اللقاحات مفتوحة المصدر .. نموذج للتعامل مع الجوائح المستقبلية

اللقاحات مفتوحة المصدر .. نموذج للتعامل مع الجوائح المستقبلية
بيترو تيربلانش، المديرة الإدارية لشركة أفريجين بيولوجيكس آند فاكسينز في كيب تاون، جنوب إفريقيا. "إن بي آر"
اللقاحات مفتوحة المصدر .. نموذج للتعامل مع الجوائح المستقبلية
أعضاء الفريق في مختبر "أفريجين بيولوجيكس آند فاكسينز" في كيب تاون، جنوب إفريقيا. "إن بي آر"

في شباط (فبراير) 2021، جاءت "لحظة العجب" لسوميا سواميناثان. كان كوفيد - 19 قد اجتاح العالم منذ 12 شهرا، وكانت اللقاحات قد بدأت للتو في الانتقال البطيء إلى الدول الأكثر ثراء، ولكن لم يتم رؤيتها في أي مكان في الدول الفقيرة.
كانت سواميناثان، وهي كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، في مكالمة مع تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لهيئة الصحة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرون، لمناقشة فرص الحصول على اللقاحات. تقول سواميناثان: "قال ماكرون شيئا عن نقص الطاقة الإنتاجية للقاحات كوفيد وأن كل التصنيع يتركز في مناطق قليلة. لقد علق هذا في ذهني".
بعد مرور أكثر من عام بقليل، تحولت تلك الفكرة إلى ثورة تكنولوجيا عالية محتملة للقاحات الرنا المرسال، التي يمكن أن تحسن إمكانية الحصول على جميع أنواع الأدوية، ليس فقط لحالات الطوارئ الصحية الحالية، مثل كوفيد، ولكن أيضا للحالات التي تليه - مهما كان الأمر قد يكون.
تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، الاستعداد لهذا الإصلاح الجذري عبارة عن مجموعة مستودعات لا يمكن وصفها في منطقة صناعية في كيب تاون، بجوار متجر لبيع الأسرة بسعر خصم المصنع. في كانون الثاني (يناير)، دخل أحد العلماء المقر الرئيس لشركة أفريجين بيولوجيكس آند فاكسينز، وهي شركة جنوب إفريقية ناشئة، في وقت متأخر من تلك الليلة إلى مكتب بيترو تيربلانش، المديرة الإدراية للشركة، وأعلن سبقا علميا. أفريجين، وهي عضو في مركز - للعلماء وشركات الأدوية - تم إنشاؤه لتطوير لقاحات الرنا المرسال، نجحت في صياغة نسخة طبق الأصل من لقاح كوفيد الذي تصنعه شركة موديرنا. استخدمت المعلومات المتاحة للجمهور، واعتمدت على التزام شركة الأدوية بعدم تطبيق حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها خلال الجائحة. يمكن أن تبدأ التجارب البشرية الأولى للعقار المقلد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر).
العام الماضي، "كان هناك شعور بأن هذا كان صعبا للغاية، وأن العلماء في إفريقيا لا يمكنهم تصنيع اللقاح"، كما تقول تيربلانش. وتضيف أن فريق شركة أفريجين وضع خطة مفصلة حتى قبل ذهابهم إلى المختبر، "لقد أداروا العملية في فترة زمنية قصيرة للغاية".
خلال العامين الماضيين، حذرت السلطات الصحية العالمية باستمرار من الوصول الجائر إلى الأدوات – بداية من الاختبارات إلى الأدوية واللقاحات - للمساعدة في مكافحة الجائحة. في كانون الأول (ديسمبر) 2020، بدأت الدول ذات الدخل المرتفع، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وتلك الموجودة في أوروبا، في طرح اللقاحات، ووصلت بعدها إلى نسب كبيرة من الفئات الضعيفة بحلول شباط (فبراير) 2021.
في أواخر شباط (فبراير) 2021، وصلت الشحنة الأولى من اللقاحات - 600 ألف جرعة من لقاح أوكسفورد (أسترازينيكا) - التي تم تسليمها بواسطة برنامج كوفاكس المدعوم من منظمة الصحة العالمية، إلى أكرا، عاصمة غانا. منذ ذلك الحين، حققت الشركات التي صنعت لقاح الرنا المرسال، مثل بيو إن تك من "فايزر" و"موديرنا"، إيرادات قياسية وأصبحت جهات فاعلة رئيسة في الأعمال التجارية والجغرافيا السياسية.
