عمالقة الأسهم الخاصة: عقد من الازدهار على وشك الانتهاء
في الساعة السابعة من صباح الإثنين، اعتلى مارك روان، الرئيس التنفيذي لشركة الأسهم الخاصة، أبولو جلوبال، المسرح في بيفرلي هيلز، وحذر زملاءه خبراء المال من أن عقدا من الازدهار المستمر، إلى حد ما، في الأسواق المالية يشارف على الانتهاء.
قال روان في المؤتمر العالمي لمعهد ميلكن "إن أسواق الأسهم ستستمر في التدهور، لأن ارتفاع التضخم يعيث فسادا في الاقتصاد العالمي، والاحتياطي الفيدرالي مجبر على الاستجابة عبر رفع أسعار الفائدة".
وأضاف روان، الذي تدير شركته أصولا حجمها 513 مليار دولار "هناك مزيد من التصحيح في الطريق". وقال في إشارة إلى تقييمات سوق الأسهم "إننا بعيدون عن الوسائل والقيم المتوسطة. وفي سوق الائتمان، لا يزال الطريق أمامنا طويلا".
كان هذا تناقضا هائلا مع المزاج قبل سبعة أشهر فقط في المنتدى نفسه، في فندق بيفرلي هيلتون، عندما اجتمع صانعو الصفقات في مؤتمر معهد ميلكن في تشرين الأول (أكتوبر) للاحتفال بارتفاع الأسواق المالية ونشاط عمليات اندماج الشركات وشراء الأسهم الخاصة القياسيين.
الآن مناقشات المسؤولين التنفيذيين في أبولو، وجوجنهايم، وبردجووتر تتناول "الركود"، و"التصحيح"، والحديث عما يوصف بأنه "مكان مظلم". كان الأمر نوعا من التذكير بالقلق في 2008 عندما كان بإمكانهم الشعور بأن الموسيقى على وشك التوقف.
قال ماثيو تشابران، المؤسس المشارك لمجموعة رأس المال الخاص، تيكيهاو كابيتال "لقد خرجنا من أفضل الساعات السعيدة بأسعار فائدة سلبية وإنفاق عام هائل يدعم الاقتصاد ويقلل من المخاطر. الآن نتعامل جميعنا مع صداع هائل".
لا يمكن للمستثمرين الاعتماد على مضاعفات سوق الأسهم المرتفعة دوما لدفع أرباحهم. في غضون ذلك، يتهيأ المقرضون لتقليل التدفق غير المسبوق للنقود المتاحة لتمويل عمليات الاستحواذ على الشركات مع تشديد شروط الائتمان.
ينبع كثير من التشاؤم من الأحداث التي يمكن لقلة من صانعي الصفقات توقعها، مثل الحرب في أوكرانيا، ما سبب ارتفاعا في أسعار الطاقة والأسمدة، وأدى إلى تضخم من شأنه وضع الاقتصادات عبر آسيا وأوروبا وإفريقيا في حالة ركود وتعطيل النمو في الولايات المتحدة.
نظرا إلى أن التضخم أعلى بكثير من مستوى 2 في المائة، اتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة، وهي مناورة يشعر كثيرون بالقلق من أنها ستؤدي إلى ركود.
قال سكوت كلاينمان، الرئيس المشارك لشركة أبولو "يجب أن يكون الاحتياطي الفيدرالي جريئا للغاية. سيثير ركودا قبل أن يسمح للتضخم بالانتهاء".
في المقابل، حذرت ريبيكا باترسون، كبيرة الاستراتيجيين في شركة بردجووتر، من خطر الركود التضخمي مع وقوع التجارة العالمية تحت النيران. قالت "إنها غادرت اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الشهر الماضي تاركة إياها في مكان مظلم".
