هونج كونج تكسر قبضة سنغافورة على العقود الآجلة للأسهم الصينية

هونج كونج تكسر قبضة سنغافورة على العقود الآجلة للأسهم الصينية
على الرغم من التطورات الأخيرة في هونج كونج، لا تزال سنغافورة أكبر مركز للتحوط من الأسهم الصينية.

استحوذت بورصة هونج كونج على حصتها في السوق من منافستها في سنغافورة في العقود الآجلة للأسهم الصينية، ما فتح معركة الرابح يحصل على كل شيء للسيطرة على كيفية تحوط المستثمرين العالميين من الأسهم الصينية.
إن الكفاح من أجل أن تصبح المجمع المهيمن للسيولة لما يسمى بالعقود الآجلة لأسهم A لا يضع فقط سوق أسهم هونج كونج ضد سنغافورة بل أيضا شركة بلاك روك ضد شركات الاستثمار الصينية ومزودة المؤشر فوتسي راسل ضد "إم إس سي آي"، مع تداعيات على قدرتهم التنافسية العالمية.
ارتفع عدد العقود المفتوحة في العقود الآجلة لأسهم A في هونج كونج إلى ما يصل إلى ملياري دولار منذ إطلاقها في تشرين الأول (أكتوبر). يشير الاقبال السريع إلى التحولات السابقة في السيولة المشتقة، مثل "معركة البوند" بين فرانكفورت ولندن في أواخر التسعينيات.
أسهم A هي أسهم شركات البر الرئيسي الصيني المدرجة في شنغهاي أو شينزن التي تتداول بالرنمينبي، على عكس أسهم H، المدرجة في هونج كونج التي تتداول بدولارات هونج كونج القابلة للتحويل بحرية.
بنت شركة بلاك روك، أكبر مزودة في العالم للصناديق المتداولة في البورصة، مجمعا كبيرا من الأصول يتتبع مؤشر فوتسي تشاينا إيه 50، وهو المؤشر الذي يقوم عليه عقد سنغافورة. لكن ثلاث شركات استثمارية صينية في البر الرئيس جمعت بالفعل أصولا بقيمة عشرة مليارات دولار لتتبع مؤشر إم إس سي آي تشاينا إيه 50 كونيكت الجديد الذي تستخدمه هونج كونج.
قال رئيس قسم التنفيذ لآسيا في أحد المصارف الاستثمارية في وول ستريت "أعتقد أن مركز الثقل آخذ في التحول"، مجادلا بأن الأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة في الكفاح من أجل سوق العقود الآجلة. "السيولة هي الأهم فيما يتعلق بالمشتقات المالية والتحوط".
على الرغم من التطورات الأخيرة في هونج كونج، لا تزال سنغافورة أكبر مركز للتحوط من الأسهم الصينية. بلغت العقود المفتوحة في العقود الآجلة في سنغافورة نحو 13 مليار دولار ولم تنخفض السيولة منذ إطلاق هونج كونج، وفقا لبيانات من "ريفينيتف".
لكن التجار قالوا "إن نجاح هونج كونج في توفير بعض السيولة الأولية يشير إلى أن المدينة تشكل تهديدا حقيقيا". كذلك أعفت بورصة هونج كونج من رسوم التداول الخاصة بها على العقود الآجلة الجديدة حتى حزيران (يونيو). قال كيفين رايد أوت، الرئيس المشارك للمبيعات والتسويق في بورصة هونج كونج، "إن البورصة قد تمدد الإعفاء لمدة ستة أشهر أخرى دون موافقة الجهات التنظيمية".
هناك رغبة عنيدة للانكشاف على سوق الأسهم الصينية البالغة قيمتها 14 تريليون دولار. أصبحت العقود الآجلة الخارجية أداة مركزية لإدارة المخاطر وصناديق تتبع المؤشرات والمنتجات المهيكلة بعد أن قلصت بكين بشدة تداول العقود الآجلة الداخلية للأسهم في 2015.