لكن أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص في الدول منخفضة الدخل الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكثر لا يزالون ينتظرون تلقي جرعة واحدة، مقارنة بـ 10 في المائة في الدول ذات الدخل المرتفع، وفقا لمجموعة آور وورلد إن داتا البحثية.
مبادرة كيب تاون هي جزء من دفعة جديدة من قبل السلطات الصحية العالمية والأكاديميين وفاعلي الخير لمعالجة ذلك والترويج لبدائل لنموذج أعمال "شركات الأدوية الكبرى"، الذي يعتمد على حماية براءات الاختراع القابلة للتنفيذ قانونا لزيادة الاستثمار في تمويل الأدوية الجديدة. العجز المزمن عن الحصول على اللقاحات في العالم النامي شجع بعض الباحثين على تبني مفهوم "الأدوية مفتوحة المصدر" - وهي فكرة تم تصميمها على غرار حركة البرمجيات الحرة، التي تشجع على التعاون والمشاركة لتحسين البرمجيات.
ماثيو تود، رئيس قسم اكتشاف الأدوية في كلية لندن الجامعية وأحد مؤسسي مبادرة المستحضرات الصيدلانية مفتوحة المصدر، يقول إن الجائحة دفعت التعاون العالمي لتطوير اللقاحات والعلاجات المضادة للفيروسات، التي يمكن أن يكون لها تأثير دائم في الصناعة. يقول: "فكرة مشاركة كل ما تفعله وتطوير دواء متاح مجانا مع الحريات الليبرالية المرتبطة به هي بالفعل شيء جديد تماما".
يعارض خبراء الصناعة بشدة إضعاف حماية الملكية الفكرية، التي يقولون إنها ضرورية لتحفيز الشركات على المخاطرة. قال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، في رسالة مفتوحة نشرت العام الماضي: "استثمرنا ملياري دولار قبل أن نعرف ما إذا كان في إمكاننا تطوير لقاح بنجاح، لأننا أدركنا الأمر المعرض للخطر. أخشى أن يؤدي التنازل عن حماية براءات الاختراع إلى تثبيط أي شخص آخر عن أخذ مخاطرة كبيرة".
تركزت معركة الحصول على اللقاحات على حقوق الملكية الفكرية لعدة أشهر، لكن اقتراح التنازل عن حقوق الملكية الفكرية ذات الصلة بالتجارة "تريبس" - الذي اقترحته الهند وجنوب إفريقيا في 2020 - الذي سيسمح بالمرونة في براءات الاختراع لتصنيع اللقاحات، لا يزال قيد المناقشة في منظمة التجارة العالمية. في المقابل، يهدف المركز إلى جعل التكنولوجيا في متناول الدول الفقيرة وأيضا تدريب الموظفين المؤهلين على إنتاج اللقاحات محليا دون كسر أي من قواعد الملكية الفكرية.
تقول سواميناثان التي لا تزال حذرة: "لقد كان هناك كثير من الشكوك من كثير من الناس، سيكون هذا فاشلا. لا تستطيع منظمة الصحة العالمية فعل ذلك. أريد أن أكون واقعية للغاية هنا. حقيقة إننا أنشأنا هذا البرنامج بعيدا كل البعد عن تحقيق النجاح".
ستيفان بانسل، الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا، لديه تحفظاته الخاصة. في تشرين الثاني (نوفمبر)، قال لـ "فايننشيال تايمز": "لم نساعدهم على تطويره أو تصنيعه مطلقا. كما أننا لم نعتمد أبدا ممارسات ضبط الجودة لديهم. إنهم يدعون أنه نسخة من منتج موديرنا. أنا لا أعرف، الأمر يشبه عندما يصنع شخص ما نسخة من حقيبة لوي فيتون. هل تبدو مثل حقيبة لوي فيتون؟ هل تدوم مثل حقيبة لوي فيتون؟ لا أدري".
ردا على انتقادات من دعاة العدالة الاجتماعية بأن شركة موديرنا تخاطر بإلحاق الضرر بالمشروع المدعوم من منظمة الصحة العالمية، قالت الشركة الأسبوع الماضي إنها لن تفرض براءات اختراع لقاح كوفيد ضد المركز أو الشركات المصنعة الأخرى، التي تسعى إلى صنع اللقاحات حصريا لـ 92 دولة من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
سد فجوة التطعيم
يقول مارتن فريدي، منسق مبادرة منظمة الصحة العالمية لأبحاث اللقاحات، إن البرنامج الجديد يعتمد على خبرة من مركز سابق، تم إنشاؤه لتحفيز إنتاج لقاحات جائحة الإنفلونزا.
