هل 2022 هو عام منتقي الأسهم؟

هل 2022 هو عام منتقي الأسهم؟

من المؤكد أن كانون الثاني (يناير) حمل تصريحات تفيد بأن الحقبة المقبلة ستكون جيدة لمنتقي الأسهم. هل ستثبت تلك التصريحات صحتها في 2022؟
سبق "مورجان ستانلي" الزحام ليعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) أن 2022 سيكون "عام منتقي الأسهم". جادل مايكل ويلسون، الخبير الاستراتيجي في المصرف، بأن التيارات المتقاطعة، الاقتصادية والمالية، ستجعل العام بيئة خصبة بشكل غير عادي لمديري صناديق الأسهم النشطين.
بالنسبة إلى بعض المستثمرين البارزين، يبدو أن هذا نحس. كثير من مديري الصناديق المشتركة اللامعين، مثل ويليام دانوف من "فيديليتي"، تعرضوا بالفعل لضربة هذا العام. لكن على نطاق أوسع، العلامات المبكرة جيدة بالفعل. على الرغم من الاضطراب الذي شهدته الأسواق المالية أخيرا، تفوق 51 في المائة من مديري صناديق الأسهم الأمريكية على أداء سوق الأسهم في كانون الثاني (يناير)، وفقا لبنك أوف أمريكا.
قد يبدو هذا مخيبا للآمال، لكن المتوسط سحب إلى القاع بسبب شهر بائس بالنسبة إلى الصناديق التي تركز على النمو، التي تعرضت لضربة بفعل هبوط أسهم التكنولوجيا. تمتع المستثمرون الأكثر توجها نحو القيمة بمعدل تفوق 69 في المائة، وتجاوز 81 في المائة من أولئك الذين يركزون على الأسهم الأصغر مؤشراتهم. تقول سافيتا سوبرامانيان، من بنك أوف أمريكا، "عادت ألفا"، في إشارة إلى مصطلح الاستثمار الذي يعني تقديم عوائد أعلى من السوق.
يتفق بعض المستثمرين مع ذلك. بعد تدفقات خارجة مستمرة على مدى عقدين تقريبا، تلقت صناديق الأسهم النشطة على مستوى العالم 111 مليار دولار العام الماضي، وهو أفضل عام لها منذ 2000 على الأقل، وفقا لمجموعة الأبحاث إي بي إف آر. التفاؤل مفهوم. من الصحيح أن بيئة السوق تؤثر في أداء الإدارة النشطة، والظروف الحالية تبدو داعمة.
في هذه الأيام، في الأغلب ما تصنف صناعة الاستثمار الأسهم حسب الخصائص المالية بدلا من الصناعة أو الدولة. يمكن استخدام هذه التصنيفات الأكثر دقة من الناحية النظرية - التي تسمى في الأغلب عوامل - لفهم تحركات الأسهم بشكل أفضل، وأسلوب صندوق الاستثمار، والمخاطر التي قد يتعرض لها المتداول، وتحديد أنظمة السوق المختلفة.
يكره بعض مديري الصناديق التقليديين مثل هذا التصنيف ويرون أنه محاولة سخيفة لإدخال ما لا يزال فنا في غالب الأمر في تركيب رياضي. مثل أي منهجية، لديها نقاط ضعف. لكنها مع ذلك إطار عمل مفيد. فكر في العوامل مثل النكهات، ومنتقي الأسهم كطهاة، والسوق على أنها شخص متقلب يتناول الطعام يمكن أن تتغير تفضيلاته فجأة.
بشكل عام، المديرون النشطون كمجموعة عادة ما يميلون نحو العوامل المعروفة بـ"الحجم" و"القيمة". في الأغلب ما يتجنبون الشركات الكبرى لمصلحة الشركات الأصغر، ويبحثون دائما عن صفقات. المشكلة أن العقد الماضي - خاصة عصر الجائحة - كان عظيما بشكل غير عادي بالنسبة إلى الشركات الكبرى، في الأغلب الشركات باهظة الثمن. هذا يميل إلى تفضيل الأموال السلبية.
قال سكوت أوبسال، مدير الأبحاث في مجموعة لويثولد، في تقرير حديث يدرس هذه الظاهرة، "الدورات النشطة /السلبية لا تهيمن عليها مهارة المدير. بدلا من ذلك، هي مدفوعة بظروف السوق الشاملة التي تميل إلى مكافأة النشط أو السلبي في أي وقت".
في الوقت نفسه، يجب أن يعمل منتقو الأسهم الماهرين بشكل أفضل عندما تكون الارتباطات منخفضة والتشتت مرتفعا. بعبارة أخرى، يريدون أن تسير الأسهم على هواهم، وأن يكون الفرق بين الجيدة والسيئة على أوسع نطاق ممكن. تؤدي الارتباطات المنخفضة إلى مزيد من الفرص، بينما يؤدي التشتت العالي إلى زيادة الأرباح المحتملة من تلك الفرص. لسوء الحظ، قدم لنا العقد الماضي عموما عالما عالي الارتباط منخفض التشتت.
التغيير الآن على قدم وساق. مقاييس الارتباط والتشتت جيدة وتتحسن، وفقا لبنك أوف أمريكا، وتتمتع أسهم القيمة بانتعاش. يتوقع كثير من المحللين أن يكون عاما مضطربا يوفر مزيدا من الفرص لمديري الأموال ذوي الخبرة.
إذن، هل تفضل السوق الأطباق المتنوعة من الإدارة النشطة أكثر من الطهي الأساس من الأموال السلبية في 2022؟ ربما. كانت هناك بضعة أعوام غريبة حيث تفوق أداء أغلبية المديرين النشطين، وقد يكون هذا عاما آخر. لكن الأمر يتطلب مستثمرا شجاعا - أو يائسا - للمراهنة على ذلك.
هناك كثير من مراحل السوق التي كان فيها أداء أسهم القيمة جيدا، أو أدت الارتباطات والتشتت إلى فرص وفيرة، دون تغيير في البيانات الأساسية. في أي عام معين يكون أداء المدير النشط العادي دون المستوى، وعلى المدى الطويل يكون أداء الأغلبية العظمى دون المستوى.
على الرغم من التشكيل الجيد بلا شك، من المرجح أن يثبت سجل العام الأخير أنه قاتم لمنتقي الأسهم كما كان منذ بدء تجميع أرقام الأداء في الستينيات. لكن حسبما قال مدير محفظة صادق بشكل غير عادي لصحيفة "وول ستريت جورنال" في 1973 عندما سئل عن هذا الأمر، "أنت تعرف كيف هو الوضع. الأمل ينبوع لا ينضب".

الأكثر قراءة