوة تدفق الدم وترفع دقاته. وبدوره يقول البروفيسور سيمون أبوجودة وهو طبيب قلب في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "متلازمة القلب السعيد" تصيب عادة الأشخاص الذين يعانون نقاط ضعف صحية، ومشكلات عضوية في القلب، مؤكدا أن من النادر جدا أن يصاب شخص لا يعاني مشكلات في القلب بهذه المتلازمة.
وأوضح أبوجودة أن "متلازمة القلب السعيد" غالبا ما تحدث إثر المواقف المسببة للتوتر والعواطف الشديدة، مثل زواج أحد الأولاد، أو الفوز بجائزة مالية ضخمة، أو الحصول على وظيفة الأحلام.
وأكد، عندما يكون الشخص سعيدا بشدة يشعر الجسم بالجهد، ما يؤثر في كهرباء القلب، ويؤدي إلى تدفق سريع للدم، وعدم قدرة عضلة القلب على القيام بعملها بانتظام، وهنا يشعر المريض بصعوبة في التنفس وألم في الصدر.

الأكثر قراءة