"كانت هذه عبارة عن نسخ ولصق" لخطة منذ 2006 جاءت بعد ذعر من فيروس إتش5 إن1 في العام الذي سبقه، مع وجود عدة مئات من الحالات في الشرق الأقصى مع معدل وفيات مرتفع، كما يقول. حتى في ذلك الوقت، كما يقول فريدي، كانت الدول الفقيرة، التي تواجه وطأة المرض، تخاطر بتخلي الدول الأكثر ثراء عنها. "كانت هذه الدول، من ضمنها إندونيسيا وتايلاند ودول أخرى، تقول: إن هذا ليس عدلا. نحن من يواجه الفيروس. لقد حصلتم على اللقاحات ونحن نعلم أنه لا يوجد لقاح كاف لنشره".
يقول فريدي: "عندما بدأنا في 2006، كانت الطاقة الإنتاجية الإجمالية للقاحات الإنفلونزا الوبائية في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط صفرا". في 2015، بلغت الطاقة الإنتاجية الإجمالية 1.3 مليار لقاح، بمساعدة ذلك المركز الذي تم إنشاؤه في هولندا.
يقول إن مبادرة الرنا المرسال تلقت ما لا يقل عن 40 مليون يورو من مجموعة من الدول، بما فيها فرنسا وألمانيا وجنوب إفريقيا ودول أخرى، في حين أن مجموعة براءات اختراع الأدوية ومقرها جنيف، وهي مجموعة غير ربحية ساعدت في إبرام صفقات حصول الدول منخفضة الدخل على أدوية كوفيد، تساعد على الجوانب القانونية والترخيصية من عملها. ماري بول كيني، مديرة الأبحاث في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية "آي إن إس إي آر إم"، وخبيرة منظمة الصحة العالمية، لعبت دورا محوريا في إنشاء هذه المراكز، وفقا لفريد وسواميناثان. نجحت في الضغط على ماكرون ومستشاريه للمساعدة على تمويل نسخة الرنا المرسال من اللقاح.
لدى مركز جنوب إفريقيا مجموعة من "المتحدثين"، أو المستفيدين من التكنولوجيا في إفريقيا وخارجها، نظريا سيسخرون التكنولوجيا محليا، للعلاج من كوفيد أو غيره من الأمراض، التي لم يتم تحديدها بعد. كما أنشأت منظمة الصحة العالمية مركزا في كوريا الجنوبية للمساعدة على تدريب ما يلزم من العاملين لإنتاج اللقاح وتصنيعه. تم استغلال النقص في هؤلاء المتخصصين سابقا لتبرير رفض الدعوات من الدول الغنية، مثل إيطاليا، لإنشاء خط إنتاج محلي للقاح الرنا المرسال.
"لقاح العالم"
حتى إذا تجاوز كل العقبات التنظيمية، لن يكون لقاح أفريجين هو أول لقاح مفتوح المصدر يعطى في أذرع الناس، على الرغم من أنه سيكون أول لقاح رنا مرسال يفعل ذلك. استثمرت بعض الدول، مثل كوبا، بكثافة على مر الأعوام لإنشاء قطاع عام ومحلي للتكنولوجيا الحيوية للمساعدة على إنتاج الأدوية عندما تدعو الحاجة.
لديها الآن أعلى معدلات اللقاح ضد كوفيد في العالم للبالغين والأطفال فوق سن الثانية، وتستخدم الحقن ذات الأساس البروتيني، وهو تكنولوجيا أكثر تقليدية يسهل صنعه وتخزينه.
يقول فابريزيو تشيودو، الباحث العلمي في مركز الأبحاث الوطني الإيطالي ومعهد فينالي الكوبي: "براءات الاختراع العامة (الكوبية) تتمتع بحرية تسهيل تناقل التكنولوجيا، مع دفع حقوق الامتياز للدولة لكل حالة استخدام".
في شباط (فبراير)، احتفل فريق في مركز تطوير اللقاحات بمستشفى الأطفال في تكساس في هيوستن بإطلاق لقاح كوربيفاكس، وهو لقاح خال من براءات الاختراع يكلف أقل من دولارين للجرعة الواحدة، الذي تم منحه إذن الاستخدام في الهند في الحالات الطارئة.
