ما الذي نريده من الأعمال الفنية؟

ما الذي نريده من الأعمال الفنية؟

في حفل عشاء في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، تحولت المحادثة بشكل حتمي إلى الأحداث الثقافية حول المدينة التي يمكننا أن نبدي رأينا فيها. أجرينا تحليلا للمعارض الفنية، والكتب والأفلام على مائدة الطعام. من كان محظوظا بما يكفي لحضور معرض مان آند بيست للفنان فرانسيس بيكون أثناء وجوده في مؤسسة رويال أكاديمي؟ هل ذهب أي أحد إلى معرض سوريلزم بيوند بوردرز الذي أقيم في إحدى قاعات تيت؟
ناقشنا معظم الأمور دون أي تذمر من تناقضنا في الآراء، لكن عندما تحول الحديث إلى معرض لويز بورجوا في هايوارد، قدمت المراهقة الوحيدة في حفل العشاء اعتراضا نادرا. من أعمال بورجوا اللاحقة، التي صنعتها عندما كانت في الثمانينات والتسعينات من عمرها، تنظر لوحة ذا ووفين تشايلد إلى المنسوجات والمنحوتات التصويرية والملابس التي دمجتها الفنانة الفرنسية في عملها. لم تكن المراهقة معجبة بمنحوتات بورجوا للأجسام المحشوة والضخمة. عند رؤيتها للمنحوتة مع فصلها الفني، شعرت بلا مبالاة تجاه قوتها. كان حكمها، أو شيء من هذا القبيل، "لم يكن في العمل أي تطبيق قد يكون مفيدا في عملي. لماذا قد يعتقد أي شخص أنني سأنظر إلى عمل امرأة مسنة ويتوقع مني أن أشعر بالتواصل معه".
بالنسبة لهذه الزائرة، فقد كانت تأملات بورجوا طيلة حياتها حول موضوعات مثل الهوية، والتحرير من العبودية، والوقوع في الفخ كانت جميعها غير ذات صلة لأن أصابعها الهزيلة المسنة فشلت في إيصال أي رؤية للشباب. هذا رأي تقبلته بانزعاج شديد، قبل أن أذكر نفسي بأنه يجب السماح للمراهقين بأن يكونوا مغايرين ومخالفين، وتساءلت إذا ما كنت أنا أيضا أسعى "للتواصل" مع الأعمال الفنية.
آمل أنني لست كذلك. على الرغم من أنني في بعض الأحيان أتساءل بشأن ما أبحث عنه في المعرض الفني، باستثناء الجلوس حول طاولة وإخبار الأشخاص الآخرين بما رأيته. أو إذا استمتعت بذلك الكتاب، وهل كان أفضل من كتابه الأول؟ أو هل أعجبني ذلك الفيلم، وألم يكن من أفضل الأعمال التي مثلت فيها؟
هل أشاهد الأشياء ببساطة ليكون لدي رأي يمكنني مشاركته في حفلات العشاء؟ أم أنني أشارك في الثقافة الشعبية لتعزيز مجموعة من الآراء الراسخة؟ آمل أنني كنت أبحث عن شيء أعمق. لكن أحيانا، يبدو أننا نبحث جميعا عن الخيوط الأساسية نفسها التي يمكننا التواصل من خلالها.
ما الذي نبحث عنه في عمل فني؟ عندما سألت ذاتي، أخبرتني أنها تبحث عن نوع من التعاطف ومن ثم تحرير عاطفي. إنها ترى الفن كعامل للتنفيس، وهو ما أعتقد أنه يعني أيضا أنها تبحث عن الاتصال بالفن أيضا.
