فقدان الشهية .. اضطراب يهدد بنية الدماغ

فقدان الشهية .. اضطراب يهدد بنية الدماغ
يعد فقدان الشهية العصبي أحد أنواع الاضطرابات في الأكل.

أظهرت دراسة جديدة أن اضطراب فقدان الشهية العصبي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات جذرية في بنية الدماغ.
وفي دراسة تعد الأكبر حتى الآن في بحث العلاقة بين اضطراب الأكل وصحة الدماغ، وجد الباحثون انخفاضا ملموسا في سمك قشرة الدماغ ومساحتها.
ويعد فقدان الشهية العصبي أحد أنواع الاضطرابات في الأكل، التي يعاني فيها الأشخاص خوفا دائما من زيادة الوزن، ما يجعلهم يقلصون كميات الطعام التي يستهلكونها، فيقل وزنهم بشكل مخيف، بحسب "سكاي نيوز".
وقالت عالمة النفس إستر والتون من جامعة باث في المملكة المتحدة، "بالنسبة إلى هذه الدراسة، عملنا بشكل مكثف على مدار عدة أعوام مع فرق بحثية في جميع أنحاء العالم".
وأضافت، "القدرة على الجمع بين آلاف عمليات مسح الدماغ للأشخاص المصابين بفقدان الشهية سمحت لنا بدراسة التغيرات الدماغية التي قد تميز هذا الاضطراب بتفاصيل أكبر".
ويقول الباحثون إن الانخفاض الحاصل في حجم وشكل الدماغ في حالات فقدان الشهية العصبي، أكبر بمرتين إلى أربع مرات من الانخفاضات التي تسببها حالات نفسية أخرى مثل الاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والوسواس القهري.
وأظهرت فحوص الدماغ أن علاجات فقدان الشهية، التي تتضمن عادة العلاج السلوكي المعرفي، يمكن أن تعكس بعض التغييرات الإيجابية على الدماغ.
وفي هذا الخصوص قالت والتون، "وجدنا أن انخفاضات الحجم في بنية الدماغ، التي لاحظناها لدى المرضى، كانت أقل وضوحا لدى المرضى الذين كانوا بالفعل على طريق التعافي"، مضيفة، "هذه علامة جيدة، قد يتمكن الدماغ من استعادة عافيته".
وأكملت قائلة، "في حين أن العلماء ليسوا متأكدين من أسباب ترسخ فقدان الشهية، فنحن نعرف كثيرا عن آثاره، حيث يتأثر به الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وهو أحد الأسباب الرئيسة للوفاة المتعلقة بمشكلات الصحة العقلية".
من جانبه، يقول طبيب الأعصاب بول طومسون من جامعة جنوب كاليفورنيا، "يمكن الآن تقييم تأثيرات العلاجات والتدخلات، باستخدام خرائط الدماغ الجديدة التي توصلت إليها الدراسة".
وأضاف، "هذه بالفعل دعوة للاستيقاظ، تظهر الحاجة إلى التدخلات المبكرة للأشخاص الذين يعانون اضطرابات الأكل".

الأكثر قراءة