الطائف .. بيئة مناسبة لاستيطان النمر العربي
تعد المناطق المرتفعة في المملكة بيئة مناسبة لاستيطان النمر العربي حيث تحتضن الطائف 16 نمرا عربيا من الأنواع المهددة بالانقراض على المستويين العالمي والإقليمي وينحصر وجوده في الجزيرة العربية بشكل عام وتتناقص أعداده في الطبيعة وللمحافظة عليه جاء قرار مجلس الوزراء بتحديد 10 فبراير من كل عام الذي يصادف اليوم يوما للنمر العربي في خطوة مهمه لنشر الوعي بالحفاظ على النمر العربي والسعي لتكاثره.
وتتميز النمور العربية بأنها حيوانات انعزالية تعيش منفردة وتلتقي في فصل الشتاء للتزاوج وتستمر فترة الحمل 100 يوم وتلد أنثى النمر العربي بمعدل سنوي من 1 إلى 2 من الأشبال وتلازم الأم مولودها قرابة 18 شهرا وتكون صغارها بعد الولادة مغمضة العين ولا تستطيع الرؤية إلا بعد 10 إلى 14 يوما.
ويقضي النمر العربي معظم وقته متخفيا ينشط ليلا ويخرج بحثا عن فرائسه بخطوات لا تسمع يسبقها التأني والحذر والسير لمسافات طويلة من أعالي المرتفعات إلى الشعاب والأودية ليتغذى على الفرائس مثل الوبر والأرانب والظباء والوعول والجمال.
وأوضح عبدالعزيز العنزي المدير البيطري في مركز إكثار النمر العربي في الطائف أن هناك جملة من المبادرات تقوم بها الهيئة الملكية لمحافظة العلا في الحفاظ على النمر العربي ومنعها من الانقراض وصولا لإعادة إطلاقها في موائلها الطبيعية بإذن الله تعالى وذلك عن طريق تنظيم عملية التزاوج وحمايته من أي أخطار قد تهدد حياته. مشيرا إلى أنه خلال موسم التزاوج يتم اختيار الذكور والإناث لموسم التزاوج بعناية و يراعى أهمية التنوع الجيني في ذلك حيث يسبق التزاوج فترة تعارف بين الذكر والأنثى التي قد تمتد لشهورٍ عدة.
من جهته أوضح الدكتور محمد شبراق أستاذ البيئة الحيوانية وحماية الحياة الفطرية بجامعة الطائف عضو اللجنة العلمية الاستشارية لمذكرة التفاهم للطيور الجوارح أن هناك عوامل عديدة أدت لتناقص أعداد النمور العربية منها تدهور البيئات الناتجة من النشاطات البشرية من الرعي الجائر وقطع الأشجار وشق الطرق إضافة للتوسع العمراني في القرى والهجر والصيد الجائر لفرائس النمور مثل الغزلان والوعول والوبر والنيص مما أدى إلى نقص الغذاء والتسميم المتعمد بسبب مهاجمتها للمواشي.
ولفت إلى ضرورة نشر الوعي من مخاطر "التسميم" كمشكلة عالمية لما له من دور في نفوق بعض أعداد النمور العربية حيث سجلت حالات نفوق في كل من الفقرة بمنطقة المدينة والثانية في النماص في أوائل 2007 حيث عثر على نمرين نافقين من التسميم أما الحادثة الثالثة كانت في 2011 في مركز بني سعد التابعة لميسان جنوب الطائف حيث عثر على بقايا لنمر عربي نافق والرابعة كانت في وادي نعمان بمنطقة مكة المكرمة عام 2014.