قال إيدي يو، الرئيس التنفيذي لهيئة النقد في هونج كونج، في مناسبة أخيرة في "الفاينانشيال تايمز"، "عندما يحتفظ مزيد من المستثمرين بأصول صينية، فإنهم بحاجة إلى التحوط"، ويضيف "هونج كونج أفضل مكان لإدارة المخاطر. لذلك نحن ننظر في مجموعة المنتجات المشتقة التي لدينا هنا لهذا الغرض".
قال استراتيجيون ومتداولون "إن الاختلافات بين المؤشرات ستكون أحد العوامل الرئيسة في تحديد الفائز بالعقود الآجلة".
يستخدم منتج "فوتسي" منهجية أكثر وضوحا، لكن المنافس "إم إس سي آي" يعد بتمثيل أفضل لسوق الأسهم A ككل.
يهيمن على مؤشر فوتسي، الذي يتكون من أكبر 50 شركة في الصين مرجحة برأس المال السوقي، قطاعا التمويل والاستهلاك، مع وجود أسماء من ضمنها بنك التجار الصيني وشركة بينج أن للتأمين، إضافة إلى شركة كويشو موتاي، صانعة المشروب بايجو.
يضم مؤشر إم إس سي آي أيضا 50 شركة فقط، لكن من المفترض أن يكون أكثر تمثيلا للسوق الأوسع. "هذا المؤشر يختار اسمين من الأسهم على الأقل من جميع القطاعات"، حسبما قال كاتزويا ناقاساوا، رئيس "إم إس سي آي" في آسيا. "ليست الأسماء الكبرى فقط التي تؤدي إلى التحيز في القطاع".
مثلا، تشكل "كويشو موتاي" 12.7 في المائة من مؤشر فوتسي راسل، لكن تشكل 8.3 في المائة من "إم إس سي آي" وأقل من 6 في المائة من مؤشر سي إس آي 300 القياسي في الصين.
قال جيسون لوي، رئيس استراتيجية شرق آسيا في مصرف بي إن بي باريبا، "إنه إذا كانت سوق الأسهم A بالكامل نطاق المستثمرين، فإن المؤشر الأكثر تمثيلا سيحوط تعرضهم بشكل أفضل".
قال الرئيس التنفيذي آرني ستال لـ"الفاينانشيال تايمز" في تشرين الثاني (نوفمبر)، إن "فوتسي راسل" تدرس إجراء تغييرات على مؤشرها، مثل الترجيح حسب القطاع ومضاعفة عدد الأسهم المكونة". وقدر "بي إن بي" أن هذه التحركات يمكن أن تجعل أداء "فوتسي" يتماشى مع "إم إس سي آي"، ما قد يمحو امتيازا لهونج كونج.
قال مايكل سين، رئيس الأسهم في بورصة سنغافورة، "إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن توسيع مؤشر فوتسي أو العقود الآجلة المقابلة" لكن "اتجاه السير بمرور الوقت هو زيادة تمثيل، وزيادة تضمين".
أيضا يتعين على بورصة سنغافورة و"فوتسي" توخي الحذر من الإساءة إلى المنظمين الصينيين لأن التغييرات المفاجئة في العقود الآجلة يمكن أن ترتد إلى الأسواق الداخلية في شنغهاي وشينزن. أمضت بورصة هونج كونج أكثر من عامين في انتظار الموافقة التنظيمية من بكين بعد الإعلان لأول مرة عن خطط لإطلاق العقود الآجلة القائمة على "إم إس سي آي" في 2019.
يشير تاريخ مثل هذه المعارك من أجل السيولة إلى أن عقدا واحدا سيفوز. في "المعركة من أجل البوند"، كافحت فرانكفورت للاستحواذ على ثلث السوق حتى بدأت المكاسب تتسارع في 1997، ما قوض تداول لندن في غضون عام. مع ازدهار الطلب على الأسهم الصينية، تأمل سنغافورة ألا يعيد التاريخ نفسه.

الأكثر قراءة