مجتمعات الغجر والرحالة في إنجلترا تخشى مزاجا سياسيا قاتما
يبدو المشهد خارج مقطورة تيري جرين الثابتة، في موقع في شرق ساسكس، مقصودا للتأكيد على تهميشه باعتباره عضوا في مجتمع الغجر والرحالة في إنجلترا. يهيمن مصنع إعادة تدوير كبير، الذي في الأغلب ما تنبعث منه رائحته كريهة، على المنظر. يمكن أن يرى جرين، عندما يدير رأسه، برجا لمنشأة تدريب فرق الإطفاء تنبعث منه ألسنة الدخان في بعض الأحيان.
إنه موقف شائع بين سكان أغلبية المعسكرات الغجرية التي تملكها السلطات المحلية كهذا المعسكر. بعضها ملاصق لأعمال الصرف الصحي. وكثير منها مجاور لمصانع إعادة التدوير أو محاط بجسور ترابية. يقول جرين، "إنهم يحاولون إخفاء الغجر عن الأنظار العامة".
لكن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى جرين وكثير من الغجر الإنجليز الآخرين هو الشعور بأن المجتمع الأوسع أصبح أقل تسامحا مع الأقلية التي يبلغ عمرها قرونا. آخر إهانة كانت موجهه من الممثل الكوميدي جيمي كار، الذي ألقى نكتة وصف بها مقتل مئات الآلاف من الغجر بأنه إحدى "إيجابيات" الهولوكوست -المحرقة اليهودية. وصفق الجمهور له.
هناك أخبار أسوأ. سيجرم مشروع قانون الشرطة والجريمة والأحكام والمحاكم، الذي تتم مناقشته حاليا في مجلس النواب، بعض أشكال التعدي على الأراضي الخاصة ويمنح الشرطة سلطة مصادرة المقطورات - منازل الأشخاص المنخرطين في مثل هذا التعدي على الممتلكات الخاصة. جيك باورز، غجري أسس حملة ضد مشروع القانون، يصف الأمر بأنه "محاولة لتطهير المشهد البريطاني من ثقافتنا في الترحال".
يشير إلى أن مشكلات التعدي على الممتلكات الخاصة قد تضاعفت منذ منتصف التسعينيات، عندما تم إعفاء السلطات المحلية من الالتزام بتوفير مساحات كافية "مساحات لمقطورة واحدة في المواقع" لتلبية الطلب المتوقع. وجدت الأبحاث التي أجريت في أوائل العام الماضي أنه من بين 4503 مساحات دائمة و354 مساحة مؤقتة في مواقع معسكرات الغجر في إنجلترا، 59 و42 فقط على التوالي متاحة. هناك ما لا يقل عن 1696 أسرة على قوائم انتظار المساحات الدائمة.
في تعداد 2011، 58 ألف شخص في إنجلترا كانوا غجرا أو رحالة أيرلنديين، على الرغم من أن النشطاء يعتقدون أنه قد يكون هناك عدد أكبر بكثير من السكان الخفيين. يشعر جرين باليأس من حذر السياسيين من التحدث نيابة عن إحدى المجموعات القليلة التي لا يزال من المقبول السخرية منهم بنكات قاسية مثل نكتة كار. يقول، "دائما نخسر في التصويت".
لدى الذين في الطرف الآخر مبررات لمواقفهم. أعرب وزير محافظ سابق غير متطرف سرا عن قلقه بشأن الآثار المترتبة على الحقوق المدنية من تمرير مجلس النواب لأجزاء من التشريع. لكنه يقول إنه كان سيصوت على الأحكام المتعلقة بمواقع الغجر، بناء على تجارب ناخبيه السابقين. ويتذكر عدد الحقول والممتلكات الأخرى التي دمرتها المعسكرات غير القانونية. تقول الحكومة إن مشروع قانون الشرطة سيحمي المجتمعات من خلال "تشديد القيود" على مثل هذه المعسكرات.
يوافق جرين على أن بعض الغجر يسببون المشكلات عند يوقفون مقطوراتهم غير المصرح بها على الممتلكات الخاصة. يضيف أنه إذا كان هناك ما يكفي من الأماكن القانونية، فلن ينتهي الأمر بإيقاف المقطورات في مواقف السيارات أو الملكيات السكنية أو الحقول. "سيكون الأمر كالتالي، 'ذلك هو المكان المخصص للوقوف - اذهب إلى هناك'، حسبما يقول.
يصر كار على أنه كان يلفت الانتباه إلى الجماعات التي كان مصيرها في الهولوكوست أقل شهرة. أوضح هذه النقطة لجمهوره بعد إلقاء النكتة. يقابل هذا التفسير بغضب بارد في أوساط الغجر. يصف باورز النكتة بأنها "مرادف للترفيه الخفيف" لأجزاء من مشروع قانون الشرطة. يقول، "كل هذا جزء من إيجاد المزاج نفسه".
لا يبدو أن أيا من قسوة إهانة كار ولا قيود مشروع قانون الشرطة ستؤدي إلى كارثة مفاجئة لغجر إنجلترا. بدلا من ذلك، فإن دناءة السياسة العامة تضغط تدريجيا على تقاليدهم. النقص في مساحات المعسكر أجبر جرين على العيش لمدة 28 عاما في منزل عادي تابع للحكومة قبل أن يؤمن مساحة في موقعه الحالي.
يقول باورز، الذي تخلى عن حياة الرحالة عندما أنجب أطفالا، إن هناك ضغوطا للاندماج. ويقول، "بالنسبة إلى معظم الناس، أجبرتهم سياسة الاندماج هذه إما على العيش في مواقع تابعة للحكومة، وهي مواقع مروعة، وإما أجبرتهم على السكن في بيوت. الأغلبية العظمى من الناس لا يعيشون في المواقع".
في الوقت نفسه، يقول جرين إن نكتة كار أعطت الإذن لأي شخص بالإدلاء بتصريحات عنصرية. يقول، "بعد تلك النكتة، كان الشعور الأساس هو، 'حسنا، يمكنك أن تسخر من الغجر. لن يحدث لك شيء'".