هل تمنح التكنولوجيا الحيوية الصين فرصة النفاذ إلى الأسواق الأمريكية؟

هل تمنح التكنولوجيا الحيوية الصين فرصة النفاذ إلى الأسواق الأمريكية؟
إخصائيون في معمل أبحاث يعدون علاج سرطان كار-تي Car-T. "بلومبيرج"

قالت شركة جونسون آند جونسون "إنها تتفاوض بشأن عقد صفقات شراكة مع شركتين صينيتين في الوقت الذي تستفيد فيه من طفرة التكنولوجيا الحيوية في البلاد، مدفوعة بزيادة الاستثمار الخاص والدعم الحكومي"، وفقا لمسؤول تنفيذي كبير.
تأتي المحادثات مع الشركتين اللتين رفضت "جونسون آند جونسون" ذكر اسميهما، في أعقاب التعاون الناجح لشركة الأدوية الأمريكية مع "ليجيند بايوتيك"، وهي شركة تأسست في الصين في 2014 لكن يقع مقرها الرئيس الآن في نيوجيرسي. عملت الشركتان معا على علاج السرطان القائم على الخلايا الذي تمت الموافقة عليه من قبل الجهات التنظيمية الأمريكية الأسبوع الماضي.
كثير من مجموعات الأدوية الأمريكية الكبيرة الأخرى، بما في ذلك "إيلي ليلي" و"آب في" و"أمجين" أبرمت اتفاقيات مماثلة خلال العامين الماضيين، حيث تسعى شركات الأدوية الغربية بشكل متزايد إلى الحصول على تراخيص للعلاجات ذات الإمكانات العالية من الشركاء الصينيين لبيعها في أسواق أخرى.
بيتر ليبويتز، رئيس قسم الأورام العالمي في "جونسون آند جونسون"، قال لـ"فاينانشيال تايمز"، "إنه قبل 2015، في الأيام الأولى، ركزت شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية على ابتكار إصدارات أفضل قليلا من الأدوية الموجودة"، مضيفا "الآن، على الرغم من ذلك، هناك ابتكار حقيقي في الصين".
وقال "نحن نبحث دائما عن فرص في الصين، لكن هناك عدة منها الآن وسنمارس الضغط من أجل إتمام الصفقات المحتملة".
في الفترة بين تموز (يوليو) 2020 وتموز (يوليو) 2021، أبرمت شركات صناعة الأدوية الغربية عشرات من صفقات الترخيص الرئيسة مع شركات التكنولوجيا الحيوية الصينية، يبلغ متوسط قيمة الصفقة 900 مليون دولار، وفقا لما ذكرته "ماكينزي" للاستشارات الإدارية.
قالت "ماكينزي"، "إن القيمة السوقية لمجموعات الأدوية الحيوية الصينية المدرجة في بورصات هونج كونج وشنغهاي وناسداك قفزت من ثلاثة مليارات دولار في 2016 إلى 240 مليار دولار اليوم، على الرغم من التصحيح الحاد في أسهم التكنولوجيا الحيوية العالمية في 2021.
قال بروس ليو، رئيس قسم علوم الحياة في الصين في شركة سايمون كوشري آند بارتني للاستشارات، "إن الدور المركزي للبلاد في سلسلة إمداد الأدوية - حيث تنتج نحو ثلث المكونات الصيدلانية الفعالة في العالم - ساعدها على تشكيل دور جديد باعتبارها مركزا لابتكارات الأدوية".
قال ليو "إن بكين قدمت حوافز للعلماء الصينيين في الخارج للعودة إلى دعم الأعمال المحلية". في الوقت نفسه، أضاف أن "التغيير في قواعد الإدراج في بورصة هونج كونج في 2018 - الذي سمح لشركات الأدوية التي ليس لديها إيرادات للوصول إلى رأس المال العام - أدى إلى انفجار في الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية".
قواعد الإدراج في بورصة هونج كونج أدت إلى انفجار الاستثمار في التكنولوجيا الحيوية
اتجه صناع الأدوية الغربيون إلى الصين على الرغم من التوترات الجيوسياسية والعقبات اللوجستية الناجمة عن كوفيد - 19 والمخاوف التي أعرب عنها المنظمون الأمريكيون بشأن جودة بعض طلبات الموافقة على الأدوية التي تعتمد فقط على التجارب السريرية في الصين.
صوتت لجنة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الشهر الماضي ضد التوصية بالموافقة على علاج لسرطان الرئة طورته "انوفنت بايولوجكس" و"ايلي ليلي" لأن التجربة أجريت في الصين على سكان أقل تنوعا عرقيا مقارنة بالولايات المتحدة.
قال ينج هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة ليجيند بايوتيك، "إن إدارة الغذاء والدواء تريد التأكد من أن بيانات التجارب السريرية مناسبة لسكان الولايات المتحدة"، وقال "إن شركتي جونسون آند جونسون وليجيند أجريتا مشاورات واسعة مع إدارة الغذاء والدواء بشأن تجاربهما، التي أجريت في البداية في الصين ثم توسعت لاحقا إلى الولايات المتحدة واليابان".
قال هوانج "نحن فخورون بأن نكون الرواد لتحقيق بعض الاكتشافات العلمية المتقدمة في الصين وتطوير ذلك في الولايات المتحدة".
وقال "إن الاستثمار المتزايد في القطاع الصيني للتكنولوجيا الحيوية يولد إنجازات علمية وفرصا للتوسع في الولايات المتحدة، وهي أكبر سوق للأدوية في العالم".
علاج كارفيكتي Carvykti من "جونسون آند جونسون" و"ليجيند" عبارة عن علاج Car-T "علاج المستقبلات الخيمرية للخلايا التائية"، الذي يعمل عن طريق استخراج خلايا دم المريض، وإعادة هندستها في المختبر حتى تتمكن من التعرف على السرطان والقضاء عليه ثم إعادة إدخالها في الجسم.
تجري الصين تجارب سريرية في مجال علاج Car-T المناعي أكثر من أي دولة أخرى، مع 492 دراسة مسجلة، مقارنة بـ362 في الولايات المتحدة و274 في أوروبا، وفقا لقاعدة بيانات جمعتها شركة بيكون تارقتد ثيرابي.
قال رود وونج، كبير مسؤولي الاستثمار في "آر تي دبليو"، وهو صندوق رعاية صحية مقره نيويورك مع بعض الاستثمارات الصينية، "إن علاج سرطان خلايا الدم البيضاء الخاص بـ(ليجيند بايوتيك) كان علاجا قادرا على المنافسة عالميا وجزءا من الموجة الأولى من الابتكار الصيني الذي يركز على علاجات السرطان".
يتوقع أن تنتج شركات الأدوية الصينية أنواعا أخرى من الأدوية المبتكرة التي تعالج مشكلات صحية أخرى تؤثر بشكل غير متناسب في السكان المحليين في البلاد، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
قال بروس ليفين، أستاذ العلاج الجيني للسرطان في جامعة بنسلفانيا، "إن وتيرة دخول العلاجات الصينية المكتشفة إلى السوق الأمريكية ستعتمد على إجراء التجارب السريرية ومتى يتم رفع قيود فيروس كوفيد -19 الصارمة".
وقال "لدينا في الولايات المتحدة هيئة تنظيمية قائمة ومعايير جودة. يوجد في الصين بعض المستشفيات الجيدة جدا (...) وهناك مستشفيات كثيرة سيئة. إنهم لا يتابعون وضع مرضاهم".

الأكثر قراءة