الأسواق تواقة لتوظيف مستشارين تكنولوجيين

الأسواق تواقة لتوظيف مستشارين تكنولوجيين

كانت التكنولوجيا ذات يوم تخصصا تركه المسؤولون التنفيذيون في الشركة في الغالب لأقسام تكنولوجيا المعلومات الخاصة بهم. لكن الاضطراب في ممارسات العمل أثناء الوباء، وسرعة التحول إلى ممارسة الأعمال التجارية عبر الإنترنت، وضع التحول الرقمي بقوة على جدول أعمال مجلس الإدارة.
يقول جيت جانديروب، الشريك المؤسس لشركة آركا بلانكا للاستشارات والبيانات، "ليس كثير من عملائنا من قسم تكنولوجيا المعلومات، سيكون عملاؤنا إما رؤساء تنفيذيين أو كبار المسؤولين".
أدى الاهتمام المتزايد من رؤساء الشركات إلى زيادة الطلب على الاستشاريين التكنولوجيين لمساعدة الشركات على إصلاح أنظمتها، وتعزيز الأمن السيبراني وتحسين تحليل بيانات العملاء.
نمت سوق الاستشارات التكنولوجية في المملكة المتحدة بأكثر من 9 في المائة في 2021، وفقا لموفر البيانات "سورس جلوبال ريسيرش".
تقول آن ماري مالي، الشريك الإداري في المملكة المتحدة للاستشارات في "ديلويت"، "ليست لدينا القدرة الكافية لتلبية الطلب".
يقوم المستشارون بتوجيه المنظمات عبر القطاعين العام والخاص حيث يتكيفون مع العمل عن بعد وتحديث نماذج الأعمال لتلبية متطلبات العملاء الذين يرغبون في تقديم مزيد من المنتجات والخدمات عبر الإنترنت.
يقول ستيف واتمو، الرئيس التنفيذي لشركة مايسون ادفيسوري، الشركة الاستشارية المختصة بتكنولوجيا المعلومات ومقرها في سالفورد، إن التوجه يشمل الاقتصاد بأكمله، بما في ذلك "البنوك وشركات التأمين وقوات الشرطة والهيئات الحكومية المركزية والمحامين وتجار التجزئة - كل صناعة على حدة تقريبا".
يقول واتمو إن الشركات كثيرا ما تطلب من شركته تحديد طرق لتحسين تكنولوجيتها وتحديد المهارات المطلوبة لتقديم الأنظمة الجديدة. يمكن أن تشمل الحلول تعيين فرق داخلية، وشراء الخدمات المستندة إلى السحابة من شركات مثل "أمازون ويب سيرفسز" أو "جوجل" أو "مايكروسفت" أو "سيل فورس"، والاتصال بشركات استشارية كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات مثل "كوقنازنت" أو " أكسنتشر" أو "آي بي إم" لإدارة تنفيذ مشاريع التكنولوجيا الكبيرة.
كانت التكنولوجيا بالفعل محور تركيز متزايد لرؤساء الشركات قبل كوفيد- 19 لكن الاستشاريين يقولون إن المشاريع من المرجح الآن أن تغطي مؤسسة بأكملها بدلا من قسم أو وظيفة واحدة.
وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة كي بي إم جي العام الماضي أن أغلبية العملاء كانوا يخططون لمشاريع تبني التكنولوجيا الكبيرة عبر أعمالهم، كما يشير أدريان كلامب، رئيس قسم التحول الرقمي في الشركة في المملكة المتحدة.
يقول كلامب، "لقد قام كوفيد بتسريع التوجهات التي كانت موجودة بالفعل مثل الحاجة إلى إعادة إنشاء الأعمال التجارية بالفعل حول عملائها بطريقة أكثر ارتباطا. هناك كثير من التكنولوجيات الضخمة هي تلك التي تغطي المشروع".
جزء من الدافع للاستثمار في التكنولوجيا هو تسهيل الاستجابة للتغيرات في المستقبل. مثلا، دمج التكنولوجيا السحابية من خلال سلسلة التوريد الخاصة بشركة ما يمكن أن يسمح بمشاركة المعلومات بشكل أسرع، ويساعد الأعمال على التكيف مع الاضطراب الناجم عن الصدمة في الصين أو المشكلات المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما يقول كلامب.
يقوم الاستشاريون أيضا بتكييف أعمالهم الخاصة لتلبية الطلب على المهارات التكنولوجية. حيث كان مستشارو التكنولوجيا في يوم من الأيام مجموعة فرعية متخصصة في الصناعة، فقد أصبحوا منتشرين في كل مكان في هذا القطاع في الأعوام الأخيرة. يقول مالي، "هذا التمييز لم يعد موجودا".
حتى إن الشركات الاستشارية تكافح من أجل موظفين جدد، خاصة بالنسبة إلى المرشحين ذوي الخبرة التقنية. يقول جانديروب من "آركا بلانكا"، "من ناحية علم البيانات، هناك سوق تواقة للتوظيف".
واستجابة لذلك، تعمل بعض الشركات على زيادة توظيفها في المدن الإقليمية في المملكة المتحدة، للاستفادة من مجموعات المواهب الجديدة - والأرخص -. تستثمر "برايس ووترهاوس كوبرز" في مراكز التكنولوجيا في بلفاست ومانشستر. تخطط
"أكسنتشر" لإيجاد ثلاثة آلاف وظيفة تكنولوجية على مدار ثلاثة أعوام، مع وجود نصف الأدوار خارج لندن في مدن مثل نيوكاسل وليدز.
يقول آلان كينج، قائد مركز أكسنتشر للتكنولوجيا في نيوكاسل، "إطلاق العنان للمواهب في تلك المواقع أمر مهم جدا بالنسبة لنا". إنه جزئي للمساعدة على تلبية طلب العميل ولكن أيضا لجذب المرشحين الذين ربما لم يفكروا في العمل لدى "أكسنتشر" في الماضي.
المستشارون يتزايدون من خلال عمليات الاستحواذ. تضمنت صفقات "آي" شراء شركة سيتون بارتنرز في آب (أغسطس)، وهي شركة صغيرة في إيست ميدلاندز متخصصة في تطبيقات مايكروسوفت. أعلنت " أكسنتشر" عن سبع عمليات استحواذ في المملكة المتحدة العام الماضي، بما في ذلك "بي سي إس كونسولتنج"، وهي شركة تضم نحو 250 شخصا ولها مكاتب في لندن وبيتربورو.
يقول كينج إن الاستحواذ على شركات أصغر يمكن أن يساعد الشركات الاستشارية على "تعزيز" قدراتها التكنولوجية، مضيفا، "أنا متأكد من أن هذا شيء سنواصل التطلع إليه لأنه كان أمرا ناجحا لنا مؤخرا".
ومع ذلك، فإن المنافسة لاقتناص الشركات الصغيرة جعلت بعض الصفقات باهظة الثمن، حيث أوجد خطر أن يدفع المشترون مبالغ زائدة.
يقول كلامب من "كي بي إم جي"، "أعتقد أنه سيكون من العدل أن نقول إن المضاعفات التي يتعين عليك دفعها لشركات التكنولوجيا لم تكن أعلى من أي وقت مضى".

الأكثر قراءة