الأسهم الخليجية في مايو: قفزة كبرى بدفع من مشتريات الأجانب
فضلت أسواق الأسهم الخليجية في مستهل تعاملاتها الأسبوعية أمس توديع تداولات أيار (مايو) بقفزة قوية حطمت معها أرقاما وحواجز مقاومة ومستويات سعرية وأحجام تداولات غير مسبوقة هي الأولى للعام الجاري، ارتفعت معها الروح المعنوية للآلاف من المتداولين في قاعات التداول وسط آمال باستمرار الماراثون الصعودي لشهر ثالث جديد تبدأ تعاملاته اليوم. وعم الارتفاع الأسواق الخليجية كافة غير أن القفزة الكبرى جاءت من سوق الدوحة بدعم جديد من الحكومة القطرية التي أعلنت رصد 15 مليار ريال لشراء المحافظ العقارية التابعة للبنوك، مما دفع أسهمها لتسجيل ارتفاعات بالحد الأعلى 10 في المائة وارتفع مؤشر السوق بنسبة 5.9 في المائة، وكسر حاجز 7000 نقطة قبل أن يقلص جزءا من مكاسبه.
وأنهت سوق الدوحة تعاملات أيار (مايو) كأكبر الرابحين في أسواق الخليج بنسبة 24.5 في المائة لتنتقل السوق القطرية إلى المنطقة الخضراء بارتفاع 1.3 في المائة منذ مطلع العام بعدما كانت حتى نهاية الربع الأول من العام الجاري الأسوأ أداء بين أسواق الخليج وأكبر الخاسرين بانخفاض اقترب من 30 في المائة.
وواصلت سوق دبي ماراثونها بقفزة مشابهة لتلك التي شهدتها سوق الدوحة بارتفاع بلغت نسبته 4.8 في المائة، وكسر المؤشر حاجز 1800 نقطة بتداولات هي الأعلى منذ تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي بقيمة ملياري درهم من تداول مليار سهم، وأنهت السوق تعاملات الشهر كثاني أفضل الأسواق أداء بعد سوق الدوحة بارتفاع 17 في المائة، ومنذ بداية العام 14.7 في المائة لتحتل المرتبة الثانية بعد السوق السعودية كأفضل الأسواق أداء منذ مطلع العام.
كما شهدت بورصة الكويت أيضا ارتفاعات قياسية بنسبة 1.6 في المائة ليعزز المؤشر من وجوده فوق مستوى 8000 نقطة لترتفع مكاسب السوق على مدار الشهر إلى 7.8 في المائة ومنذ مطلع العام 4.7 في المائة، وجاءت سوق أبو ظبي رابعة من حيث ارتفاعات الأمس بنسبة 0.77 في المائة وعلى مدار الشهر 6 في المائة ومنذ بداية العام 12 في المائة.
وارتفعت سوق مسقط بنسبة 0.76 في المائة، وعلى مدار الشهر 7.2 في المائة، ومنذ مطلع العام 1 في المائة، في حين بقيت سوق البحرين رغم ارتفاعها أمس بنسبة 0.72 في المائة وعلى مدار الشهر 1.6 في المائة، أقل الأسواق الخليجية صعودا وهي السوق الخليجية الوحيدة المنخفضة منذ مطلع العام بنسبة 10 في المائة.
وقال محللون ماليون إن الاستثمار الأجنبي عاد من جديد لقيادة الأسواق الخليجية خصوصا أسواق الإمارات وقطر والكويت مدفوعا بتوصيات التقارير الدولية التي رشحت أسواق منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا أسواق الخليج لتكون الأفضل للعام في ضوء تعافي الاقتصادات الخليجية سريعا من الأزمة المالية وبعدما وصلت أسعار الأسهم إلى أدنى مستوياتها.
وشهد الأسبوعان الأخيران من الشهر دخولا مؤثرا للاستثمار الأجنبي تبعه الاستثمار المحلي، الأمر الذي مكن مؤشرات الأسواق من كسر حواجز مقاومة عتيدة مثل أسواق دبي والكويت والدوحة، كما شهدت الأسواق أيضا ارتفاعا قياسيا في أحجام وقيم التداولات إلى مستويات هي الأعلى للعام.
وحصدت الأسهم الإماراتية بنهاية تعاملات الشهر مكاسب في قيمتها السوقية بنحو 32 مليار درهم من ارتفاع مؤشرها العام بنسبة 9.2 في المائة، وبلغت قيمة التداولات الشهرية لسوقي دبي وأبو ظبي معا بقيمة 22.4 مليار درهم بواقع 15 مليار درهم لسوق دبي والبقية لسوق العاصمة.
وبنهاية الشهر سجلت غالبية الأسهم القيادية ارتفاعات غير مسبوقة هي الأعلى للعام، خصوصا سهم "إعمار" الذي قاد ارتفاعات سوق دبي على مدار الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، وارتفع السهم على مدار الشهر بنسبة 47.6 في المائة، وكسر حاجز ثلاثة دراهم منتصف الأسبوع الماضي، وتمكن من تعزيز مكاسبه في جلسة أمس التي شهدت صعودا قياسيا للسهم بأكثر من 10 في المائة إلى 3.47 درهم.
وقال لـ "الاقتصادية" وسطاء في سوق دبي إن سهم "إعمار" عاد وبقوة لقيادة السوق ككل مستحوذا مع سهمي "أرابتك" و"دبي المالي" على 65 في المائة من إجمالي تعاملات السوق ككل التي لامست ملياري درهم وهو أعلى حجم تداول للسوق منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
وانعكست الارتفاعات القوية لسهم "إعمار" على بقية الأسهم المتداولة في السوق حيث صعدت أسعار 23 شركة مقابل انخفاض أسعار سهمين فقط، وسجلت جميع الأسهم القيادية نسب صعود قوية مثل سهم "أرابتك" 8.6 في المائة إلى 2.60 درهم و"دبي المالي" 8.7 في المائة إلى 1.61 درهم و"دبي الإسلامي" 7.1 في المائة إلى 2.54 درهم و"الاتحاد العقارية" 5.1 في المائة إلى 82 فلسا و"شعاع كابيتال" 9 في المائة إلى 1.80 درهم.
وواصلت سوق العاصمة أبو ظبي ارتفاعها الأقل قوة مقارنة بدبي بدعم من أسهم العقارات والبنوك وإن كانت التداولات قد سجلت تحسنا ملموسا بقيمة 735 مليون درهم، منها تعاملات بأكثر من النصف على سهمي "الدار" و"صروح" العقاريتين اللذين ارتفعا بنسبتي 5.3 في المائة للأول إلى 4.23 درهم و5.2 في المائة للثاني إلى 3.20 درهم.
وارتفعت أسعار 24 شركة مقابل انخفاض أسعار 11 شركة، وحافظ سهم "رأس الخيمة العقارية" على صدارة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث الحجم بتداول 86.6 مليون سهم من إجمالي 331.2 مليون سهم وارتفع بنسبة 4.7 في المائة إلى 66 فلسا و"دانة غاز" 2.8 في المائة إلى 1.10 درهم وارتفع سهما "أسماك" و"الاتصالات الفلسطينية" بالحد الأعلى 10 في المائة.
وتلقت سوق الدوحة دعما حكوميا جديدا بإعلان الحكومة رصد 15 مليار ريال لشراء المحافظ العقارية التابعة للبنوك وذلك بعد شهرين من شراء محافظ الأسهم، وهو ما دفع مؤشر سوق الدوحة لكسر حاجز 7000 نقطة بارتفاع جماعي طال جميع الأسهم المتداولة (37 شركة) قبل أن يقلص المؤشر مكاسبه بصعود نسبته 5.9 في المائة.
وعلى مدار الشهر ارتفعت سوق الدوحة بنحو 1.377 نقطة وهو ما مكنها من استرداد كامل خسائر العام الجاري والتحول إلى الارتفاع بدءا من جلسة أمس بنسبة 1.3 في المائة، وقفزت تعاملات السوق فوق مليار ريال إلى 1.2 مليارا من تداول 39.1 مليون سهم منها 29.8 مليون لثمانية أسهم غالبيتها لأسهم المصارف التي سجلت أكبر ارتفاع بالحد الأعلى المسموح به 10 في المائة. وشجع القرار الحكومي محافظ الاستثمار الأجنبية والمحلية على السواء للدخول بقوة على أسهم المصارف التي ستستفيد من الدعم الحكومي وهو ما دفع أسعارها للصعود بقوة حيث ارتفع سهم بنك الدوحة بنسبة 10 في المائة إلى 39.70 ريال والمصرف الإسلامي 9.3 في المائة إلى 78.80 ريال والبنك التجاري 8.1 في المائة إلى 75.90 ريال و"قطر الوطني" 7.5 في المائة إلى 119.90 ريال و"الدولي" 7.4 في المائة إلى 46.40 ريال ومصرف الريان الأنشط بتداول 12.3 مليون سهم 6 في المائة إلى 12.20 ريال.
