"سي إن إن" تراهن بـ 350 مليون دولار على البث قبل استحواذ "ديسكفري"
سارعت شركة وارنر ميديا لإطلاق خدمة البث سي إن إن بلس قبل الاستحواذ المخطط عليها من قبل شركة ديسكفري، حيث راهنت على المستقبل الرقمي للقناة الإخبارية بقيمة 350 مليون دولار ذلك الرهان الذي لم يتم الكشف عنه في الأصل لمالكها المستقبلي.
قرار "وارنر" إطلاق الخدمة من المحتمل أن يترك ديفيد زاسلاف، رئيس شركة ديسكفري، محملا بتكاليف إضافية في وقت يتعرض فيه بالفعل لضغوط من أجل تقليص عبء ديون مجموعة وارنر-ديسكفري البالغة 55 مليار دولار.
في 2022، أذن جيسون كيلار، الرئيس التنفيذي لشركة وارنر الأم لقناة سي إن إن، لإدارة "سي إن إن" بالمضي قدما في استثمار نحو 350 مليون دولارلإنشاء خدمة البث، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر. قال هؤلاء الأشخاص إن هذه الميزانية، التي تم تحديدها بعد الموافقة على الاندماج في أيار (مايو) الماضي، تضيف بشكل كبير إلى خطط الإنفاق الواسعة للشركة التي تشاركتها "وارنر" في البداية مع "ديسكفري".
قال شخصان مطلعان على الأمر إن كيلار دفع بخطط طموحة بشأن "سي إن إن بلس" حتى عندما كان يعلم أنه من المرجح أن يغادر الشركة عند إتمام الصفقة البالغة 43 مليار دولار.
قال أحد المسؤولين التنفيذيين في "سي إن إن"، "طلب منا كيلار أن نواصل العمل. السؤال هو، ما هو التزام شركة ديسكفري بالأمر؟".
يعد إطلاق خدمة البث إحدى أكبر المقامرات الاستراتيجية لشركة سي إن إن منذ أن أطلق تيد تيرنار الشبكة في 1980 باعتبارها أول قناة إخبارية تعمل على مدار 24 ساعة. إضافة إلى التحدي المتمثل في إثبات دراسة الجدوى التجارية، يواجه المشروع حالة من عدم اليقين من الاضطرابات بعد أن استحوذت شركة ديسكفري على الشركة الأم، ما قد يعيد ضبط منهجية البث.
من المقرر أن يتم إطلاق "سي إن إن بلس" في وقت ما من هذا الشهر، في حين من المتوقع إتمام دمج ديسكفري-وارنر بعد ذلك بوقت قصير في نيسان (أبريل). وصف أحد المطلعين الوضع بأنه "سباق إلى خط النهاية" بالنسبة إلى شبكة سي إن إن بلس.
أثناء صياغة استراتيجية بث أوسع للشركة المدمجة، التي سيطلق عليها "وارنر بروز ديسكفري"، يجب على زاسلاف أن يقرر ما إذا كان سيواصل الاستثمار في مستقبل "سي إن إن"، الذي يعتمد على منصة تكنولوجية منفصلة من "إتش بي أوه ماكس"، وهي خدمة "وارنر" الرئيسة.
خصصت "وارنر" نحو نصف مليار دولار إجمالا لـ"سي إن إن بلس"، بما في ذلك نحو 90 مليون دولار العام الماضي وميزانية تبلغ نحو 350 مليون دولار هذا العام، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر. حذر هؤلاء الأشخاص من أن هذه التقديرات يمكن أن تتغير اعتمادا على ما إذا كان يتم تضمين التسويق وأنواع التكاليف الأخرى في السجل.
في حين تم إبلاغ "ديسكفري" بخطط الإنفاق المحدثة من "وارنر" لهذا العام، لم يتم بعد مشاركة خطة العمل الكاملة لشبكة سي إن إن بلس.
قال أحد ممثلي "سي إن إن"، "كانت سي إن إن بلس تحت الإعداد قبل أيار (مايو) 2021، عندما أعلنا صفقتنا مع شركة ديسكفري. كما هي الحال مع أي صفقة بهذا الحجم، كانت هناك عناية واجبة شاملة. خلال هذه العملية، كشفنا عن شبكة سي إن إن بلس. منذ ذلك الحين، تم إنجاز استراتيجية التوجه إلى السوق، ونحن متحمسون لإطلاقنا المقبل. أي إشارة إلى أن خطتنا واستراتيجيتنا لجلب شبكة سي إن إن بلس إلى السوق كانت غير مناسبة هي إشارة خاطئة".
سيتولى زاسلاف إدارة "سي إن إن" في وقت مضطرب. قام جيف زوكر، رئيس "سي إن إن" لفترة طويلة، بمغادرة الشركة بشكل مفاجئ الشهر الماضي. أعرب بعض الموظفين عن غضبهم من الموقف.
قال أحد المسؤولين التنفيذيين في "سي إن إن"، "الروح المعنوية في الحضيض بالفعل. إذن، كيف إذا أتيت وقررت كخطوة أولى أن توقف، أو تغير، أو تؤخر مشروع سي إن إن بلس؟هذا قرار معقد للغاية بالنسبة إلى شركة ديسكفري". رفضت شركة ديسكفري التعليق.
اختارت "وارنر" هذا الأسبوع كريس ليخت، المنتج المنفذ لبرنامج كولبير شو الذي يعرض على "سي بي إس"، ليحل محل زوكر بعد انتهاء "ديسكفري" من صفقة الاستحواذ.
قال زاسلاف، في مكالمة هاتفية بشأن الأرباح الأسبوع الماضي، "سنجلس على المدى القريب ونناقش خطة عمل حقيقية مع الأشخاص في سي إن إن وسي إن إن بلس. لم نفعل ذلك بعد".
كما أشاد بقناة سي إن إن لتغطيتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. "عندما (...) تنظر إلى القنوات الإخبارية الأخرى حيث يجلس الناس خلف مكاتبهم ويقدمون آراءهم حول ما يحدث، هناك شبكة إخبارية على أرض المعركة مع صحافيين يرتدون سترات واقية من الرصاص وخوذات ويفعلون أفضل ما يفعله الصحافيون، وهو الكفاح من أجل قول الحقيقة في الأماكن الخطرة".
كانت "سي إن إن" تقوم بإعلانات مثيرة للجدل في الأشهر القليلة الماضية لإثارة الحماس حول إطلاق "سي إن إن بلس". كلفت الشركة نجومها، مثل أندرسون كوبر ودون ليمون، بالقيام بعروض، ووظفت أشخاصا من الخارج مثل أليسون رومان، المؤثرة الطاهية، وكريس والاس، مذيع قناة فوكس نيوز السابق.
القنوات الإخبارية التلفزيونية بما في ذلك "سي إن إن"، و"إم إس إن بي سي" و"فوكس نيوز" تمتعت بتصنيفات قياسية خلال رئاسة ترمب، لكن أعداد المشاهدين انخفضت مع هدوء الدورة الإخبارية. هذه الشركات تواجه أسئلة أوسع نطاقا حول طريقة تكييف أعمالها مع انتقال التلفزيون إلى خدمات البث عبر الإنترنت.