قامت شركة بيولوجيكال إي ليميتيد، وهي شركة لقاحات وأدوية في حيدر أباد، بترخيص التكنولوجيا، التي طورها مركز لقاحات تكساس بتكلفة منخفضة من "بي سي إم فينتشرز"، وهو قسم تابع لكلية بايلور للطب، ولديها عقد مع الحكومة الهندية لتوفير 300 مليون جرعة. هناك آمال في أن يتم إطلاق اللقاح في بنجلادش وإندونيسيا، حيث يتم السعي للحصول على الموافقات التنظيمية، وفي إفريقيا، حيث توجد مخططات لإنشاء خطوط التصنيع في بوتسوانا.
لكن على عكس لقاحات الرنا المرسال، التي طورتها "بيو إن تك/ فايزر" و"موديرنا"، لا توجد متطلبات للتخزين في درجات حرارة منخفضة للغاية - وهي ميزة مهمة لتسهيل إدارة اللقاح في الدول النامية. بينما يوفر لقاح كوربيفيكس فعالية 90 في المائة ضد العدوى، التي تصاحبها أعراض من سلالة ووهان الأصلية من كوفيد و80 في المائة ضد متحور دلتا، وفقا للتجارب الإكلينيكية للمرحلة الثالثة، التي أجرتها "بيولوجيكال إي"، تنتظر النتائج مراجعة الشركات الأخرى المختصة.
"في حالة الطوارئ، يجب أن تتأكد من عدم وجود عوائق"، كما تقول ماريا إيلينا بوتازي، وهي واحدة من الباحثين الرئيسين، الذين طوروا لقاح تكساس، موضحة سبب تنازلهم المتعمد عن حقوق الملكية الفكرية واختيارهم لتكنولوجيا لقاح قديمة تعتمد على البروتين، الذي يسهل استنساخه.
يقول بيتر هوتيز، باحث آخر في لقاح كوربيفاكس، الذي تم ترشيحه، إلى جانب بوتازي لجائزة نوبل للسلام من قبل ليزي فليتشر، عضوة الكونجرس المحلية: "إنها ليست مجرد مسألة قيود صك براءات الاختراع. هناك المعرفة الفنية، والممارسة، إذ يحتاج الناس إلى المساعدة في معرفة طريقة صنع اللقاح- وهذا ما نقدمه أيضا".
لكن فريق البحث في تكساس فشل في تأمين الأموال من برنامج وورب سبيد التابع للحكومة الأمريكية، الذي يقدم مليارات الدولارات، الذي دعم لقاحي موديرنا ونوفافاكس. وبدلا من ذلك، جمع الفريق سبعة ملايين دولار من التبرعات الخيرية، بما في ذلك من إحدى شركات صنع الفودكا في تكساس من أجل تمويل المشروع.
تقول بوتازي إن نجاحهم في تطوير وترخيص لقاح مفتوح المصدر يمكن أن يصبح نموذجا يحتذى به لكيفية التعامل مع الجوائح المستقبلية.
أضافت: "سيؤدي هذا إلى الاكتفاء الذاتي، ويؤكد أنه مصنوع محليا. يمكن للناس أن يتعلموا من ذلك ويصبحوا إلى حد ما متحررين من الاستعمار الذي يجلبه اللقاح. لا يتعين عليهم الانتظار لوقت طويل كي يتلقوا الحلول من الدول ذات الدخل المرتفع". ثم قالت: "لقد أطلقنا عليه اسم لقاح العالم بسبب إمكانية مشاركته بسرعة كبيرة وتقديمه للدول من خلال مشروع كوفاكس أو الآليات الأخرى باعتباره حلا لعدم المساواة فيما يتعلق باللقاحات في العالم".
تأمين مجد ماديا ضد الجائحة
يقول المؤيدون للقاحات مفتوحة المصدر إنه من الصعب تقييم إمكاناتها بالكامل، لكن بالنسبة لسواميناثان من منظمة الصحة العالمية، هناك فرصة واضحة واحدة فقط: "أنهم سيقومون بالإنتاج في فترة الجائحة".
تأمل أن يكون العالم أكثر استعدادا لطرح لقاحات سريعة للجميع في حال وقوع جائحة مرة أخرى. تقول سواميناثان: "حلمي هو أنه في حالة تفشي فيروس في المرة المقبلة، وبمجرد الانتهاء من اكتشاف التسلسل الجيني مع وجود هذه المنصات الجاهزة للإطلاق، أن يكون من الممكن مشاركة التكنولوجيا على الفور في جميع أنحاء العالم، حينها سنكون جاهزين لتوزيع اللقاحات (...) لا يتعلق الأمر فقط بإنتاج لقاحات كوفيد ثم الانقطاع عن العمل نهائيا بعد ذلك".
