مديرة معرض تيت: يمكن أن تمثل المتاحف مختلف وجهات النظر

مديرة معرض تيت: يمكن أن تمثل المتاحف مختلف وجهات النظر
ماريا بلشو، مديرة معرض تيت. "ذا تايمز"

المتاحف معرضة للهجوم - ومن جميع الجهات. التنوع. التراث. المطالبات باسترداد الحق. أزمة المناخ. الإدماج الاجتماعي. القضايا المتعلقة بالأحداث التاريخية. الأهمية. الاتهامات بشأن العنصرية. المخاوف حول المتبرعين المخادعين. فضلا عن الجائحة، والآن مشكلة الروابط المحتملة للمقربين من بوتين. دائما، بالطبع، الأموال. من عساه يرغب بإدارة أحد متاحفنا أو معارضنا اليوم؟
حسنا، يبدو أن ماريا بلشو ستفعل ذلك - وباستمتاع كبير. بصفتها مديرة معرض تيت منذ 2017، وبالتالي فهي مسؤولة عن الاستراتيجية الشاملة إضافة إلى الإدارة اليومية لأربعة معارض في مؤسستها، أبدت رأيها المثير للجدل باعتبارها أستاذة تقدم محاضرات سليد للفنون الجميلة هذا العام في جامعة كامبريدج، حيث قدمت سلسة من سبع محاضرات تبحث في المفهوم الكامل للمتاحف، وأماكنها، ومكانتها، ومستقبلها.
يضيف هذا إلى البيان الطويل، والمدروس والجريء، المقسم إلى موضوعات مثل "السمعة، والأخلاق والنشاط الحقوقي" أو "التاريخ غير المريح والموضوعات المحيرة" وينتهي بنظرة تفاؤلية حول "100 عام في المستقبل".
تبدو بلشو مليئة بالتفاؤل خلال حديثها في مكتبها المريح بالقرب من معرض تيت بريطانيا في منطقة ميلبنك في لندن. تقول، "الجدل موجود دائما. إننا نخرج من عامين توجب علينا فيها تعلم كيفية العمل بشكل مختلف تماما. ما كنت أخطط للحديث عنه، عندما تمت دعوتي في البداية إلى تقديم محاضرات سليد قبل أربعة أعوام، تغير تماما".
أحد الجوانب المدهشة في هذه المحادثات هو افتراض بلشو أن الجدل والحوار العاطفي للغاية هما الحالة الدائمة إلى حد ما للمتاحف والمعارض، ويجب تقبلهما في الواقع - جزئيا لأنهما أمر حتمي وجزئيا لأنهما إبداعيتان. هل كانت دائما تشعر بهذه الطريقة تجاه الأمر؟
"لطالما شعرت بذلك تجاه المتاحف والثقافة على نطاق أوسع. بدأت حياتي بصفتي أكاديمية وكانت عادة النقد، وتبادل الأفكار ومن ثم التحدي من قبل الزملاء - بطريقة محترمة - هي أساس الانضباط الأكاديمي. يتعلق الأمر: بكيفية تحسين الأفكار؟ أعتقد حقا أنها تتحسن من خلال التحدي الجاد. هناك فكرة أساسية في الخطاب الأكاديمي وهي أنك لست مضطرا للوصل إلى اتفاق أو حل للموقف، يمكنك البقاء في حالة اختلاف. إنها عادة صحية".
تقوم بتلخيص التناقضات والتوترات حول المتحف الحديث في سلسلة من النقاط. تقرأ النقطة الأولى، "المتاحف الحديثة في الأساس من سلالة نخبوية لكنها تتمنى أن تكون للجميع". النقطة الأخرى، "تزعم أنها، في المقام الأول، تدور حول الماضي، لكنها في الواقع تتعلق بالحاضر -تقدم الخدمات للناس الآن- والمستقبل -الأرشيف". تضيف نقطة أخرى، "الماضي الذي تحتفظ به ليس بديهيا أبدا وتتم إعادة تشكيله دائما في الحاضر - على الرغم من أن هذه ليست الطريقة التي يرى بها الأمر كثير من الجمهور الزائر".
كل واحدة من هذه النقاط تفتح مناقشة رائعة في حد ذاتها. لكن، تقول بلشو، "نحن في وقت يبدو فيه النقاش مستقطبا بشكل غير مثمر، إذا اتخذت موقفا، يجب أن تختلف مع آخر، ولا يمكن أن تكون هناك أرضية مشتركة. هذا يغلق الفرصة للنقاش".
سألتها ما إذا كانت فكرة النقاش الدائم هذه رسالة يصعب إيصالها إلى الجمهور؟ فكرت للحظة قبل أن تقول، بشكل قاطع، "لا. نجد في معرض تيت أن الجمهور أحرار جدا في آرائهم، ولديهم طيف واسع من التفكير - لا يتوقفون عن المجيء إذا لم يعجبهم شيء ما".
تقول، "نرى في المتحف أجيالا مختلفة من التفكير- يأتون أطفالا ويأتون كبار سن أيضا، وهناك إيقاع مختلف للنقاش. بعض مشاعر الغضب التي يتم التعبير عنها بسرعة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد الأسلوب التي يستخدمها الجيل. علينا إفساح المجال لجميع أساليب الاستجابة".
"دائما ما أعود إلى هذه الفكرة بأن المتحف هو مساحة يمكنها أن تحمل المعارضة والاختلاف، لأن هناك بالفعل عدة وجهات نظر موجودة في أي معرض".
مع ذلك، يريد الجمهور أيضا رؤية المتاحف باعتبارها مساحة آمنة، ومتوازنة ومحايدة. مع وجود قضايا مثيرة للجدل بشدة مثل تدمير النصب التذكارية، عادة ما ترتفع الهتافات، "ضعوها في متحف"، كما لو كان ذلك يحل كل شيء.
"لا أنظر إلى الأمر باعتباره عبئا ناتجا عن توقعات، أو وظيفتنا، إصلاح القضايا الشائكة من الماضي أو الحاضر - لكننا جزء من هذه القضايا، وإذا كانت هناك رغبة جماهيرية أكبر في أن تساعدنا المتاحف على التفكير في القضايا الصعبة والمثيرة للخلاف، عندها نكون قد نجحنا في عملنا في إشراك جمهور أوسع - ولا يمكن لهذا إلا أن يكون شيئا جيدا".
لكن، بلشو تشير إلى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الأزمات والنزاعات بشأن الطرق التي نتعامل بها مع الماضي هي شيء جديد. تقول، "من الخطأ القول إن المتاحف أسست وسمح لها بمتابعة أعمالها فقط، لأن الأمر لم يكن كذلك. تم تأسيسها، بشكل نموذجي، لسرد موضوعات معينة تتعلق بالأمة التي ننتمي إليها. هناك مشروع أيديولوجي، وهو قوي للغاية، وراء تأسيس متحف فكتوريا آند ألبرت، أو معرض تيت - نحن فقط أكثر وعيا بذلك الآن".
تقول، دائما ما كان هناك جدال حول ما ينبغي أن يتم عرضه، وحول العالم الذي كان يتم تجسيده. "يأتينا الآن جمهور أوسع وأكثر تنوعا. ما يعني أنه سيكون هناك مزيد من المعارضة. وإذا لم تكن المتاحف جزءا من النقاشات الأوسع التي نراها تجري في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، سنكون عندها عديمي الفائدة".
هذا الأمر يأخذنا بسهولة إلى مسألة التنوع، التي تعد تحديا لجميع المؤسسات. فاجأتني إحصائية من محاضرات بلشو هي أن التنوع في البرمجة، بشكل مخيب للآمال، لا يؤدي بالضرورة إلى جمهور أكثر تنوعا على المدى الطويل.
تشير إلى معرض تيت الحالي للفن البريطاني الكاريبي بعنوان "الحياة بين الجرز" Life Between Islands.، قائلة، "شهدنا ارتفاعا هائلا في الحضور من قبل البريطانيين ذوي البشرة السوداء، وفئات عمرية مختلفة أيضا. ارتفعت نسبة تنوع الجماهير إلى 35 أو حتى 40 في المائة. لكن حسب تجربتنا، تتراجع النسب لاحقا".
مع ذلك، هناك كثير من العناصر الأخرى، "البرنامج مهم، لكن من يعمل لديك مهم أيضا، وكيفية توجيه رسالتك الأوسع مهمة أيضا".
تظهر قضية مهمة أخرى، أزمة المناخ، نوعا من التواضع عند بلشو، حيث تخوض في تفاصيل المشكلة إضافة إلى الصورة الكبيرة الأوسع - تشعر أن لدى المتاحف والمعارض، مع واجبها للعناية بكنوز الأمة، دورا قياديا تلعبه هنا.
"لا يمكننا أن نكون مؤسسات على المدى الطويل إذا استمرينا في استهلاك موارد العالم. نجلب الأعمال إلى المجموعات بافتراض أنها ستكون موجودة إلى الأبد، لكن إذا احتفظنا بهذه الأعمال في ظروف تتطلب تكييف الهواء وظروف مناخية مكثفة، لن نكون هنا خلال 100 عام، ما لم نتخذ جميعا إجراءات مكثفة".
تشير إلى أن "كل عمل فني له بصمة كربونية خاصة به. لذلك يتعلق الأمر بإيجاد مسار عملي مختلف". سلسلة من الإجراءات تتنوع من النطاق الصغير إلى الصورة الأكبر: يحتاج ما تدعوه "بطفرة النمو" في قطاع المتاحف - الانتشار الأخير للمباني الجديدة - أن ينتهي لمصلحة نهج أكثر استدامة. يتضمن ذلك العثور على مجموعة من الطرق المختلفة لعرض الأعمال على الجمهور، ليس بالضرورة ضمن المساحات التقليدية. "يتزايد حجم المجموعات، يمكننا التفكير في كيفية مشاركتها بطريقة أفضل".
خلال المحادثة، شددت بلشو على التبادل المعرفي، وتبدو حريصة بالفعل على التعلم من الجمهور الزائر بقدر حرصها على تعليمنا. في معرض تيت، لم تكن هي مركز الاهتمام عندما يتعلق الأمر بمسألة استرداد الممتلكات، لكنها تعترف، بأن "التواريخ المزعجة" التي تشير إليها في عنوان المحاضرة ذلك تنطبق على الجميع.
كما تشعر بأن الجدال عادة ما يأخذ منعطفا خاطئا تجاه "سيناريو كارثي". "لم أكن يوما حريصة جدا على الحلول أو المواقف المؤيدة للاستبداد. يتم تأسيس المتاحف المهمة في القارة الإفريقية وأماكن أخرى، ينبغي أن نكون جزءا من هذا الحوار. آمل أن نشهد عودة بعض الممتلكات إلى أماكنها الأصلية، وقد عادت بعضها بالفعل".
في غضون ذلك، خلال العمل الجاري بين الدول، "هناك طريقة حساسة ومبدئية للتعرف على مدى أهمية بعض الممتلكات بالنسبة إلى الثقافات التي جاءت منها، وأننا نريد علاقة أقوى مع تلك الأماكن".
هذه ردود أفعال حذرة ومتوازنة، بالطبع، لكن لا تختبئ بلشو من حدة هذه المناقشات، ليس بشأن ملكية الأشياء فحسب بل حول تفسيرها المتنازع عليه. قالت في محاضرتها الافتتاحية، "تقدم المتاحف نفسها على أنها منطقية وهادئة، لكنها في الواقع تسودها المشاعر، داخليا وخارجيا".
بالتالي فإن الشغف والجدل مستمران كالمعتاد. هل ستجمع الموضوعات المثيرة للجدل لمحاضرات سليد في كتاب؟ أجابت، "أعتقد ذلك، آمل ذلك. هناك كثير من الحديث عن تعرض المتاحف للخطر والتهديد - لكن أيضا، نحن في موقف ديناميكي للغاية يتعلق بتشكيل وإنشاء فهم أوسع وشبكات أكبر ودخول أنواع مختلفة من الفن إلى المجموعات".
"باعتبارها ثقافة، مررنا بعامين قاسيين، لكن إبعاد المتاحف عن الناس أكد فقط مدى تقديرهم للتجربة. يجب على المتاحف أن تكون على طبيعتها، في الوقت الحالي - أماكن يتجمع فيها الناس. هذه هي قيمتنا الاجتماعية العميقة، وأريد التمسك بكل جزء من التفاؤل".

الأكثر قراءة