صعوبات التنقل تثبط العودة إلى المكاتب

صعوبات التنقل تثبط العودة إلى المكاتب
ارتفاع أجرة القطار لأعلى مستوى لها خلال تسعة أعوام في إنجلترا وويلز.

هطل المطر بغزارة في لندن الأسابيع الماضية. كان هناك إضراب في مترو الإنفاق، والحافلات اكتظت، والطرق ازدحمت. أيضا الأخبار الواردة بشأن أوكرانيا كانت مروعة.
لقد كانت خلفية قاتمة ليوم كانت بعض الشركات، بما في ذلك شركتي، تأمل في جعله مميزا.
كان ذلك في الأول من آذار (مارس)، اليوم الذي كنا سنعود في جميعا إلى المكتب بعد ما يقارب عامين من العمل عن بعد في الغالب، وقد بذلت محاولات جادة لإبقائنا في المكتب، بدءا من مطعم المكتب الصغير.
سألت عندما طلبت قهوتي الصباحية، "كم ثمن ذلك؟". جاء الرد، "لا شيء". ألم أقرأ البريد الإلكتروني؟
اتضح أنه بينما كنت في إجازة الأسبوع الماضي، تم إعلان تقديم الطعام والشراب مجانا في مطعم المكتب في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) لمساعدة العمال العائدين على إعادة التواصل.
كنت مذهولة قليلا، وشاهدت زملائي وهم يملؤون أطباقهم بأكوام من الفطائر والمقليات.
في وقت الغداء انضممت إليهم، مستهزئة بلفائف دجاج كبيرة مجانية وكوب قهوة مجاني آخر كما تساءلت عما إذا كان من الممكن أن أطلب بعدها شريحة شوفان مجانية.
تم أيضا تنظيم أنشطة أخرى. نادي أفلام فيه فشار مجاني. مشروبات ترحيبية للموظفين الجدد. والأكثر إثارة للدهشة هو التدليك المجاني للظهر.
مما قرأته، يضع هذا "فاينانشيال تايمز" مع أمثال "جولدمان ساكس"، الذين قدموا وجبات الإفطار والغداء والآيسكريم مجانا العام الماضي في محاولة لجذب الموظفين للعودة إلى مكاتبهم.
هذا الشهر، سيقدم الكعك والكوكتيلات المجانية ودروس مجانية للتأمل في مكاتب بانك أوف كوينزلاند في أستراليا، حيث يتم تقديم القهوة والغداء مجانا للعمال الآخرين في مكاتبهم.
هذه كلها تطورات ممتازة لكني لست متأكدة من مدى نجاحها. على الرغم من أن الطعام المجاني ممتع، إلا أنه يواجه منافسا هائلا في معركة إعادة العمال إلى المكتب، التنقل.
السبب الأول الذي يجعل الموظفين في المنزل حول العالم يقولون إنهم يخشون العودة إلى المكتب هو الوقت والنفقات وعدم الراحة للوصول إلى مكاتبهم والعودة منها كل يوم.
قالت شركة كورن فيري الاستشارية الأسبوع الماضي إن 74 في المائة من المهنيين في الولايات المتحدة يقولون إن التنقل هو أكثر ما يخشونه من العودة إلى المكاتب. هذا ليس مفاجئا بالنظر إلى أن متوسط رحلة الذهاب في اتجاه واحد ارتفع إلى مستوى جديد بلغ 28 دقيقة في 2019، وفقا لمكتب الإحصاء الأمريكي، بعد أن كان 25 دقيقة في 2006.
لا عجب أن استطلاعا آخر أجري لباحثين أكاديميين الشهر الماضي أظهر أن العمال الأمريكيين يعتقدون أن عدم الحاجة إلى التنقل كان أكبر فائدة من العمل من المنزل، حيث فاق قضاء وقت أطول مع العائلة، وجداول العمل الأكثر مرونة، والوقت الأقل الذي يقضيه الموظف في الاستعداد للعمل.
تشير الأبحاث إلى أن التنقل مكروه للغاية في المملكة المتحدة، موطن بعض أغلى تذاكر القطارات في أوروبا إذا تم شراؤها في يوم التنقل.
في الواقع، كانت رحلتي إلى المكتب الأسبوع الماضي مقبولة بشكل ملحوظ. سمح لي سائق حافلة لطيف بالصعود دون أن أدفع بعد أن لوحت ببطاقة تنقل لا تعمل. تمكنت من العثور على مقعد، رغم أن الحافلة كانت مكتظة بالركاب الذين تقطعت بهم السبل بسبب إضراب عمال مترو الإنفاق. أفضل ما في الأمر هو أنني جلست خلف امرأة فشلت في حل لعبة "ووردل" لهذا اليوم بالسرعة نفسها التي فشلت بها في ذلك الصباح.
مع الأسف، كان لدى كثير من الركاب تجربة أسوأ. كان بعض غير قادر على ركوب حافلة مزدحمة بعد حافلة مزدحمة وانتهى بهم الأمر سيرا على الأقدام لأميال تحت المطر الخفيف. استسلم آخرون وعادوا إلى منازلهم.
تسبب إضراب مترو الإنفاق في كثير من المشكلات للتنقل، ولكن ليس كلها. بدأ ذلك في اليوم نفسه الذي دخلت فيه أعلى أجرة للقطار خلال تسعة أعوام حيز التنفيذ في إنجلترا وويلز.
بالنسبة إلى بعض زملائي، هذا يعني أجرة يومية بقيمة 28 جنيها استرلينيا، أو 20 جنيها استرلينيا باستثناء ساعة الذروة، في القطارات المزدحمة أكثر مما كانت عليه قبل كوفيد.
ربما دفعوا هذا القدر دون التشكي كثيرا قبل انتشار الوباء، لكن بعد عامين من تجربة أسبوع عمل دون تنقل، هذا مؤلم.
أظن أن الأمر سيستغرق كثيرا من الكعك المجاني لتخفيف الألم.

الأكثر قراءة