قبل أعوام، أخبرتني صديقة أنه عندما يتعلق الأمر بأي عمل فني، فإنها تبحث عن شيء "رقيق"، ما يبدو أشبه بطريقة علمانية لقول شيء لامس الروح. يسعى كثير منا للابتهاج، الأمر الذي يثيرنا بشكل غير متوقع، ويأمل آخرون أن يشعروا بطريقة مختلفة. يبحث زوجي عن إحساس بـ"الدهشة" وشيء من شأنه أن يزعزع نظرته للعالم. تبالغ زميلة عندما تقول "أريد من الفن أن يغير رأيي".
البحث عن شيء كبير بحجم النقلة النوعية في نظرة المرء يبدو مطلبا هائلا. لكنني معجبة بأي شخص يستعد للتحدي ويتعامل مع الأشياء الجديدة بقلب مفتوح. في النهاية، إذا كان كل ما تبحث عنه هو الانعكاس الذاتي، فعليك بمرآة. الفن هو فرصة لخطف أنظارك، ينبغي أن يفتح الأبواب لعوالم مختلفة.
قال الممثل آلان كومينج خلال سرد قائمة لأغانيه المفضلة في مقابلة الشهر الماضي، "معياري للإعجاب بأي شيء حقا، بالفنون، والناس، والأشياء هو الانبهار. إذا كان هناك شيء ما أبهرني "..." فقد جعلتني أمر بتجربة. شعر جسدي برد الفعل غير المقصود هذا. حتى الأشياء التي لا أحبها وانبهرت بها، جعلتني أشعر بأنني على قيد الحياة أيضا".
ربما يكون البحث عن غير المعتاد شيئا يأتي مع تقدم العمر. عندما يشعر المرء بالتعب من اللا مبالاة، فإنه من الإثارة عندما يتحرك شيء ما. ما زلت أتعافى من رؤية فيلم رعب فرنسي. كانت هناك كمية كبيرة من زيت المحرك وكدمات مروعة للغاية، ولم أستطع إكمال المشاهدة بعد 20 دقيقة فقط، لكن كشخص يبحث عن الانبهار فمن المؤكد أن الفيلم حقق هدفه. بالمثل، بصفتي ناقدة للأزياء في مجلة ما، كنت أرى أحيانا الأزياء المعروضة على منصة العرض وأجدها، في البداية، مثيرة للاشمئزاز. لكنني أفضل بكثير رؤية شيء بغيض واستفزازي قد يبرز في العرض الطويل الممل.
ليس كل فنان يريد أن يثير رد فعل قويا. قد يشعر بعض الفنانين بالرعب إذا اكتشفوا أن نياتهم تعد "شيئا للمناقشة". في مقابلة أخرى مع مجلة نيو يوركر الأسبوع الماضي، وجدت أن رايان تيسدال وهستر تشامبرز من فرقة ويت ليج يرحب بهما على أنهما أكثر نجوم البوب المستقلين شهرة لهذا العام، لكن الشابتين من جزيرة وايت في العشرينات من عمريهما تجنبتا كل المناقشات حول "جلسة تدريبهما" بسخرية شديدة وضحكات. قالت تيسدال عن الاسم الغريب للفرقة، "لا يعني ذلك أي شيء حقا. إنه مجرد تذكير بألا تأخذ نفسك على محمل الجد، لأنه في نهاية اليوم، أنت تسمع لهذه الفرقة".
ربما نأخذ الفن على محمل الجد. أو نتوقع كثيرا منه. قالت تيسدال عن الفكرة وراء تأليف الأغاني في ألبوم الفرقة الأول، الذي وصفته صحيفة نيويوركر بأنه "خفيف بشكل مذهل"، "استمددنا الإلهام من حفلات النوم التي تقضيها الفتيات في عمر 13 عاما". على النقيض من ذلك، لويز بورجوا ثقيلة بالتأكيد، وجدية جدا حتى النخاع. لكنني أحب أن أفكر أنها، حتى في التسعينات من عمرها، كانت تقوم بفكر المراهقين نفسه، أيضا. في حين كان تأملها غريب الأطوار بشكل خاص أمرا مزعجا، كانت لديها روح دعابة ملتوية يمكن أن تتواصل معها – وتنبهر بها – في أي عمر.

الأكثر قراءة