أسواق الأسهم المتقلبة تقف في طريق شركات تخطط للطرح العام

أسواق الأسهم المتقلبة تقف في طريق شركات تخطط للطرح العام
لا تزال هناك مجموعة قوية من الشركات مهتمة بطرح أسهمها للاكتتاب العام بمجرد أن تهدأ الأسواق.

كثير من الشركات الأمريكية، التي تسعى إلى الحصول على رأسمال جديد تتجه إلى الاستثمارات الخاصة أو تبحث عن مشترين محتملين في حين تقف أسواق الأسهم المتقلبة في طريق طرح أسهمها للاكتتاب العام.
أدى انخفاض التقييمات، وتقلبات السوق غير المتوقعة إلى انخفاض حاد في نشاط الإدراج، الذي يعتقد الخبراء أنه سيستغرق عدة أشهر للتعافي، لكن عمليات جمع الأموال من القطاع الخاص مستمرة بوتيرة تكاد تكون قياسية.
انخفض مؤشر الأسهم القياسي ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 5 في المائة منذ بداية العام، وكانت الشركات عالية النمو، التي تهيمن على الاكتتابات العامة الأولية الأشد تضررا بشكل خاص. جميع أسهم الاكتتابات العامة الأولية الكبرى تقريبا في 2021 تراجعت بشكل كبير عن مستوياتها المرتفعة في وقت مبكر، مع انخفاض كثير منها بما في ذلك "ريفيان" و"بومبل" أكثر من 50 في المائة.
على الرغم من أن الأسواق استعادت بعض خسائرها خلال الأسبوع الماضي، إلا أن مدى التقلبات الأخيرة- تحرك مؤشر ستاندرد آند بورز أكثر من 1 في المائة في كلا الاتجاهين في ثلث أيام التداول هذا العام- يعني أن قلة من المستشارين يتوقعون انتعاشا سريعا في أحجام الاكتتاب العام.
قال ديريك دوستال، شريك أسواق رأس المال في شركة ديفيس بولك للمحاماة: "كل شيء معلق في الوقت الحالي". "تستغرق الجولة التقليدية من أسبوع إلى أسبوعين- من يريد السفر لمدة أسبوعين في حين أن السوق في كل مكان؟".
هذا العام، تمكنت 13 شركة فقط من جمع 2.1 مليار دولار في الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة، وفقا لبيانات من "ديلوجيك"، انخفاضا من نحو 20 مليار دولار في الفترة نفسها في بداية 2021. كثير من الصفقات تم تأجيلها خلال وقت قصير، وتسع من 13 صفقة تم إكمالها تأجلت عند الحد الأدنى لنطاقات أسعارها المستهدفة أو أقل منه. شركة واحدة فقط- شركة تي بي جي TPG للأسهم الخاصة- جمعت أكثر من 250 مليون دولار.
قال رئيس أسواق رأس المال السهمي في مصرف استثماري كبير: "الشيء الوحيد الذي تعانيه سوق الاكتتاب العام هو عدم اليقين المصاحب للتقلبات". "بشكل عام، يتم دفع الأمور إلى الربع الثاني".
بحلول الأسبوع المقبل، سيطلب من أي شركة تفشل في طرح الاكتتاب العام الأولي تقديم نتائج سنوية كاملة بدلا من أرقام للأرباع الثلاثة الأولى من 2021، ما يشكل تأخيرا عمليا إضافيا للشركات، التي خططت للإدراج في كانون الثاني (يناير).
كما انخفض عدد الاكتتابات العامة الأولية لشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة بشكل حاد، حيث تم جمع أقل من ستة مليارات دولار حتى الآن هذا العام، مقارنة بـ 26 مليار دولار في كانون الثاني (يناير) 2021. آدم فليشر، شريك في شركة كليري جوتليب للمحاماة، قال: "من الواضح أن موضة شركات الاستحواذ ذات الأغراض قد انتهت"، حيث يكافح الآن كثير من الشركات، التي تم إدراجها العام الماضي لتحقيق أهدافها.
على النقيض من سوق الاكتتابات العامة الأولية، التي تحتضر، جمعت الشركات الناشئة الخاصة الأمريكية 27.5 مليار دولار في جولة تمويل في كانون الثاني (يناير)، وفقا لبيانات من "بيتش بوك"، ارتفاعا من 14.8 مليار دولار العام الماضي.
قال شخصان مطلعان على المحادثات إن "كوهيسيتي"، وهي شركة ناشئة لإدارة البيانات في وادي السيليكون قدمت طلبا بشكل سري لطرحها للاكتتاب العام الأولي العام الماضي، ناقشت أخيرا جمع الأموال من القطاع الخاص في جولة تمويل كبيرة وتأجيل إدراجها. الشركة، التي قدر المستثمرون قيمتها 3.7 مليار دولار في آذار (مارس) من العام الماضي، رفضت التعليق.
الشركات التي لا تزال تريد طرح أسهمها للاكتتاب العام تختار إبقاء خياراتها مفتوحة من خلال ما يسمى نهج "المسار المزدوج"، حيث تستعد للاكتتاب العام الأولي، وتبحث عن شركات استحواذ محتملة في الوقت نفسه.
قال فليشر: "هذا يعني أنك لا تعتمد على مسار واحد. الثمن أن عليك الانتباه إلى عمليتين مستهلكتين بالكامل تتطلبان جهدا مضنيا". "انخفض ذلك قليلا العام الماضي لأن سوق الاكتتابات الأولية كانت محمومة للغاية، لكن الآن يختار مزيد من الأشخاص هذا الخيار احتياطيا".
أكد كثير من المصرفيين والمحامين أنه لا تزال هناك مجموعة قوية من الشركات مهتمة بطرح أسهمها للاكتتاب العام بمجرد أن تهدأ الأسواق. هذا الأسبوع، أشارت شركة آرم Arm البريطانية لصناعة الرقائق إلى آمالها في إدراجها في بورصة نيويورك، حيث قال رينيه هاس، الرئيس التنفيذي الجديد، إن توقيت الاكتتاب العام الأولي كان "مناسبا تماما".
مع ذلك، حذر بول توبمان، رئيس مصرف بي جيه تي بارتنرز PJT Partners الاستثماري، من أن تغير ظروف الاقتصاد الكلي يمكن أن يكون له تأثير طويل المدى يجعل من الصعب على الشركات جمع رأس المال.
وتوقع أن تؤدي الضغوط التضخمية، وارتفاع تكاليف العمالة، واضطرابات سلسلة التوريد، وارتفاع أسعار الفائدة إلى إيجاد "وضع طبيعي جديد" بعد أن ساعدت المستويات الاستثنائية من الدعم الحكومي الشركات على النجاة من جائحة فيروس كورونا.
قال توبمان: "ترى ذلك في بورصة ناسداك، صفقات شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة والشركات الناشئة". وأضاف: "كثير من الشركات تحت الضغط".

الأكثر قراءة