منتدى البحر الميت: الصراع السياسي أكثر تأثيرا في المنطقة من الأزمة الاقتصادية
اختتم "المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط 2009" أمس فعالياته في منطقة البحر الميت في الأردن، بمشاركة عدد كبير من قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين وشخصيات المجتمع المدني الذين أكدوا التزامهم بريادة جهود التغيير والتنمية في المنطقة.
وأشار المشاركون إلى أن العقبة الأولى في طريق تحقيق التنمية في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط تتمثل في الإحباط الذي ينتجه الصراع العربي الإسرائيلي وليس الأزمة العالمية.
وهنا قال مروان جميل المعشر، النائب الأول لرئيس "البنك الدولي" للشؤون الخارجية، في واشنطن، رئيس "مجلس الأجندة العالمية حول مستقبل الشرق الأوسط"، إلى أن العقبات التي تقف في وجه النمو ليس لها علاقة بالأزمة الاقتصادية، بل هي مرتبطة بـ "الصراع العربي الإسرائيلي المزمن... والشعور المتنامي بالإحباط من نموذج التنمية القائم في المنطقة حتى الآن... وما لم نعد النظر في تثقيف وتعليم الناس التفكير بعين ناقدة، والتساؤل والبحث، ومهارات الابتكار الأساسية ، فلن يكون لدى هذه المنطقة أمل في النهوض والارتقاء إلى أعلى من المستويات الحالية بكثير".
وتوجه كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى بالشكر والتقدير إلى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني و الملكة رانيا العبد الله، على استضافتهما ورعايتهما الكريمة لهذا الحدث، والتزامهما وتفانيهما المخلص والصادق في دعم جهود التنمية في المنطقة. وأعلن شواب في ختام الحدث، أن المملكة المغربية ستستضيف الدورة القادمة لـ "المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط" خلال الفترة من 22 إلى 24 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 في مدينة مراكش.
ومع اختتام لقاءات المنتدى الذي تواصل على مدى ثلاثة أيام بحضور 1400 شخصية من 85 دولة، برز أمام المشاركين تحدي تطبيق اثنتين على الأقل من خطط العمل التي تمخضت عنها النقاشات، بما في ذلك الطاقة وتعزيز الحفاظ عليها وتطوير مصادر بديلة واستخدام الشبكات الذكية، وكذلك الشباب دون سن الـ 25، الذين يشكلون 65 في المائة من سكان العالم العربي، الأمر الذي يستوجب من المنطقة تطوير هذه الثروة، "من خلال تزويدهم بالفرص التعليمية والتنموية، واستقطاب الكفاءات والمحافظة عليها"، على حد قول سمير بريخو، الرئيس التنفيذي لشركة "أميك" في المملكة المتحدة والرئيس المشارك في المنتدى. ودعا بريخو المشاركين في الاجتماع إلى أن يكونوا قدوة لهؤلاء الشباب.
وفي هذا السياق، قال كيفن كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة "هايدريك آند ستراجلز" في الولايات المتحدة، والرئيس المشارك في المنتدى: "بين أيدينا فرصة قوية من خلال مساعدة الجيل القادم ودعمه كي يواصل المسيرة. فما نواجهه اليوم ليس فقط أزمة مالية، بل أيضاً أزمة قيادات ليس فقط في المنطقة بل في مختلف أنحاء العالم".
وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز: "أعلنت الحكومة الإسرائيلية الحالية أنها سوف تلتزم بالعهود التي قطعتها الحكومة السابقة التي وافقت على خريطة الطريق التي تشير بوضوح إلى إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين".