تحفيز المستفيد

تفقد كثير من المبادرات فرصتها لتحقيق الأهداف في الوقت المناسب أو الخروج بنتيجة "حتى". الأسباب كثيرة، لكن من المهم التركيز على نقاط معينة في هذا الاتجاه. من المهم التركيز على عناصر قد تخفى على التقنيين أو المختصين في مجال المبادرة نفسها سواء كانت علمية أو هندسية أو إدارية أو اقتصادية.
من أهم عناصر النجاح في تحقيق أهداف أي مبادرة أو محاولة للتطوير أو التغيير، هو إيحاد بيئة تشجع ما يمكن أن ينتج عن هذه المبادرات. جهل أصحاب العلاقة بالمبادرة "ولنسميهم المستفيدين" بما سيجنونه في النهاية، يؤدي إلى البحث عن السلبيات في المبادرة، بل ويساعد على إيجاد الضبابية التي تسمح بظهور الاعتراضات التي ينتهجها كثير من الناس عند النظر في المفاهيم أو التوجهات الجديدة.
ما يتداوله الناس في هذه الأيام من مخاطر التقنية على الوظائف وفرص عمل البشر واحد من الأمثلة المهمة التي يمكن مناقشتها والبحث فيها لبناء مفهوم جديد لدى المستفيد حيال حياته، وما يمكن أن يباشره من الوظائف في قادم الأيام. يؤثر هذا التوجه في استيعاب الخطط الطموحة في مجال تقنية المعلومات، فمن الأولى أن تكون هناك خطة إعلامية واسعة الانتشار توضح المستقبل وما يمكن أن يحصل عليه المستفيد من الوظائف والتخصصات التي ستصبح جزءا من حياة الناس.
هناك كثير مما يمكن أن يناقش ويوضح في المجال ومن المهم أن يأخذ القادة على مختلف مستوياتهم المشهد العام وردود الأفعال المحتملة في الحسبان، قبل أن يبدأوا في تخطيط عمليات التغيير ـ خصوصا تلك التي تتعلق بمصالح ومستقبل الإنسان ـ حيث إن هذا هو ما يمكن أن يؤدي إلى إيجاد الدعم والتحفيز لتحقيق الأهداف من قبل الفئات المستهدفة بالتغيير.
أقول هذا بعد أن تابعت على شاشة التلفزيون السعودي مقابلة مع مسؤول أكد فيها أن عدم وضوح أهداف إدارته وعدم ضمان الدعم من الأغلبية المستفيدة من التغيير الذي كان ينوي إحداثه، تسبب في تأخير إنجاز الأعمال وسمح بانتشار شائعات لا علاقة لها بواقع الحال، حيث استغل مخالفو توجه الإدارة عمليات التغيير منذ بدايتها بالتشكيك والتبرير غير المنطقي الذي لا يمت لأهداف الإدارة بصلة، بل ويعاكس كل ما تريد الإدارة تحقيقه للمستفيدين من خدماتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي