كيف تساعد وظائف الشباب اليوم في إنقاذ الكوكب؟

كيف تساعد وظائف الشباب اليوم في إنقاذ الكوكب؟

أمضت إيفلينا أولاجو طفولتها في كل من كينيا وأوكرانيا، وقد كان التناقض الصارخ الذي لاحظته في التنمية الاقتصادية بين البلدين هو ما ألهم حياتها المهنية. تعمل أولاجو الآن في "جست كلايمت"، وهي جزء من "جينيريشن إنفيستمنت مانيجمنت" – شركة الاستثمار المستدام التي شارك في تأسيسها آل جور، نائب الرئيس الأمريكي السابق.
تقول أولاجو: "كينيا بلد يتطور بسرعة مذهلة، ولكن بتكلفة كبيرة من حيث حجم عدم المساواة الاجتماعية وكذلك الدمار البيئي. أما في أوكرانيا (...) المجالات الوحيدة التي توفر الفرص هي صناعات الغاز الثقيلة المسببة للتلوث"، كما أضافت (عندما تحدثت في اليوم التالي من بداية الأزمة في أوكرانيا).
مع الاهتمام بزيادة الفرص الاقتصادية والحد من التهديدات التي تتعرض لها البيئة، أدركت أولاجو البالغة من العمر 30 عاما، أن التحدي الذي يتمثل في تغير المناخ محوري لكلتيهما.
بعد انتهائها من الدراسة الجامعية، تدربت أولاجو كمحاسبة قبل العمل في شركة الأسهم الخاصة. يتضمن عملها الحالي بصفتها مديرة العملاء في "جست كلايمت" علاقات مع المستثمرين وجمع الأموال.
أولاجو هي واحدة من عديد من الشباب الذين يسعون الآن إلى استخدام حياتهم المهنية من أجل معالجة المشكلات البيئية. في الولايات المتحدة، يشير مركز بيو ريسيرتش إلى أن ما بين 67 و71 في المائة من البالغين المولودين بعد 1981 يعتقدون أن معالجة مشكلة تغير المناخ يجب أن تكون أولوية قصوى.
فرص الشباب في الوظائف المتعلقة بالمناخ تتوسع بسرعة أيضا. تضاعف عدد وظائف "الطاقة المتجددة والبيئة" في الولايات المتحدة أكثر من ثلاث مرات في الأعوام الخمسة الماضية، وفقا لموقع لينكد إن. على الصعيد العالمي، إعلانات الوظائف التي تتطلب "مهارات خضراء" - مثل منع التلوث أو التدقيق البيئي - زادت 8 في المائة سنويا خلال الفترة نفسها، في حين أن عدد الأشخاص الذين يدرجون هذه المهارات على أنها جزء من ملفهم الشخصي أو يعملون في "وظيفة خضراء أو وظيفة تخضير"، أو كليهما معا، ارتفع 6 في المائة سنويا.
لكن التقرير الصادر عن "لينكد إن" وجد أيضا فجوة ملحوظة بين الجنسين: في 2021، كان هناك 62 امرأة مقابل كل 100 رجل في فئة المواهب الخضراء.
تعتقد أولاجو أن أسواق رأس المال هي أقوى وسيلة للدفع نحو التغيير الذي تريد أن تكون جزءا منه. ما لم تتم التنمية بشكل مسؤول - من خلال احتساب العوامل الخارجية، مثل التلوث - فهي تعتقد أن "الأمر سينتهي بك إلى تقويض تقدمك"، بسبب العواقب اللاحقة.
نصيحتها لأي شخص يرغب في التأسيس لمهنة تدور حول معالجة تغير المناخ هي التفكير على نطاق واسع في الطريقة التي يمكنهم بها المساهمة في سوق متنامية للوظائف المتعلقة بالاستدامة. تقول أولاجو: "هناك الاستثمار بحد ذاته – من خلال نشر رأس المال، سواء كان ذلك في الأسواق العامة أو في الأسواق الخاصة". تضيف: "لكن، بالمثل، هناك أيضا أدوار لتحديد المعايير وقياس التأثير وسياسة القيادة".
تضيف قائلة: "لكن لا تكن ضيق الأفق كثيرا"، وتنصح الباحثين عن عمل بالتفكير على المدى الطويل: "اسأل نفسك: كيف أريد أن تبدو حياتي المهنية بعد عشرة أعوام؟ إذا كنت تهتدي بنجم الشمال"، يمكنك دائما أن تسأل نفسك: كيف يجعلني هذا الدور الذي أفكر فيه اليوم أقترب من مبتغاي؟".
عملت كلير هيلي، مديرة مركز إي 3 جي لأبحاث المناخ في العاصمة واشنطن، مع كثير من الأشخاص في قطاع المناخ، وتقول إنهم ينتمون إلى الخلفيات المهنية كافة. تجادل بأنه من الممكن أن يكون هناك تأثير في تغير المناخ في الوظائف التي لم يتم تصنيفها صراحة على أنها مرتبطة بالاستدامة. تقول: "حتى الأشخاص في شركات الوقود الأحفوري أو الشركات ذات الانبعاثات الكربونية العالية يقومون أحيانا بعمل جيد". عللت ذلك بقولها: "لأنك فقط ستغير هذه المؤسسات من الداخل".