لقد هز خطر التباطؤ بالفعل سوق السندات غير المرغوب فيها، وهي مصدر مهم لتمويل عمليات الاستحواذ. وتوقع كثير من الحضور تباطؤا في عمليات الاستحواذ بالأموال المقترضة، لأن المقرضين يقللون من انكشافهم.
قال تود ليمكين، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة كانيون بارتنرز، التي أشارت إلى أن لجان المخاطر المصرفية من المرجح أن تراجع التزاماتها التمويلية "يبدو الأمر مثل المراحل الأولية من إعادة تسعير مخاطر الائتمان. ويبدو أن الحفل سيتوقف، أو سيتوقف مؤقتا، لبعض الوقت على الأقل".
كذلك أشارت شركات الأسهم الخاصة إلى مخاوف من تباطؤ السيولة النقدية المتدفقة في صناعة الاستحواذ. أحد صانعي الصفقات البارزين أشار إلى أن هناك أكثر من عشر من شركات الأسهم الخاصة تحاول إتمام عمليات جمع أموال جديدة بقيمة 15 مليار دولار أو أكثر.
وفي الوقت ذاته، قلص المستثمرون حيازاتهم من الأسهم العامة بشكل كبير وبمعدل أسرع بكثير من محافظهم الخاصة، ما جعلهم أكثر عرضة للاستحواذ من أي وقت مضى. وحذرت شركة أبولو أخيرا من أن عمليتها لجمع الأموال من الأسهم الخاصة الجديدة ستستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا لها.
لكن بالنسبة إلى المنطقة المجاورة لحوض السباحة، فلم يبد الأمر قاتما جدا. ففي نحو منتصف نهار الإثنين، كان ليون بلاك، المؤسس المشارك لشركة أبولو جلوبال، يتناول شطيرة على طاولة مع نيلسون بيلتز، المستثمر الناشط الملياردير، ومساعده وصهره إد جاردن.
يذهب عمالقة الصناعة المالية مثل شركات بلاك وبيلتز بانتظام إلى بيفرلي هيلز لحضور المؤتمر، الذي يستضيفه مايكل ميلكن رائد السندات غير المرغوب فيها، الذي صنع مسيراتهم المهنية في فترة النمو السريع والنشط خلال الثمانينيات في بنك الاستثمار دريكسيل بورنهام لامبرت.
أفلس بنك دريكسل في 1990 عندما اعترف ميلكين بالذنب بسبب انتهاك قوانين الأوراق المالية، لكن ابتكاره المالي أصبح قوة لا يمكن إيقافها. الآن أصبحت عمليات الاستحواذ الممولة بالديون غير المرغوب فيها، التي يغذيها عصر أسعار الفائدة المتدنية للغاية، سوقا قيمتها أكثر من أربعة تريليونات دولار.
في الأربعاء، استذكر ميلكين وهوارد ماركس، الشريك المؤسس لشركة أوكتري كابيتال، عمليات التمويل القديمة مثل تلك الخاصة بالشركة المصنعة لآلات الخياطة، سينجر، والشركة العملاقة للآلات، إنترناشونال هارفيستر. تعود الصفقات إلى آخر مرة كان فيها التضخم يرتفع والاحتياطي الفيدرالي يضيق على الميل الطبيعي للمستثمرين.
وفي الوقت الذي كان فيه الاثنان يستذكران الأيام التي سبقت سوقا صاعدة لمدة ثلاثة عقود أو أكثر في الديون المحفوفة بالمخاطر، التي جعلت كليهما من أصحاب المليارات، كان جاي باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، يعلن زيادة 50 نقطة أساس في أسعار الفائدة ويشير إلى مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة مستقبلا.
لم يعرف كثير من الحاضرين الأصغر سنا مثل تلك السوق على الإطلاق.
قال كلاينمان، من شركة أبولو "إذا كان عمرك أقل من 34 عاما، فأنت لم تستثمر قط في حياتك المهنية في بيئة ارتفاع أسعار الفائدة أو بيئة سوق متدنية".