قراءات
جمهورية أفلاطون
واحد من أثمن الكتب المؤسسة للفكر السياسي، "الجمهورية" التي تتحقق فيها العدالة كما ارتآها أفلاطون قبل الميلاد بنحو أربعة عقود. الكتاب الذي ترجمه حنا خباز إلى اللغة العربية، هو عبارة عن حوار فلسفي سياسي، يعرض من خلاله أفلاطون رؤيته للدولة المثالية أو المدينة الفاضلة السقراطية، فسقراط هو المحاور الرئيس، وحوله شخصيات عدة يجادلها وتجادله، وتتحدد مع تصاعد الجدال ملامح جمهورية أفلاطون المتخيلة. في جمهورية أفلاطون ينتمي كل فرد من أفراد المجتمع إلى طبقة محددة، ويعمل في مجال تخصص محدد، ويتحقق التوازن بين القوى الثلاث التي يتكون منها المجتمع: القوة العاقلة، والقوة الغضبية، والقوة الشهوانية. وبينما يحاول تقديم تعريف للحاكم العادل ويقابله بالحاكم المستبد، يقسم الحكومات إلى أربعة أنواع: الأرستقراطية، والأوليغاركية، والديمقراطية، والاستبدادية. وهو من جهة يعلن ميله إلى الملكية الدستورية، ومن جهة أخرى يقر بأن العدالة المطلقة تظل عصية على التحقق.
اليابان .. جذور ومقاربات
هو الكتاب الثاني لرضا عبدالرحيم الباحث المصري، والكتاب محاولة جادة للبحث عن جذور المقومات الثقافية للمواطن اليابانى المعاصر، التي يؤمن الكاتب بأنها الأساس الذي بنت عليه اليابان نهضتها الحديثة. فلم يعد هناك حاليا مكان للبطولة في قتال فردي. فارس الساموراي الماهر المسلح، حاملا سيفا أبدا لم يبزه سلاح. لكن توجد أخلاق الفارس وأحلامه بتحقيق النصر الشريف في مناحي الحياة الحديثة، ومن ثم تقدم اليابانيون في الزراعة والرياضيات والهندسة الهيدرولوجية. ويستعرض الكاتب من خلال مجموعة مقالات جديدة، العلاقات الثقافية، وأطر التعاون بين الجانبين الياباني والمصري في مجال الآثار، بأسلوب صحافي سلس جذاب. يفتح أمامنا آفاقا رحبة للاطلاع على الوجود الثقافي الياباني في مصر منذ 1966 حتى الآن. المؤلف رضا عبدالرحيم، نشر له عديد من المقالات في جريدة "أخبار الأدب" وبوابة الحضارات في "الأهرام" وبوابة "روز اليوسف" ومجلة "أدب ونقد" ومجلات عربية كـ"الدوحة" و"الشارقة الثقافية".
الريف المكنون
"في مجتمع تسوده الثقافة الشفهية ويفتقر إلى فضيلة التدوين، يصبح تسجيل الوقائع اليومية في رقعة محدودة ضربا من ارتياد الصعب. أما العودة بالزمان القهقرى لتسجيل تفاصيل الحياة اليومية قبل ثلث قرن أو يزيد، وفي مساحة يعجز الحاسبون عن قياسها، فذلك مرتقى صعب". تتسارع وتيرة الحياة وتغزو التكنولوجيا حياتنا حتى غدت جزءا أصيلا منها، وفي ظل هذا الغزو الصناعي يرى المؤلف ضرورة التوثيق لثقافة الريف السوداني العريقة، التي تضرب بجذورها في التاريخ لآلاف الأعوام، وذلك عن طريق استعراض وصفي لعدد من المصطلحات المتنوعة، مثل: أنواع الأرض، علم الأنواء، أسماء الطيور والحشرات والحيوانات الأليفة والبرية، أدوات الصيد والقطع والطرق، الأطعمة الشعبية، الأَدب الشعبي، الملابس والأحذية والحلي، أسماء الشهور السودانية، ألعاب الصبيان والألغاز الشعبية... فالكتاب يمثل نافذة للقارئ على نمط منسي من الحياة قد بات مهجورا رغم حيويته، وله معجم لغوي ثري تجاه الإنسان والطبيعة والمجتمع.