مكون أوكراني رخيص يعطل مصانع السيارات في أوروبا

مكون أوكراني رخيص يعطل مصانع السيارات في أوروبا
في الوقت الحالي، معظم العاملين في مصانع أوكرانيا من النساء غير المشمولات بقوانين التجنيد الإجباري في البلاد. "ألامي"

يوجد داخل كل سيارة نحو ثلاثة أميال من الكابلات الكهربائية. هذه الأسلاك المتعرجة تحمل التعليمات، بداية من توجيه العجلات إلى فتح صندوق الأمتعة.
يتم تجميع هذا الخليط الذي يشبه السباجيتي للسيارات معا من خلال الضفيرة، وهو جزء منخفض التكلفة، حتى الأزمة في أوكرانيا، كانت شركات تصنيع السيارات تعد توافره أمرا مفروغا منه.
أجبرت كل من "بي إم دبليو" و"فولكس واجن" على وقف العمل في مصانعهما في أوروبا بعد أن أجبرت العملية العسكرية الروسية مصانع الأسلاك الأوكرانية على الإغلاق.
الآن، صناعة السيارات الوليدة في أوكرانيا، التي تفاخر بأن لديها نحو 40 مصنعا لقطع الغيار، معرضة للخطر، حيث تتسابق شركات تصنيع السيارات لنقل أو مضاعفة المعدات اللازمة لصنع الضفائر الموصى عليها.
تمثل أوكرانيا نحو خمس إمدادات أوروبا من الضفائر، التي تأتي أيضا من أجزاء أخرى من أوروبا الشرقية وكذلك من شمال إفريقيا، وفقا لتقديرات "أوتو أناليسيس".
قال ألكسندر ماريان، المدير الإداري في شركة أليكس بارتنرز الاستشارية في باريس، "إن المشكلة في ضفائر الأسلاك أنها أساسية. لا يمكنك البدء في تجميع حتى سيارة غير مكتملة التصنيع بدونها".
على عكس الأجزاء الأخرى التي يمكن تصنيعها بسهولة في أي مكان آخر، فإن الضفائر تصمم حسب الطلب. لكل طراز سيارة نظامه الفردي الخاص به، الذي يتم صقله حتى المليمتر، بحيث يمكن للمصنعين ضغط الأسلاك حول السيارة.
قال هربرت ديس، الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن، "في حالتنا، نظرا إلى أننا نتمتع بموقع ممتاز أو قريب من الدرجة الممتازة، فإن معظم الضفائر الخاصة بأسلاك التوصيل التي نضعها في السيارات مخصصة للسيارات. لذلك، إنها علاقة مباشرة وحصرية".
لكن تحويل الإنتاج يمثل صداعا من الناحية اللوجستية.
أوضح شخص مطلع على العملية، "إنها مزيج من الكابلات المختلفة، لا يمكنك وضع كل 100 قطعة معا في صندوق وإرسالها. إنها مشكلة نقل كبيرة".
قال ديس من فولكس فاجن، "حاليا، نحن (...) نحاول تحقيق أقصى استفادة من إنتاج ضفائر الأسلاك في أوكرانيا، لكن بالتوازي مع ذلك، منذ بداية الصراع، بدأنا العمل على حلول بديلة، التي سيجري العمل بها".
هذه الحلول البديلة تشمل نقل المعدات، وهو أمر صعب مع المعابر الحدودية غير الموثوق بها، أو تقليدها من الصفر، وهو أمر مكلف ويستغرق وقتا.
قالت شركة ليوني، التي لديها موقعان في أوكرانيا إضافة إلى مصانع في صربيا ورومانيا وشمال إفريقيا، إنها "تعمل على مدار الساعة تقريبا لتحليل وتقييم التطورات الديناميكية في الموقع باستمرار. كما أننا ندرس حاليا جميع الخيارات للتعويض عن تعطل الإنتاج".
قال دوميني، خبير في سلسلة الإمداد في شركة فنديجيتال للاستشارات، "هناك قدر لا بأس به من العمل اليدوي الماهر في صناعة الضفائر. إنه أمر معقد في بعض الأحيان مع كيلومترات من الكابلات ومئات الموصلات التي قد تحتاج إلى لفها يدويا واختبارها".
قال إن تكلفة المعدات الجديدة اللازمة لبناء الضفائر تراوح من 100 ألف جنيه استرليني إلى نحو مليوني جنيه استرليني، ويستغرق بناؤها ما بين ثلاثة وستة أشهر، وفقا لتقديرات الصناعة.
تم إخبار بعض عملاء مصنع ميني بتوقع مزيد من التأخير لمدة ثلاثة أشهر، ريثما يتم العثور على مصانع جديدة لصناعة القطع.
"إننا نعمل مع موردينا المتأثرين بأزمة أوكرانيا لإيجاد الحلول معا، ولدعمهم في تنفيذ هذه الحلول، سواء كان ذلك الإبقاء على الإنتاج في أوكرانيا أو في مواقع بديلة"، قالت شركة بي إم دبليو، التي أغلقت مصنعين في ألمانيا ومصنع ميني في المملكة المتحدة.
على الرغم من أن كلا من "بي إم ديلبو" و"فولكس فاجن" أعادتا تشغيل مصانعهما، إلا أنهما لن تكونا قادرتين على صنع نماذج لا تزال الضفائر الخاصة بها عالقة في أوكرانيا.
بدأ بعض الموردين في أوكرانيا في استئناف العمليات، وفقا لمصنعي السيارات والموردين والأشخاص المطلعين على الوضع.
قالت فولكس فاجن الثلاثاء إن تسعة من مورديها البالغ عددهم 11 في أوكرانيا يعملون، وإن كان ذلك بطاقة أقل. قال ديس، "نحن قادرون على الإنتاج في معظم مصانعنا، ولكن بمعدل منخفض من الطاقة الإنتاجية".
هناك مشكلة كبيرة تتمثل في شحن البضائع الجاهزة عبر الحدود البولندية والأوكرانية إلى مصانع السيارات التي تنتظر.
كما أن هناك نقصا حادا في سائقي الشاحنات، ومعظمهم من الذكور ويتأثرون بقانون التجنيد الإجباري الذي يمنعهم من مغادرة الدولة.
لجأت بعض المصانع إلى المتقاعدين السابقين، الذين تجاوزوا سن التجنيد الإجباري، من أجل نقل المنتجات، وفقا لموظف في إحدى مجموعات أوكرانيا.
كثير من شركات النقل بالشاحنات خارج أوكرانيا تحجم عن إرسال مركبات عبر الحدود خوفا من عدم عودتها، وفقا لما ذكره شخصان مطلعان على الوضع.
حتى بعد العثور على الشاحنات والسائقين، فإن المعابر الحدودية غارقة تماما باللاجئين وأصبحت مغلقة بالكامل أمام الشحن التجاري التقليدي.
قال أحد الأشخاص، "إذا أرسلت شاحنة، لا يمكنك القول ما إذا كانت ستصل إلى بولندا في غضون ثلاث ساعات أو ثلاثة أيام، أو ما إذا كانت ستتم إعادتها. علينا أن نتحقق يوميا، هل من الممكن إرسال شاحنة واحدة اليوم، أو شاحنتين."
قال جوزيف ماسارو، المدير المالي لشركة أبتيف لتوريد قطع غيار السيارات، "عمليا، وفي هذه المرحلة، أوكرانيا غير مفتوحة لأي نوع من الأنشطة التجارية العادية".
بدأت الشركة، التي لديها مصنعان في غرب أوكرانيا، في نقل القطع من الدولة إلى منشآت أبتيف الحالية في بولندا ورومانيا وصربيا. قال أشخاص مطلعون على العملية إن عملية النقل، التي تتم بمساعدة "فولكس فاجن"، تشمل أيضا العمال وعائلاتهم.
مع ذلك، في المعامل في أوكرانيا، لم يتأثر العمال إلى حد كبير بالعنف، وفقا لكثير من الموردين العاملين في البلد.
نظرا إلى أن تجميع الضفائر يتطلب مهارة شديدة، فإن معظم الموظفين في المصنع يكونون في الأغلب من النساء، غير المشمولات بقوانين التجنيد الإجباري في أوكرانيا للرجال الذين تراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما.
قدر أحد الموردين أن ثلاثة أرباع العاملين لديه من النساء، وكثير منهن يعرضن القدوم إلى العمل إذا كان الوضع آمنا.
قال أحد المديرين في إحدى مجموعات التوريد، "إنه لأمر مدهش كيف أن الناس متحفزون ويرغبون في دعم الشركة".
لكن بالنسبة إلى أوكرانيا، فإن الخطر يكمن في أنه إذا قامت شركات صناعة السيارات بتحويل الإنتاج غربا، فقد تعاني صناعة الضفائر في البلد تراجعا نهائيا، حسبما قال كثير من المسؤولين التنفيذيين في أحاديث خاصة.
أضاف ماسارو من أبتيف، "من الواضح، على المدى الطويل، أننا سنضطر إلى تقييم ما إذا كان من المنطقي العودة إلى أوكرانيا ومتى يكون ذلك منطقيا".

الأكثر قراءة