اجتماع "أوبك" يوم الخميس.. لا مفاجآت مرتقبة

اجتماع "أوبك" يوم الخميس.. لا مفاجآت مرتقبة

تصريحات المهندس علي النعيمي وكذلك وزير الطاقة الأمريكي ستيفن شو تشير إلى أن اجتماع الخميس المقبل لمنظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" لن يكون مفاجئا لجهة أن التركيز سيكون فقط على كيفية دعم الالتزام بالقرارات السابقة الخاصة بخفض الإمدادات إن لم يكن رفع نسبة الالتزام. ويعزز هذا الاتجاه ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء من تصريح لوزير النفط الكويتي أحمد العبد الله الصباح أن إجراء تغيير في السقف الإنتاجي ليس واردا في الحسبان.
لكن رغم العطلة التي تشهدها الأسواق الأمريكية اليوم، يبقى السؤال إذا ما كان تجاوز معدل 60 دولارا الذي تحقق الأسبوع الماضي سيستمر هذا الأسبوع أم لا، علما أن وضع السوق من ناحية ضعف التوقعات الخاصة بالطلب واتجاه الأسعار التصاعدي يشكل حالة من الالتباس أمام الساسة والمتعاملين. ولخص النائب عن الحزب الديمقراطي بارت ستوباه الوضع بقوله إن العالم بقيادة الاقتصادات الرئيسة يعيش حالة من الكساد، والإمدادات في أعلى معدل لها منذ 20 عاما، والطلب في أدنى معدل له منذ عشر سنوات، لكن الأسعار زادت بنحو 70 في المائة منذ بداية العام، وهو ما لا يمكن تفسيره عبر منظار قوانين العرض والطلب فقط.
وهناك قناعة بدأت تبرز في أوساط "أوبك" الخليجية على وجه الخصوص بضرورة أن يكون أي ارتفاع سعري ناتجا عن نمو طلب حقيقي أكثر منه رد فعل على إجراءات فنية أو سياسية من قبل "أوبك" مثلا أو نتيجة لتحركات المضاربين الذين تلقى عليهم مسؤولية الارتفاع الكبير في سعر البرميل الذي شهده العام الماضي، ولا يزال الساسة الأمريكان يبحثون في هذا الملف بهدف ضبط تأثير المضاربين في السوق.
من ناحية ثانية، أشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي إلى استمرار التراجع في معدلات المخزونات الأمريكية، بل إن هذا التراجع جاء أكبر من توقعات المحللين. فالمخزون من الخام سجل تراجعا مقداره 2.1 مليون برميل إلى 368.5 مليون، علما أن المحللين في "وول ستريت" كانوا يتوقعون حجما أكبر من التراجع يصل إلى قرابة ضعف ما حدث فعلا. المخزون من البنزين سجل من جانبه تراجعا في حدود 4.3 مليون برميل إلى أقل من 204 ملايين، وكانت توقعات السوق أن يكون التراجع في حدود 1.4 مليون برميل فقط. لكن المقطرات حققت من جانبها زيادة في حدود 600 ألف برميل إلى 148.1 مليون.
وفي المقابل فإنه خلال فترة الأسابيع الأربعة حتى منتصف هذا الشهر تراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام بنحو 453 ألف برميل يوميا إلى 9.3 مليون مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عام، كما أن الوارد إلى المصافي تراجع بمعدل 315 ألف برميل يوميا إلى 14.1 مليون، هذا في الوقت الذي تعمل فيه المصافي بطاقة 81.8 في المائة.
ومع أن ضعف الدولار خاصة تجاه اليورو يعد عاملا في الارتفاع الذي تشهده أسعار النفط، إلا أن عوامل آنية مثل البداية غير الرسمية لموسم قيادة السيارات في الولايات المتحدة، وتكرار التحذيرات أن معدل الأسعار الحالية يؤثر في تدفق الاستثمارات اللازمة للصناعة أصبحت تلعب دورا في تقوية معدل سعر البرميل.
وآخر هذه التصريحات ما ذكره دانييل يرجن الباحث المعروف الذي حذر من احتمال حدوث انقطاع مستقبلي في الإمدادات وبروز الأزمة بصورة مختلفة بعد حدوث شيء من التعافي في الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن المعلومات المتاحة أن كل الزيادات في الإنتاج المتوقعة خلال السنوات الخمس المقبلة معرضة لخطر التأجيل أو الإلغاء.

الأكثر قراءة