توصي هيلي بالاتصال بمجموعة كبيرة من الأشخاص للتحدث إليهم. تقول: "أفكر دائما في البحث عن الوظيفة بأنه مثل تناول 99 كوبا من الشاي، وبعد الكوب المائة، ستحصل على عرض ما".
تحاول آنا توريل حاليا دفع التغيير من داخل "تيسكو"، أكبر سلسلة سوبر ماركت في المملكة المتحدة، حيث يتضمن دورها، بصفتها رئيسة قسم البيئة، الإشراف على التزاماتها بصفرية الغازات المنبعثة والحفاظ على الغابات.
تقول توريل إن الوظائف في حملات المجتمع المدني واستدامة الشركات تختلف عن بعضها البعض وقد تناسب مختلف المهارات. تشرح قائلة: "تتعلق الاستدامة في الأغلب بالعمل ضمن مسائل مبهمة". تضيف: "في بعض الأحيان في الحملة، ومساحة المجتمع المدني، عليك زيادة درجة الصواب والخطأ من أجل إثارة نوع الاستجابة التي تريدها". لكن في الشركات، تحاول فرق الاستدامة إعادة صياغة تلك الرسائل على أنها مشكلات تتعلق بالعمل التجاري، كما تقول. تابعت بالقول: "لذا، من هنا تأتي المسائل المبهمة". تضيف أن الناس ما زالوا يتنقلون بين هذين القطاعين.
في حين أن الشركات الكبيرة والراسخة يمكن أن تمارس نفوذا هائلا، إلا أن الشركات الناشئة تقدم طرقا بديلة لمعالجة تغير المناخ.
ريبيكه موسز هي نائبة رئيس استراتيجية التأثير في "آيرون أوكس"، وهي شركة ناشئة في مجال الزراعة والابتكار في كاليفورنيا، ومديرة تنفيذية سابقة في شركة إمبوسيبل فودز للحوم المصنعة من النباتات. بعد أن درست التنمية الزراعية الدولية للحصول على درجة الماجستير في العلوم، انجذبت موسز إلى الشركات الناشئة بسبب إمكانية توسيع نطاق الطرق التحويلية لحل المشكلات، بدءا بإنتاج الغذاء.
تقول: "نحن في الأساس بحاجة إلى نزع اللحوم الحمراء من الوجبات الغذائية". بشكل عام، موسز مهتمة بالمبادرات التي تصب في معرفة كيفية إنتاج الغذاء بطريقة تنطوي على تقليل الاستخراج من البيئة الطبيعية والإكثار من إعادة استخدام المواد التي تدخل في الإنتاج. قالت: "لذلك، كنت أوجد في الأماكن التي يمكنني فيها القيام بذلك".
في "تيسكو"، تقول توريل إن أحد أكثر الإنجازات التي تفتخر بها هو توسيع نطاق التزامها بصفرية الانبعاثات لتشمل الجهات الموردة لها.
لكن عند التوظيف، تأخذ توريل في الحسبان المرشحين الذين ليس لديهم نوع معين من الخبرة التجارية إذا كان بإمكانهم البرهنة على مشاركاتهم الأخرى في جدول أعمال الاستدامة.
أما عن تجنب الشركات غير الجادة بالفعل في الاستجابة لتغير المناخ؟ تنصح توريل "بأن تقوم بأداء واجبك". تقول: "لقد أمضيت ساعات في البحث حول المنظمات التي سأتقدم بسيرتي الذاتية إليها".
تقترح التحقق من تصنيفات المنظمات غير الحكومية - مثل تلك التي نشرتها "سي دي بي"، أو "إف أيه آي آر آر إنيشيتيف"، أو "دبليو دبليو إف "– عن ملفات تعريف المستثمرين، والتغطية الإعلامية، والسياسات الخاصة بالشركة. إذا أجريت مقابلة بعد ذلك، "لا تخف من طرح أسئلة دقيقة".
أخيرا، بمجرد دخولك أي مؤسسة - سواء أكانت شركة راسخة متعددة الجنسيات أو شركة ناشئة مدفوعة بالتأثير - كن مستعدا لأن يستغرق التغيير وقتا، أو لقبول المقايضات.
تقول موسز من آيرون أوكس إنه يتعين عليك أحيانا الموازنة بين أولويات الأشخاص المختلفين الذين يستثمرون في الشركة أو العاملين فيها. تقول: "من وجهة نظر الاستدامة والتشغيل، هل سيكون من الرائع لو تمكنا من القيام بشيء مثالي تماما؟ تجيب موسز بنعم. تقول: "لكن عليك أحيانا التخلي عن السرعة في سبيل تحقيق الكمال".

الأكثر قراءة