بولندا .. سجادات الورد تقليد تتوارثه الأجيال
ترتب كاتارزينا كاتشماريك بعناية مجموعة ورد على أحد الأرصفة أمام منزلها لتعد إلى جانب جيرانها سجادة ضخمة ملونة يصل طولها إلى أكثر من كيلومترين وتعبر قريتها سبيتشيميرز الواقعة وسط بولندا.
وبحسب ما ذكرت "الفرنسية"، توضح كازماريك وهي مزارعة وأم لولدين، أن إعداد سجادات من الورد يمثل "تقليدا يعود إلى أكثر من 200 عام وتتوارثه الأجيال".
وكان تقليد إعداد السجاد قد أدرج العام الفائت في قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي، لكن منذ أعوام عدة أصبح هذا العمل الفني مصدر إعجاب لآلاف الأشخاص.
ولإعداد سجادتها، ترسم كاتارزينا كازماريك بالكلس الشكل الذي ترغب في اعتماده ثم تحدد إطاره بالتراب وتملأ المساحة الفارغة بالرمل الذي تنشر فوقه بتلات الورد، في مهمة أشبه بالتلوين. ويقطف الورد والأوراق ولحاء الشجر والأعشاب المستخدمة في إعداد السجادة من الحقول والحدائق المحيطة.
ويقول جريجور جوركا الذي يسكن في منطقة تبعد كيلومترا واحدا عن سبيتشيميرز إن "التقليد يشير إلى أن كل شخص ينبغي أن يعمل على سجادة تمتد على طول منزله".
ويضيف الحارس "بينما يبلغ طول أحد المنازل عشرة أمتار، يصل طول بيت آخر إلى 150 مترا. وعندما ينهي أحدهم السجادة أمام منزله يقدم المساعدة للآخرين".
وتعمل كل عائلته المكونة من نحو 20 شخصا لبضع ساعات بهدف إنجاز السجادة أمام منزل ابنة عمه.
ويمثل إعداد سجادات الورد تقليدا ثابتا، ويقول جولكا "يخبرنا كبار السن في القرية أن سجادات الورد لم تكن حاضرة في الموكب إلا مرة واحدة فقط لأن عاصفة اندلعت في القرية أدت إلى بعثرة الورد بعد الظهر".
وقد تكسب سجادات الورد أهمية أكبر بعدما أدرجت في كانون الأول (ديسمبر) الفائت على لائحة اليونيسكو.
ويشير المونسينيور داريوس زمنياك، وهو كاهن كنيسة سبيتشيميرز، إلى أن "الاندفاع أصبح أكبر منذ إدراج هذا التقليد على قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي"، مضيفا أن ذلك يرتب على السكان "مسؤولية أكبر لكن التزامهم لا يزال كبيرا".