لماذا أصبح المدير أهم من أي وقت مضى؟

لماذا أصبح المدير أهم من أي وقت مضى؟

الإدارة مهمة. بالدرجة الأولى، المديرون مهمون. إذا لم يكن هناك سبب آخر، فعندما يفشل المديرون، تميل الأمور لأن تسير على نحو خاطئ.
كان أول عمود أسبوعي لي هنا يتعلق بالتقرير المدين عن كارثة ديب ووتر هورايزون، الذي ذكر أن "الإخفاقات الإدارية الشاملة" في صناعة النفط هيأت الظروف للانفجار القاتل وتسرب النفط.
يتزامن هذا العمود - الأخير من بين نحو 500 عمود كتبتها منذ 2011 - مع تحقيق في الوفيات غير الضرورية للأطفال في إحدى المستشفيات في المملكة المتحدة. تضمنت العوامل "ثقافة هم ونحن" المختلة، وفجوات التوظيف والتدريب، والافتقار للسلامة النفسية. كان من الممكن تصحيح كل ذلك عبر إدارة مباشرة وحوكمة أفضل.
تؤدي الإدارة السيئة، في أحسن الأحوال، إلى بؤس لا داعي له للموظفين، وفي أسوأ الأحوال، إلى الكارثة والموت، كما توحي هاتان الحالتان المتطرفتان.
مع ذلك، إذا كان المديرون في مرأى الجمهور على الإطلاق، فإنهم يميلون لأن يكونوا محور غضب العملاء "من هو مديرك؟"، أو هدف التخفيضات "الشركات الكبرى دائما تتباهى بخطط إزالة صفوف من الإدارة"، أو السخرية، فكر في باسيل فولتي في مسلسل فولتي تاورز أو ريكي جيرفيه أو ستيف كاريل بصفتهم رؤساء تمت ترقيتهم بشكل مبالغ به في إصدارات المملكة المتحدة والولايات المتحدة من مسلسل ذا أوفيس. لا عجب أن قلة من الناس يتطلعون إلى أن يكونوا مديرين متوسطين، وهو في حد ذاته مصطلح يستخف به في كثير من الأحيان، ويتجنبه كثيرون.
على الرغم من ذلك، فإن التركيز على الجانب السلبي يعني إغفال جوهر ما يجلبه المديرون الجيدون. إنهم "يضيفون قيمة"، ليس فقط من حيث تحسين النتائج الإجمالية للشركة، على الرغم من قيامهم بذلك أيضا، لكن من خلال ضمان أن يصبح أعضاء الفريق في أفضل حالاتهم.
سئلت أكثر من مرة أخيرا عما إذا كان التسارع المطرد للتواصل الرقمي أثناء عمليات الإغلاق يجعل المديرين زائدين عن الحاجة. لقد سمح لكبار القادة بالتفاعل مباشرة مع مزيد من الموظفين، والعكس صحيح. كما كشفت عن الزيادة الفعلية عن الحاجة بالنسبة إلى المديرين الصغار الذين استندت سلطتهم إلى القدرة على رؤية فريقهم منحنيا فوق لوحات المفاتيح الخاصة بهم. دون الوجود في مكان العمل لتدعيم إحساسهم بأهمية الذات، اختفى هذا النوع من المديرين.
لكن الأزمة عززت أيضا ما يفعله المديرون الجيدون. إنهم يشجعون التعاون، ويتواصلون بوضوح، ويتصرفون بشكل أخلاقي وبتعاطف، ويسمحون لمن هم أقرب إلى العميل باتخاذ القرارات التكتيكية. عندما يتدخلون، يكون الأمر في الغالب كمدربين وليس كقادة يعرفون كل شيء، ويطرحون أسئلة مفتوحة غير مبنية على أحكام مسبقة بدلا من إصدار الأوامر.
كما كتبت هنا أكثر من مرة، فإن هذا النهج لا يقتصر فقط على الشركات الناشئة الصغيرة. إنه ينجح في الشركات الكبيرة والمعقدة مثل "إيرسكون" و"مايكروسوفت" و"سبوتيفاي". كما أنه أحد مفاتيح نجاح الجيش الأوكراني، الذي تم تدريب ضباطه في الميدان على اتخاذ قرارات على الفور خلال الأزمة الحالية.
أظهرت الأبحاث المكثفة، قبل الجائحة وأثنائها، أن الإدارة الجيدة تؤتي ثمارها. ما لا يثير الدهشة، هو أن الشركات المدارة بشكل أفضل كانت تعمل بشكل أفضل خلال الأزمة، حيث تحولت بسرعة أكبر إلى العمل عن بعد والمبيعات عبر الإنترنت. بالنظر إلى أن أدوات التحسين بسيطة - تحديد الأهداف، وتقييم الأداء، وبرامج التدريب - من المدهش أن كثيرا من الشركات تفشل في تطبيقها، معتمدة بدلا من ذلك على ما أطلق عليه معهد تشارترد للإدارة مصطلح "المديرين العرضيين".
ما أكده العامان الماضيان أيضا هو الجانب الإنساني البالغ الأهمية للإدارة الجيدة. كما كتب المفكر الإداري بيتر دراكر، فإن الإدارة "فن ليبرالي" لأنها تجمع بين الفعل العملي القائم على النتائج و"الاهتمامات الأخلاقية". كما أنها "تتعامل مع الناس وقيمهم ونموهم وتطورهم".
إن التأقلم مرادف للإدارة. منذ 2020، مرت أيام كثيرة شعرت فيها أن المديرين يستحقون الفضل لمجرد تنظيم أنفسهم وفرقهم. في بعض الأحيان، يمكن أن يكون ذلك سهلا مثل جدولة محادثة قصيرة ومنتظمة مع الأفراد بناء على إجابات لسؤالين، "كيف تسير الأمور؟ وماذا يمكنني أن أفعل للمساعدة؟".
كتب الحكيم العظيم من العصر الفيكتوري جون روسكين، الذي كان لديه قدر مدهش ليقوله عن القيادة، ذات مرة أن سعادة العمال تعتمد على ثلاثة أشياء، "يجب أن يكونوا لائقين للعمل، ويجب ألا يقوموا بكثير منه، ويجب أن يكون لديهم شعور بالنجاح فيه". يلعب المديرون دورا حاسما في ضمان تطبيق هذه الشروط الثلاثة، مع الاستمرار في التأكد من إنجاز المهمة. على الرغم من ذلك، فإن آخر تعاليم روسكين مهمة بشكل خاص لأن الانتصارات الكبرى نادرة في مكان العمل. نحن نتقدم، بدلا من ذلك، عبر الإنجازات الصغيرة.
لذا، إذا كنت مديرا، فأنا أحييك للقيام بعمل حيوي وصعب. في المستقبل، سأكتب على نطاق أوسع وبإسهاب أكبر لـ "فاينانشيال تايمز"، لكن في الوقت الحالي، إلى قرائي - والمديرين - الذين ساعدوني على الشعور بذلك "المعنى للنجاح" في الـ11 عاما الماضية، شكرا.

الأكثر قراءة