يجادل فريد أن بناء "مرفق صغير نسبيا" هو تأمين مجد ماديا ضد الجائحة. يقول: "يمكنك جعل أجزاء منه مجمدة، والاحتفاظ بها في غرفة معقمة، وإخراجها في حال حدثت جائحة أخرى. ستحافظ على معرفتك بها بأمان بتكاليف غير مرهقة"، ويضيف، قبل أن يسلم أمره لحقيقة أن بعض الدول ستضطر إلى تبرير طريقة المحافظة على المرافق بين حالات الطوارئ الصحية العامة.
يقول: "احتفظ بالحد الأدنى من الموظفين الذين يعملون على نطاق محدود للتأكد من أن الخبرة والمعرفة لن تنسى".
ستحتاج اللقاحات أيضا إلى سوق - أو الحكومات الراغبة في شراء الجرعات سنويا أو مقدما لجعل المشروع مجديا من الناحية المالية.
يقول فريد: "في الفترات بين انتشار الأمراض الوبائية، سيكون ذلك مكلفا ماديا فقط للحفاظ على عمل المراوح الهوائية، وأن الفلاتر نظيفة والأضواء مشعلة. سيكون هذا قرارا استراتيجيا تتخذه كل دولة على حدة".
حتى إذا واجه مركز الرنا المرسال بعض الشكوك، ومقاومة مفتوحة من الصناعة في بعض الأحيان، تقول كيني من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية: "لم نتخذ أبدا موقفا متضاربا مع مودرنا".
شركة الأدوية، التي تعهدت بعدم تطبيق أي براءات اختراع خلال الجائحة لكنها احتفظت بالحق في فعل ذلك عندما تنتهي، تواجه قضية منفصلة تتعلق بالملكية الفكرية. تتم مقاضاة شركة التكنولوجيا الحيوية، التي يعد لقاحها أول منتج معتمد لها، من قبل المنافسات وهي "أربوتوس بيوفارما" و"جينيفانت سيانسيز" بسبب مزاعم "انتهاك براءات الاختراع". فيما تنفي "موديرنا" هذه الادعاءات وتخطط للدفاع عن نفسها في المحكمة. كما شاركت في نزاع محتد مع المعاهد الوطنية للصحة، التي ساعدتها على بحوثها المتعلقة بلقاح كوفيد الخاص بها، وذلك حول اختراع مكون رئيس في اللقاح.
يقول كيني إنه في المركز السابق، المختص بجائحة الإنفلونزا، لم تشكل براءات الاختراع أي مشكلة لأن صلاحيتها قد انتهت. كما أن تطوير الأدوية دون براءات اختراع هو أمر ليس بالجديد في حد ذاته: تم استخدامه في لقاح شلل الأطفال والبنسلين.
لكن الوعد بصنع نموذج مفتوح المصدر، بحسب الداعمين له، غير مسبوق. تقول تيربلانش من "أفريجين": "قبل عام كنا نظن أنه إذا تمكنا فقط من إقناع شركة موديرنا بتزويدنا بالتكنولوجيا، أي الوصفة، سنقوم بإنتاج اللقاح بسرعة".
تقول: "أنا اليوم ممتنة نوعا ما لأنهم لم يفعلوا ذلك، لأن نقل التكنولوجيا الجاهزة من شركة مثل "موديرنا" أو "فايزر"، ستعطيك صندوقا مغلقا، وستجلس في صندوق مغلق، وستكون حريتك محدودة بهذا الصندوق المغلق. كان العلماء سيتعلمون التقليد. أما الآن فقد تعلموا طريقة الصنع".

كابشن: خبراء الصناعة يعارضون بشدة إضعاف حماية الملكية الفكرية ويقولون إنها ضرورية لتحفيز الشركات على اتخاذ المخاطرة
كابشن: يهدف المركز إلى إتاحة التكنولوجيا للدول الفقيرة وتدريب الكوادر على إنتاج اللقاحات محليا دون كسر قواعد الملكية الفكرية
كابشن: نجاحهم في تطوير وترخيص لقاح مفتوح المصدر قد يصبح نموذجا لطريقة التعامل مع الأمراض الوبائية في المستقبل
كابشن: تطوير الأدوية دون براءات اختراع هو أمر ليس بالجديد في حد ذاته تم استخدامه في لقاحات شلل الأطفال والبنسلين

الأكثر قراءة