مستشفى الإيمان
الخميس الماضي قضيت قرابة سبع ساعات إلى جوار أحد الزملاء في مستشفى الإيمان، خلال هذه الساعات، كنت متفرجا على حال المستشفى. الضغوط التي يتعرض لها المستشفى لا تتوازى مع التجويد الإداري المطلوب. تشعر بحالة ارتباك في طوارئ المستشفى، وارتجالية في طريقة استقبال الحالات والتعامل معها. مصابون يصلون لا يجدون من يستقبلهم، مراجعون يتولون بأنفسهم نقل مرضاهم بالعربة إلى الداخل، فيما تتلهى العمالة التي يفترض أن تهتم بهذا الأمر بالحديث في الجوال أو الثرثرة مع بعضهم وكأن الأمر لا يعنيهم. أما السكيورتي فدوره غائب تماما، فقد حدثت أمامي أكثر من مشادة في المستشفى ولم تتم المبادرة لإنهائها في بدايتها. على كثرة العاملين الذين تشاهدهم القليل منهم من يعمل بينما البقية تشعر أنهم لم يجدوا من يقول لهم بشكل مفصل ماذا عليهم أن يعملوا؟! لا أريد هنا أن أتغاضى عن جهد المجتهد وعلى رأسهم المدير الطبي، لكن المبنى بحاجة إلى إدارة فاعلة تسعى إلى ترجمة المدونة المعلقة على لوحة أحد الممرات بتوقيع مدير المستشفى حول حقوق المريض إلى ممارسة فعلية محترفة، لا تخضع لمزاجية شخص، وتجعل من السهل للمراجع معرفة من يسأل وأين يجد الإجابة عن أسئلته.
حتى أوضح الأمر أكثر استغرقت عملية إجراءات نقل مريض من مستشفى الإيمان أكثر من سبع ساعات، كان من الممكن لا تنتهي إلا يوم السبت، لو كنا استسلمنا للفتوى الأولى التي أعطونا إياها والتي كانت تتعلل بأن موظفي قسم التقارير لا يعملون إلا خمسة أيام في الأسبوع. في المقابل لم تستغرق عملية الحصول على موافقة لاستقبال الحالة في مستشفى خاص أكثر من خمس دقائق.
أثق أن معالي وزير الصحة مهتم بمعالجة قضية هذا المستشفى وغيره من المستشفيات. وحتى يتحقق هذا سوف أدعو الله ألا يأتي مريض إلى قسم الطوارئ هناك في نهاية الأسبوع، فالموظفون في إجازة، ومن هو على رأس العمل إلا من رحم الله يتعامل بمنطق: مو كفاية إني مداوم في نهاية الأسبوع!