رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


التخطيط المالي

يواجه الشباب في هذه الفترة حالة من الضغط المالي والاجتماعي، الذي يدفعهم نحو خيارات سلبية في سلوكياتهم المالية بالذات. معلوم أن المجتمع السعودي يمر بتحولات جذرية وسريعة، وهناك كم كبير من التغيير الذي لا بد من التعامل معه باعتباره من المسلمات التي لا يمكن مواجهة المقبل من الأيام دونها.
الحاجة إلى التخطيط المالي المنطقي تستدعي تعريف كل الشباب والفتيات معلومات أساسية تتعلق بمكونات اقتصادهم الذاتي، بدءا من البحث عن المال إلى الحصول عليه، ومن ثم التعقل في التعامل معه بناء على معطيات منطقية، عقلانية أساس.
دفعني إلى الكتابة في الموضوع ما ألاحظه من توجه كثير من الشباب والفتيات لتحمل التزامات غير منطقية، بناء على توافر المعروض المالي من قبل الجهات المقرضة والتنافس المحموم للظهور بمظهر غير حقيقي أمام الآخرين.
يلفت النظر ـ في الإطار ـ الكم الكبير ممن ينضمون إلى قوائم "فرجت" ـ وهي فكرة مهمة لحل المشكلة بعد وقوعها. إلا أن التوعية المالية لا بد أن تكون ضمن أهم اهتمامات المسؤولين عن "فرجت". فهؤلاء هم الأقدر على معالجة الحالات من واقع ما يتعاملون معه وهم ـ كذلك ـ قادرون على تقديم الأمثلة التي تحث على الاهتمام بالتقدير الاقتصادي الموفق للوضع الذي يبحث عنه الشباب في مراحل مبكرة من أعمارهم.
جدير بالذكر أن كثيرا ممن يعانون الصعوبات المالية لا يستطيعون ربط الخلوص منها بزمن معين، حتى إن ظنوا أنهم قادرون على فعل ذلك، فالتخطيط السيئ هو أشبه ما يكون من حالة الرمال المتحركة التي تسحب الجسم إلى الأسفل في كل حركة يقوم بها في محاولة الخروج منها.
أهم نقاط التركيز في التوعية المالية التي نحتاج إليها هنا تنبع من وجود تصالح مع الذات والوضع المالي والوظيفي لكل شخص. وهذا بحد ذاته يتطلب كثيرا من التنبيه والإعلام والتعليم سواء على مستوى الأسرة أو المؤسسات المالية المقرضة، أو الجهات التي تتعامل مع إشكالات الديون وعدم السداد الذي يؤدي إلى صعوبات قانونية ومالية، قد لا يتحملها كثير من شباب اليوم.
مع كل ما ذكرت ستبقى هناك حالات من الأداء السيئ للأشخاص وسيستمر المتورطون في الديون في ازدياد، لأن عدم وجود مفهوم التصالح مع الذات، بناء على محاولات التقليد المنتشرة هي ما سيسيطر ما لم يكن الأشخاص أكثر حكمة وحنكة وحذاقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي