البيت الأبيض يرفع توقعاته للعجز في الميزانية بنحو 90 مليار دولار
رفع البيت الأبيض توقعاته للعجز في الميزانية لعامي 2009 و2010 بنحو 90 مليار دولار لكل منهما مما يدل على الإنفاق الذي تقوم به إدارة الرئيس باراك أوباما لمكافحة الأزمة الاقتصادية. وجاء ذلك في إطار الميزانية التي بلغت 3,6 تريليون دولار.
وكشفت الإدارة عن توقعاتها الجديدة للميزانية الفدرالية الحكومية للعام المالي 2010 والذي يبدأ في تشرين الأول (أكتوبر) بعد أسبوع من إعلانها اقتطاعات بقيمة 17 مليار دولار لبرامج حكومية وذلك بهدف خفض العجز.
وأظهرت البيانات الجديدة أن إنفاق الحكومة الفدرالية لعام 2010 سيزداد إلى 3,591 تريليون دولار مع عائدات تقدر بنحو 2333 تريليون دولار مما ينتج عنه عجز في الميزانية بمقدار 1,258 تريليون دولار.
كما أظهرت البيانات ميزانية بقيمة 3,998 تريليون دولار لعام 2009 بعجز مقداره 1,841 تريليون دولار أي بنحو 90 مليار دولار أعلى من التقديرات السابقة. وكانت التقديرات السابقة تتوقع عجزا بقيمة 1,750 تريليون دولار للعام المالي 2009 الذي ينتهي في 30 أيلول (سبتمبر)، ثم انخفاض بقيمة 1,171 تريليون دولار لعام 2010.
ووضعت إدارة أوباما اللمسات الأخيرة على ميزانية عام 2010 التي تبلغ قيمتها نحو 3.6 تريليون دولار، ووفقا للملخصات الصادرة عن الحكومة الفيدرالية فإن الميزانية بشكلها الحالي تتضمن عجزا مقداره 258.1 تريليون دولار وهو ما يساوي 12.9 في المائة من الناتج القومي الإجمالي.
وبينت الملخصات أن ميزانية عام 2009 أيضا تضمنت عجزا قيمته 1.841 تريليون دولار، حيث أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن الصورة القاتمة للعجز سببها ضعف العائدات من الضرائب بسبب الأزمة الاقتصادية وزيادة تكلفة برنامج الرعاية الاجتماعية الناتج عن ازدياد عدد العاطلين عن العمل.
بينما أعطى الكونجرس موافقته على الخطوط العريضة للميزانية إلا أن بعض المعتدلين من الديموقراطيين وبعض الجمهوريين عبروا عن قلقهم بسبب مستوى العجز فيها.
وكان الرئيس الأمريكي قد قدم نسخة هيكلية من الميزانية في شباط (فبراير) الماضي بقيمة 3.55 تريليون دولار، إلا أن البيت الأبيض عدلها لتصبح نحو 3.6 تريليون دولار، وكان أوباما قد قال الأسبوع الماضي إن بإمكانه توفير نحو 17 مليار دولار إلا أن مجمل التوفير لم يتجاوز 1 في المائة من قيمة الميزانية لعام 2010.
وكان أعضاء الكونجرس الأمريكي قد وافقوا في نيسان (أبريل) الماضي على مشروع موازنة بقيمة 3.5 تريليون دولار لعام 2010 وهو ما يعكس بشكل كبير أولويات الرئيس باراك أوباما للبلاد. ووافق على المشروع 233 نائبا في مجلس النواب مقابل اعتراض 169 نائبا بما يتماشى مع الخطوط الحزبية ويأتي أيضا بعد أسابيع من جدال استقطب أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري وكشف عن خلافات عميقة بين الأغلبية الديمقراطية والمعارضة الجمهورية بشأن كيفية إعادة تنشيط الاقتصاد. ووافق 55 عضوا في مجلس الشيوخ مقابل اعتراض 43 عضوا على نسخة مختلفة بشكل طفيف لمشروع موازنة عام 2010، وهو ما سيتطلب من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ التوصل إلى حل وسط خلال الأسابيع المقبلة.