وشهدت البورصة الكويتية تعاملات نشطة على جميع القطاعات المدرجة عزز معها المؤشر من بقائه فوق مستوى 8000 نقطة إلى 8150 نقطة وهو أعلى مستوى للعام بتعاملات قيمتها 214 مليون دينار من تداول مليار سهم. وواصل سهم "زين" للجلسة الثالثة على التوالي قفزاته بالحد الأعلى 50 فلسا بنسبة 5.2 في المائة إلى دينار واحد، وتتردد شائعات عن قيام مستثمر أجنبي استراتيجي بتجميع حصة من السهم فيما أرجعت "زين" في رسالة إلى إدارة السوق ارتفاعات السهم إلى صفقة الاستحواذ على حصة الأغلبية في شركة الاتصالات الفلسطينية، كما ارتفع سهم "أجيليتي" بنسبة 5.2 في المائة إلى دينار واحد بدعم من إعلان الشركة عن تجديد عقد مع الجيش الأمريكي بقيمة 14 مليون دولار كحد أدنى و1.4 مليار دولار كحد أقصى.
وسجلت جميع أسهم البنوك نسب ارتفاع قياسية أيضا حيث ارتفع سهم البنك الوطني بنسبة 4.9 في المائة إلى 1.28 دينار والبنك التجاري 3.9 في المائة إلى 1.06 دينار و"بيتك" 4.8 في المائة إلى 1.300 دينار و"برقان" 5.4 في المائة إلى 0.485 دينار و"بوبيان" 2.5 في المائة إلى 0.405 دينار.
وأنهت سوق مسقط تعاملات الشهر الخامس بالتمسك بمستوى 5500 نقطة بارتفاع طفيف في تعاملات أمس وإن بقيت التداولات على نشاطها بقيمة 9.7 مليون ريال من تداول 31 مليون سهم، منها 4.2 مليون ريال تعاملات أربعة أسهم هي بنك مسقط و"النهضة للخدمات" و"الجزيرة للخدمات" و"عمانتل"، وارتفعت الأسهم الثلاثة الأولى بنسب 1.2 و2.7 و2.2 في المائة في حين انخفض سهم "عمانتل" بنسبة 0.38 في المائة إلى 1.312 ريال.
وحافظ سهم "الجزيرة للخدمات" على صدارة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث الحجم بتداول سبعة ملايين سهم وارتفع سعره بنسبة 2.2 في المائة إلى 0.136 ريال، وسجل سهم "حديد الجزرة" أكبر ارتفاع 5.6 في المائة إلى 0.292 ريال. ودعمت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات ارتفاعات سوق البحرين التي كانت الأقل ارتفاعا بين أسواق الخليج خلال الشهر والخاسر الوحيد منذ مطلع العام، وشهدت السوق نشاطا في تداولاتها التي بلغت قيمتها 690.5 ألف دينار من تداول 3.2 مليون سهم، منها 2.1 مليون لثلاثة أسهم هي "الإثمار" و"الأهلي المتحد" و"الخليجي" وارتفعت أسعارها مجتمعة بنسب 1.9 في المائة للأول إلى 0.26 دولار و1.8 في المائة للثاني إلى 0.55 دولار و2.1 في المائة للثالث إلى 0.144 دينار.
وسجل سهم بيت التمويل الخليجي أكبر نسبة ارتفاع 3 في المائة إلى 1.03 دولار و"بتلكو" 1.7 في المائة إلى 0.575 دينار في حين انخفض سهمان فقط هما "الاستيراد" 1.4 في المائة إلى 0.34 دينار وبنك البحرين الوطني 1.1 في المائة إلى 0.59 دينار.