لماذا تفقد حكمة من هم في الخمسينات قيمتها؟
هذه أوقات عصيبة على من هم في الخمسينات من العمر. ربما كانوا دائما كذلك، لكن من الواضح أن المشكلة أصبحت أكثر خطورة عندما انضممت إلى المجموعة. ليس فقط لأن هذا العقد الذي ندرك فيه أن تيار المجتمع لم يعد معنا، ولكن فجأة أصبحت حكمة الأعوام التي عشناها غير مرغوب فيها بشكل محير. فقط عندما نكون مستعدين أخيرا لتوزيع اللآلئ المتراكمة لدينا على هذا الجيل معدوم الحيلة المسمى "رقائق الثلج"، نجد أنهم لسبب ما لا يقدرون آراءنا.
هذا أمر يصعب تقبله. بالطبع تمردنا على التقاليد الكئيبة للجيل الذي سبقنا، لكن ذلك كان مختلفا. لم يقل أحد أي شيء عن كونها دورة حياة. لقد نشأنا مضطرين على الأقل إلى التظاهر بالاستماع إلى آراء من هم في الخمسينات لكن كنا ندرك أنه "سيحين وقتك". حسنا، لقد حان الآن، ما المشكلة؟ مع انهيار الاحترام - تغيير مجتمعي آخر أصبحنا نكرهه فجأة - هؤلاء الأشخاص الذين لم يتجاوزوا العشرينات والثلاثينات من العمر يرفضون حكمتنا، ولديهم آراؤهم الخاصة في المكتب وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أنها بطريقة ما موجهة ضدنا كما لو أننا، لا أعلم، دمرنا اقتصادهم وآفاقهم وكوكبهم.
هناك صعوبة أخرى تتمثل في أن الأشخاص في الخمسينات من العمر لا يزالون يشعرون بأنهم شباب "باستثناء ربما عندما تضع الحكومة قوائم أولوية الحصول على لقاحات كوفيد". نقلد ملابس أطفالنا "وإن كان ذلك في الملابس المريحة" وتعجبنا الموسيقى التي يسمعونها "هل تعجبك؟ من الواضح أنني لست كذلك". لكن بينما لا نزال نشعر بالتواصل والأهمية، إلا أن قيمنا وغرائزنا وآفاقنا تنتمي إلى عصر مختلف بشكل ملحوظ. بالنسبة إلى جميع التغييرات الاجتماعية الشاملة، كان عالم آبائنا مشابها بشكل ملحوظ للعالم الذي اتجهنا إليه.
لكن أي شخص يزيد عمره على 50 عاما عاش نصف حياته على الأقل دون إنترنت وأكثر من نصف حياته دون وسائل التواصل الاجتماعي أو خدمات البث. لا يتوقع أن يتمتع الجيل الصاعد اليوم بالتقدم الوظيفي الخطي أو معاش التقاعد من الشركة. قد لا يفهمون عبارات من فيلم كازابلانكا ويجدون صعوبة في فهم مجموعة تسجيلات، فضلا عن سبب امتلاكهم دائما كتاب "حرب العوالم" The War of the Worlds من تأليف جيف واين. يمكننا أن نتعلم روح العصر الخاصة بهم، لكننا لا نعيشها.
لذلك، بينما يوجد دائما دور للأشخاص ذوي الخبرة، خاصة في العمل، نحتاج إلى توخي الحذر بشأن تقديم نصائح غير مرغوب فيها لمن هم أصغر منا 25 ـ 30 عاما. كل هذا يقودني إلى كيرستاي ألسوب، مقدمة برامج تلفزيونية تشتهر ببرامج عقارات تعرض على القناة الرابعة، أبدت رأيها أخيرا في الشباب الذين يكافحون من أجل شراء منزل. "أشعر بالغضب عندما يقول الناس إنهم لا يستطيعون شراء منزل. بل يستطيعون. لكن عليهم أن يتحركوا. أعلم أن هناك كثيرين لا يملكون المال الكافي لشراء منزل، لكن بعضهم ليس على استعداد لتقديم التضحيات. عندما اشتريت عقاري الأول، سافرت إلى الخارج، لم يكن هناك أسلوب حياة إيزي جيت والقهوة وصالة الألعاب الرياضية ونتفليكس".
هذا، بالطبع، هو نوع الحب القاسي الذي يستقبله جيدا الذين لم يعودوا بحاجة إليه. مجموعة كبيرة من جيل ألسوب تستمتع أكثر قليلا بقول ذلك مباشرة إلى المبذرين الشباب. هذا صحيح، أيها المتسكعون الشباب، توقفوا عن التذمر بشأن الأسعار في لندن، انتقلوا إلى بوتل "بلدة في إنجلترا" مثلما نفعل.
مع ذلك، فإن قراءة ملاحظاتها سلطت الضوء على الصراع من أجل من هم في الخمسينات مثلي. كان ردي الأول نوعا من الإقرار، نعم، كان علي أن اخفض الإنفاق لتوفير المال لإيداع الدفعة الأولى الخاصة بي. لكن هذه هي البصيرة الاجتماعية لصحيفة "ديلي إكسبريس". في حين أن هناك بلا شك بعض الشباب العاجزين، إلا أن معظم أصحاب المنازل المحتملين لا يحتاجون إلى هذه التنازلات. امتلكت ألسوب أول شقة سكنية خاصة بها وهي في عمر 21 عاما. في الوقت الحالي، يتجاوز متوسط عمر المشتري لأول مرة 30 عاما، وهذا ليس لأن الجميع يذهبون إلى "ستاربكس".
كان هذا مجرد مثال واحد حديث على امتعاض من هم في الخمسينات. لكن بمجرد أن نصل إلى عمر معين، فإن الدروس المستفادة المتعلقة بطريقة عيشنا نستخدمها بقدر استخدام والدي ذكرياتهما المتعلقة بترشيد الطعام. إن خبراتنا في مراحل الحياة الرئيسة ذات أهمية متناقصة حتى غير مرحب بها إذا استخدمناها لمساعدة جيل الألفية. كانت هذه الفجوة واضحة بشكل خاص في منتصف الجائحة بالنسبة إلى القادرين منا على التعامل بسهولة مع الإغلاق، بينما كان الزملاء الأصغر سنا يكافحون من أجل تعليم أطفالهم.
لقد ولت المواقف التي كانت مصدر جزء كبير من نشأتنا، سواء وافقنا على ذلك أم لا. الجيل الحالي لا يرى نفسه على أنه "رقائق ثلج" لأنه لم يعد يفكر في أن أفضل طريقة للتعامل مع القلق أو العنصرية أو إهانة الناس هي "الصمت" والمضي قدما. إنهم لا يرتبطون بحشد "النضال" الذي يعتقد أن التعامل مع المتحرشين هو مجرد شيء آخر تحتاج النساء إلى معالجته بأنفسهن.
في العمل والتكنولوجيا والعلاقات، هناك يقين اجتماعي أقل مما كان عليه قبل 50 عاما. بينما لا تكون النظرة القديمة إلى العالم في بعض الأحيان خاطئة تماما، إلا أن المشكلة تكمن في أنها ليست صحيحة تماما.
لذلك، هنا نصيحة واحدة، ليست للأجيال الأخرى بل لجيلي، إذا كانت نصيحتك، سواء ضمنية أو صريحة، تحتوي على عبارة "في زمني"، فالاحتمالات هي أن زمن نشر الحكمة الخاص بك قد ولى بالفعل.