على وقع الأزمة الأوكرانية .. النفط قرب 100 دولار بارتفاع 28 % منذ مطلع العام
سجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها خلال أكثر من سبعة أعوام، بعد أن بلغت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم نيسان (أبريل) مستوى 99.5 دولار، وهو أعلى سعر منذ أيلول (سبتمبر) 2014، كما ارتفع النفط الأمريكي (WTI) إلى 96.5 دولار نتيجة التوترات الجيوسياسية المتعلقة بأزمة أكرانيا، إضافة إلى زيادة الطلب في فصل الشتاء والحاجة إلى التدفئة.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، ارتفع خام برنت منذ مطلع العام الجاري بنحو 28 في المائة، مقارنة بنهاية 2021 عند مستوى 77.8 دولار، كما ارتفع الخام الأمريكي بالنسبة نفسها، كونه أغلق عند 75.2 دولار نهاية العام الماضي.
وصعد خام برنت 523 في المائة عن أدنى سعر، بالتزامن مع تفشي جائحة كورونا المسجل في 22 نيسان (أبريل) 2020 عند نحو 16 دولارا، بينما قفز الخام الأمريكي 858 في المائة عن أدنى سعر خلال اليوم ذاته، المسجل نحو عشرة دولارات.
وتشير توقعات عديد من البنوك العالمية إلى توجه أسعار النفط لمزيد من الارتفاعات، بما قد يتجاوز مستوى 100 دولار للبرميل.
وبجانب الأزمة الأوكرانية، ارتفعت أسعار النفط أخيرا بسبب تنامي الطلب على الوقود وتراجع مخزونات الخام الأمريكية، وبرودة الشتاء.
وجاء الارتفاع المتواصل لأسعار النفط منذ مطلع 2021 نتيجة أسباب عدة، منها امتثال دول تحالف "أوبك +" لحصصها في اتفاق خفض الإنتاج 100 في المائة وأكثر في الأشهر الأخيرة.
ورافقه خفض المملكة إنتاجها من النفط بنحو مليون برميل يوميا لتحقيق استقرار السوق، إضافة إلى تسارع توزيع اللقاحات عالميا، ما يزيد التفاؤل بعودة أسرع للأوضاع الطبيعية قبل تفشي كورونا.
وارتفعت أسعار النفط العالمية خلال 2021 بنسبة 50 في المائة، حيث وصل سعر البرميل للعقود الآجلة لخام برنت إلى 77.8 دولار للبرميل، مقابل 51.8 دولار سعره بنهاية 2020، على الرغم من مخاوف متحور كورونا أوميكرون، الذي أثار قلق الأسواق نهاية العام.
وإغلاق النفط في 2021 هو الأعلى خلال ثمانية أعوام، أو منذ أن أنهى 2013 عند مستوى 110.8 دولار للبرميل.
وتعد نسبة الارتفاع المسجلة خلال 2021، هي أسرع وتيرة خلال 12 عاما، أو منذ 2009، حينما صعد 71 في المائة.
واستمر تحالف "أوبك+" في استراتيجيته المتفق عليها برفع إنتاج الخام بوتيرة شهرية 400 ألف برميل يوميا حتى شباط (فبراير) 2022، في مسعى لإعادة الإمدادات، التي تم سحبها من السوق في العام الماضي إبان ذروة الوباء، إذ يرى أنه لا يوجد نقص في المعروض العالمي من الخام يستوجب زيادة أكبر في الإنتاج.
وفي مطلع أيار (مايو) 2020، بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك +" على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بدءا من تموز (يوليو) حتى نهاية 2020.
ولاحقا تم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022.
وحدة التقارير الاقتصادية