حمى الشراء تدفع الأسهم الخليجية لكسر المزيد من حواجز المقاومة
للجلسة الثالثة على التوالي، واصلت أسواق الأسهم الخليجية في تعاملاتها أمس كسر مزيد من حواجز المقاومة وتحطيم مستويات سعرية جديدة بدفع من حمى الشراء التي تقوم بها السيولة الأجنبية والمحلية في ظل أجواء التفاؤل التي تعم المنطقة والعالم من قرب التعافي من تداعيات الأزمة المالية.
واستمرت موجة الارتفاعات الجماعية والقوية التي عززها تصاعد وتيرة أحجام التداول التي أعادت أسواق دبي وأبو ظبي والدوحة والكويت إلى مستويات ما قبل الأزمة المالية في مطلع العام الماضي، وكسرت أسهم قيادية عدة نقاط سعرية عتيدة مثل سهم "إعمار" في سوق دبي الذي تجاوز حاجز الدراهم الأربعة قبل أن يعود دونه بضغط من عمليات جني أرباح.
وعادت سوق الدوحة من جديد لركوب موجة صعود الأسواق الخليجية معززة بقاءها فوق مستوى 7000 نقطة بارتفاع نسبته 2.5 في المائة تلتها سوق دبي التي حاولت جاهدة الوصول إلى مستوى 2000 نقطة غير أن عمليات جني الأرباح قللت من مكاسبها إلى 2.1 في المائة.
ورفعت سوق أبو ظبي من مكاسبها بنسبة 1.4 في المائة وسجلت أحجام تداولاتها أعلى مستوى للعام الحالي بقيمة مليار درهم، وحلت سوق مسقط رابعة بارتفاع 1.3 في المائة وسوق الكويت 1 في المائة وبقيت سوق البحرين على عادتها بارتفاع هو الأقل بين أسواق الخليج لم يصل إلى ربع في المائة.
وشجعت الارتفاعات المتواصلة للأسواق شرائح من المستثمرين الذين كانوا مترددين في العودة إلى الأسواق على الدخول لاقتناص الفرص رغم الارتفاعات القوية، كما رفعت محافظ الاستثمار وصناديق التحوط من زخم نشاطها الأمر الذي أبقى التداولات على حيويتها وإن جاءت أقل في سوق دبي بقيمة 1.8 مليار درهم مقارنة مع ثلاثة مليارات درهم أول أمس.
ورغم أجواء التفاؤل التي تعم الأسواق إلا أن الحذر لا يزال مطلوبا كما قال لـ "الاقتصادية" هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة مينا جلف للاستثمارات البديلة الذي يرى أن الأسواق الخليجية كافة بحاجة إلى "التقاط أنفاسها" بعد ماراثون الصعود القوي دون توقف وفي ذلك حماية للمكاسب التي حققتها الأسواق ومخافة الدخول في عمليات تصحيح مؤلمة في حال استمر الصعود دون توقف.
واستبعد أن يكون الاستثمار الأجنبي القوي يستهدف المضاربة والخروج من الأسواق سريعا كما حدث قبل الأزمة المالية معتبرا أن الظروف تغيرت وأن صناديق التحوط عادت بسيولة حقيقية وليست مقترضة من البنوك كما كانت في السابق وتستهدف الاستثمار المتوسط إلى طويل الأجل.
وفي حين قال إن أسواق الإمارات تحتاج أكثر من غيرها إلى "الهدوء وجني الأرباح" توقع استمرار الصعود في السوق السعودية التي قال إنها ستواصل صعودها بدعم من تحسن أسعار النفط والبتروكيماويات، كما أن السوق القطرية هي الأخرى على غرار الإماراتية تحتاج أيضا إلى جني الأرباح بعد محفزات الدعم الحكومي.
وافتتحت سوق دبي جلستها على ارتفاع قوي بنسبة 1.8 في المائة عند النقطة 1969 مقارنة بإغلاق أول أمس عند 1919 وهو ما أعطى رسالة للمتداولين بأن ماراثون الصعود مستمر لكن سرعان ما تعرضت السوق لفترة من التقلبات مع نشاط عمليات جني الأرباح التي ضغطت على المؤشر للتراجع من نقطة البداية إلى 1933 نقطة لكن سرعان ما عادت طلبات الشراء لتدعم المؤشر للعودة إلى الصعود القوي خصوصا ثلاثة أسهم استحوذت على 77 في المائة من إجمالي تعاملات السوق وهي "إعمار" و"أرابتك" و"دبي المالي".
وواصلت الأسهم الثلاثة ارتفاعاتها القوية حيث كسر سهم "إعمار" حاجز الدراهم الأربعة إلى 4.05 درهم قبل أن يتعرض لعمليات جني أرباح دفعته للهبوط إلى أدنى سعر 3.78 درهم ثم عاد مع دخول طلبات شراء جديدة للارتفاع إلى 3.87 درهم بنسبة 3.7 في المائة وبتداولات قيمتها 700 مليون درهم تشكل أكثر من ثلث تعاملات السوق التي شهدت ارتفاع أسعار 18 شركة مقابل انخفاض أربع شركات فقط.
كما ارتفع سهم "دبي المالي" بنسبة 9.4 في المائة إلى 1.86 درهم و"أرابتك" 2.4 في المائة إلى 2.95 درهم و"دبي الإسلامي" 3.4 في المائة إلى 2.72 درهم و"دبي للاستثمار" 2.3 في المائة إلى 1.30 درهم.
وبعد جلستين من الارتفاع الطفيف، رفعت سوق العاصمة أبو ظبي من مكاسبها وسط إحجام وقيم تداولات هي الأعلى خلال العام بقيمة مليار درهم من تداول 508 ملايين سهم، واستحوذت ثلاثة أسهم على الحصة الأكبر من التداولات وهي "الدار" و"صروح" العقاريتين و"دانة غاز" حيث بلغت قيمة تعاملاتها مجتمعة 750 مليون درهم تشكل أكثر من 70 في المائة من التعاملات وارتفع الأول بنسبة 5 في المائة إلى 4.63 درهم والثاني 5.2 في المائة إلى 3.44 درهم والثالث الأنشط من حيث الحجم بتداول 104 ملايين سهم بنسبة 5.4 في المائة إلى 1.16 درهم.
وجاء الدعم للمؤشر من أسهم العقارات والبنوك بالدرجة الأولى، وسجل سهم "الإمارات لقيادة السيارات" ارتفاعا بالحد الأعلى 10 في المائة إلى 4.40 درهم، كما ارتفعت ثلاثة أسهم أخرى بأكثر من 9 في المائة وهي "بنك الاستثمار" و"عمان" و"الإمارات للاستثمار" و"كيوتل".
وعززت سوق الدوحة المدفوعة بدعم حكومي لقطاع المصارف من مكاسبها فوق مستوى 7000 نقطة وسط تداولات نشطة تجاوزت المليار ريال إلى 1.1 مليار من تداول 40.5 مليون سهم منها 32.2 مليون لسبعة أسهم هي "الريان" و"الخليجي" و"بروة" و"الخليج الدولية" و"ناقلات" و"صناعات قطر" و"الدولي" وارتفعت أسعارها مجتمعة ما عدا سهم "بروة" الذي تراجع بربع في المائة مع سهم واحد فقط في السوق ككل هو سهم "العقارية" بنسبة 0.71 في المائة.
وواصلت أسهم البنوك المدعومة بقرار الحكومة القطرية شراء محافظها العقارية ارتفاعاتها القوية بقيادة سهم "قطر الوطني" الأكثر ثقلا في مؤشر قطاع البنوك بارتفاع 3.8 في المائة إلى 12.640 ريال و"الريان" 3.2 في المائة إلى 12.90 ريال و"المصرف" 2.4 في المائة إلى 86.60 ريال و"الخليجي" 1.5 في المائة إلى 9.70 ريال و"التجاري" 1.4 في المائة إلى 78 ريالا.
وسجل سهم "صناعات قطر" ثاني أعلى ارتفاع في السوق بنسبة 5.8 في المائة إلى 127 ريالا وأوصت شركتا هيرميس وجلوبل بشراء السهم وحددت الأولى سعره العادل بأقل من سعره السوقي حاليا عند 111.80 ريال.
وعادت سوق مسقط أكثر قوة لتنضم إلى موجة الارتفاعات في بقية أسواق الخليج بعدما مالت نحو الهبوط الطفيف أول أمس، وتلقت الدعم من أسهم البنوك والصناعة مع تحسن أحجام وقيم التداولات التي ارتفعت إلى 14.5 مليون ريال من تداول 46.3 مليون سهم منها 4.6 مليون ريال لثلاثة أسهم هي "بنك مسقط" و"صناعة الكابلات" و"جلفار"، وارتفعت أسعارها بنسب 1.7 و9.5 ونصف في المائة على التوالي.
واستقطب سهم "صناعة الكابلات" حجم تداول غير مسبوق بنحو 7.3 مليون سهم دفعت السهم للارتفاع قريبا من الحد الأعلى 10 في المائة إلى 0.117 ريال بعد سهم "الغاز الوطنية" الذي قفز بالحد الأعلى أيضا في حين تراجعت غالبية أسهم البنوك بواقع 1.4 في المائة لسهم "بنك عمان الدولي" إلى 0.276 ريال وبنك ظفار 0.63 في المائة إلى 0.477 ريال.
وواصلت بورصة الكويت ارتفاعاتها هي الأخرى بدعم من قطاعاتها كافة ما عدا قطاع التأمين الذي سجل انخفاضا طفيفا، ورفعت السوق من سيولتها إلى 261.7 مليون دينار من تداول 1.5 مليار سهم وهو أعلى حجم تداول للعام.
وقال وسطاء إن المضاربات اشتدت على مجموعات من الأسهم مرتبطة ببعضها البعض واستحوذ سهما "المستثمرون" و"إيفا" على 15 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة وارتفع الأول بنسبة 7.5 في المائة إلى 71 فلسا والثاني 4.6 في المائة إلى 0.180 دينار.
وباستثناء انخفاض سهم "بنك الكويت الوطني" بنسبة 1.6 في المائة إلى 1.220 دينار وسهم "برقان" بنسبة 1 في المائة إلى 0.495 دينار ارتفعت بقية أسهم البنوك بقيادة سهم "بوبيان" بنسبة 3.7 في المائة إلى 0.415 دينار و"بيتك" 1.5 في المائة إلى 1.300 دينار كما واصل سهم "زين" قفزاته بنسبة 1.8 في المائة إلى 1.120 دينار وأعلنت الشركة أن الحكم الذي صدر لصالحها والذي رفعته وزارة المواصلات ألغى الالتزامات المحتملة الذي طالبت بها الوزارة بواقع دينار واحد عن كل خط مسبق الدفع.
وحافظت سوق البحرين على ارتفاعاتها الطفيفة بدعم من أسهم البنوك والاستثمار والتأمين والخدمات وقادت ثلاثة أسهم هي "السلام" و"الإثمار" و"الأهلي المتحد" حركة النشاط القوية في السوق بتداولات قيمتها 4.5 مليون سهم من إجمالي 5.8 مليون سهم للسوق ككل قيمتها 910 آلاف دينار.