بورصة شنغهاي توقف تداول عقود النيكل بعد ارتفاعها إلى مستويات غير مسبوقة
أوقفت سوق النيكل العالمية التداول الأربعاء الماضي بعد ارتفاع الأسعار الذي دفع بورصة السلع الصينية الرائدة إلى تجميد التداول في بعض أكثر عقودها نشاطا.
قالت بورصة شنغهاي للعقود الآجلة إنها علقت التداول لأكثر من نصف عقود النيكل التي تم تداولها في البر الصيني الخميس، بعد أن تجاوز ارتفاعها الحد الأقصى المسموح به لعدة أيام متتالية.
في وقت سابق من جلسة تداول الأربعاء، ارتفعت أسعار عقود النيكل في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة المعيارية في الصين 17 في المائة، لتصل إلى أكثر من 42 ألف دولار للطن بعد تحركات غير مسبوقة في بورصة لندن أدت إلى وقف التداول الذي كان من المتوقع أن يستمر حتى الإثنين على أقرب تقدير.
الارتفاع الحاد في الأسعار دفع قطب معادن صيني بارز يتمتع بمركز مهيمن في السوق للعثور على مزيد من السيولة لتغطية رهاناته على أن السوق ستنخفض، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
في نهاية 2021، بدأ يرتفع سعر النيكل، وهو المعدن المستخدم في البطاريات التي تشغل السيارات الكهربائية، بسبب زيادة الطلب من شركات صناعة السيارات. تسارع الارتفاع في الأسابيع الأخيرة وسط مخاوف من تعطل الإمدادات من روسيا بعد العملية العسكرية في أوكرانيا قبل أسبوعين. من الجدير بالذكر أن روسيا هي أكبر منتج عالمي للنيكل عالي الجودة.
لاحظت بورصة شنغهاي "تقلبات عنيفة" بالفعل في الأسواق الخارجية، وفرضت رسوم تداول أعلى على المعدن هذا الأسبوع، في محاولة لتخفيف التقلبات - من خلال حث المشاركين في السوق على "الاستثمار بعقلانية والحفاظ بشكل مشترك على سلاسة عمليات السوق".
قال بروس بانج، رئيس قسم الأبحاث في مصرف تشاينا رينيسانس الاستثماري، "مسؤولون في البورصة يرون أن هذا مناسبا بسبب حالة عدم اليقين التي تظهرها الأسواق الخارجية - ربما كان من الأفضل الانتظار حتى تصبح الأسواق الخارجية أكثر استقرارا قبل إعادة إطلاقها".
أضاف بانج أنه على الرغم من وجود بعض عقود النيكل المتبقية في بورصة شنغهاي التي كان لا يزال من الممكن تداولها خلال جلسة الخميس، إلا أن رسالة المنظمين إلى أي متداول يرفع الأسعار كانت واضحة، "توقف، أو سنوقفك".
استجاب المتداولون لتجميد التداول في بورصة شنغهاي من خلال التخلص الفوري من أي عقود آجلة للنيكل يمكن بيعها بمجرد بدء جلسة التداول في السوق، الأمر الذي أدى إلى انخفاض كل العقود المتبقية تقريبا بالحد الأقصى المسموح به عند الافتتاح.
قالت بورصة لندن للمعادن إن تداول عقود النيكل لن يستأنف حتى الأسبوع المقبل على الأقل - حتى ذلك الحين، سيتعين عليها فرض تدابير طارئة لضمان وجود سوق منظمة. تشمل تلك التدابير تحركات أسعار عقود النيكل بحد أقصى 10 في المائة.
تدرس بورصة لندن للمعادن آلية لتقليل المراكز المكشوفة الكبيرة في السوق قبل استئناف التداول كذلك. قد يتضمن ذلك "المقاصة" بين مراكز الدائن والمكشوفة الكبيرة.
في الثلاثاء، اضطرت البورصة البالغة من العمر 145 عاما، التي تحدد الأسعار العالمية للمعادن الصناعية، إلى وقف جميع عمليات تداول النيكل بعد أن تضاعفت الأسعار إلى مستوى قياسي أعلى من 100 ألف دولار للطن.
جاء الارتفاع الاستثنائي في الأسعار عندما تعرض الملياردير شيانج جوانجدا، مؤسس مجموعة تسينغشان القابضة الرائدة في صناعة الفولاذ المقاوم للصدأ والنيكل في الصين، لضربة جراء انخفاض الهامش عن الحد الأدنى المسموح به وحاول إغلاق رهان خاطئ على أن أسعار النيكل ستنخفض من خلال شراء عقود بورصة لندن للمعادن.
أدى شراؤه إلى ارتفاع الأسعار الذي أدى بدوره إلى زيادة انخفاضات الهامش - مطالب بأموال إضافية لتغطية الخسائر في العقود الآجلة - عبر السوق. نتيجة لذلك اضطر كثير من أصحاب عقود النيكل الأصغر إلى إعادة شراء مراكزهم، الأمر الذي أدى إلى تفاقم ارتفاع الأسعار.
الثلاثاء، صرح شيانج لوسائل إعلام محلية أن تسينجشان لم تكن لديها مشكلات في حيازاتها من عقود النيكل أو في عملياتها. ذكرت "بلومبيرج" الأربعاء أن الشركة حصلت على قروض من مصارف من بينها جيه بي مورجان ومصرف الإعمار الصيني للمساعدة على تلبية المطالبات المتعلقة بانخفاض الهامش. يعتقد متداولون أن شيانج يجثم على مليارات الدولارات من الخسائر المحتملة على الورق.
يستخدم منتجو المعادن وكبار المستهلكين الصناعيين للمواد الخام بورصات العقود الآجلة لتحديد أسعار السلع التي يتداولونها. تعليق تداول النيكل في بورصتي لندن وشنغهاي سيرسل صدمات عبر سلاسل الإمداد العالمية.
دافع ماثيو تشامبرلين، الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته لبورصة لندن للمعادن، عن قرار تعليق التداول، قائلا إن بعض أعضائها الصغار كانوا سيجدون صعوبة في مواصلة العمل.
لكن تنفيذيي التداول ومديري الصناديق حثوا بورصة لندن للمعادن على أن تكون أكثر وضوحا ليس فقط بشأن سبب تعليق التداول، بل أيضا إلغاء جزء كبير من التداولات التي جرت الثلاثاء.
كتب كليفورد أسنس، مؤسس "إيه كيو آر"، إحدى أكبر مجموعات صناديق التحوط في العالم، على تويتر، "إلغاء الصفقات بين المتعاملين الراغبين بعد فترة طويلة من الواقعة غير مقبول. تعليق التداول هو أحد الأمور، ولكن نريد من بورصة لندن للمعادن، توضيح سبب استمرار الأشخاص في التداول معكم إذا كان بإمكانكم إلغاء معاملاتهم بعد إتمام الصفقة لأسباب غامضة خاصة بكم؟".
هناك قلق بشأن إمكانية العدوى في أسواق العقود الآجلة الأخرى. بين عشية وضحاها، قالت شركة آي سي إي كلير يوروب - أكبر مركز مقاصة للسلع في المنطقة - إنها ستطبق متطلبات هامش أعلى على مجموعة من الأسواق، بداية من الغاز إلى الفحم.