هل بلغ حفل الدمج والاستحواذ ذروته؟

هل بلغ حفل الدمج والاستحواذ ذروته؟

كان الشهر الماضي موسم مكافآت في وول ستريت. وبالنسبة إلى المصرفيين الذين يعملون في عمليات الاندماج والاستحواذ كان جيدا على نحو خاص.
تمت ترجمت طفرة قياسية في نشاط الصفقات العام الماضي إلى مكاسب كبيرة لمصرفي الدمج والاستحواذ. فقد أعلنت البنوك الاستثمارية زيادات في المكافآت تراوح بين 20 و49 في المائة على خلفية رسوم قياسية. هذا من شأنه أن يجعل بائعي ممتلكات هامبتونز وفن الرموز غير القابلة للاستبدال سعداء.
لكن المزاج السائد بين مصرفي الاندماج والاستحواذ أصبح أكثر حذرا منذ مطلع العام. يتساءل بعضهم سرا، هل تجاوزنا ذروة طفرة الصفقات التي بدأت منذ أكثر من عقد؟
قال لي شخص بارز ممن حققوا نتائج باهرة، "سيكون تجاوز قمة 2021 أمرا صعبا دائما". على خلفية صفقات قياسية قيمتها ستة تريليونات دولار تقريبا تم الاتفاق عليها العام الماضي، جنت البنوك الاستثمارية 157 مليار دولار من الرسوم، 47 مليار دولار منها من الاستشارات الخاصة بعمليات الاندماج والاستحواذ فقط. وكان مستويا الرسوم هذان هما الأعلى منذ أن بدأت شركة ريفينيتيف جمع البيانات عنهما منذ أكثر من عقدين.
توج العام بسلسلة طويلة من الصفقات حيث أدت أسعار الفائدة المنخفضة للغاية، وسوق الأسهم المزدهرة، والدعم الحكومي غير المسبوق للاقتصاد إلى جعل شراء المنافسين، أو تنويع الأعمال، أو مواكبة الاقتصاد الرقمي المتزايد أمرا رخيصا. ارتفع سعر سهم الشركات الاستشارية الصغيرة، مثل بي جيه تي بارتنرز، وموليس، وإيفركور أكثر من الضعف خلال العقد الماضي.
لكن الآن تقلب سوق الأسهم المرتبط بارتفاع التضخم وتشديد السياسة النقدية يوجد حالة من عدم اليقين. من المؤكد أن الانعكاس الجزئي لعديد من ظروف ازدهار عمليات الاندماج والاستحواذ ينبغي أن يؤدي إلى تباطؤ في إبرام الصفقات؟
حسنا، قد لا يكون الأمر بهذه البساطة. فالمصرفيون، كونهم مصرفيين، متفائلين بشكل، ولا سيما رؤساء شركات إدارة الاستثمارات الصغيرة المتداولة في السوق المالية والمتخصصة في عمليات الاندماج والاستحواذ وإعادة هيكلة العمل الاستشاري.
رالف شلوسشتاين، الرئيس التنفيذي لشركة إيفركور، قال أخيرا إن ما دعم بيئات الاندماج والاستحواذ الجيدة هو أسواق الأسهم القوية، وتوافر الديون، وبعض الوضوح حول اتجاه الاقتصاد. كل هذه العوامل تجتمع معا لدعم ثقة الرئيس التنفيذي. أضاف في عرض تقديمي حديث للمستثمرين استضافه بنك جولدمان ساكس، "لدينا كل هذه الأشياء في الوقت الحالي".
كذلك أخبر بول توبمان، الرئيس التنفيذي لشركة بي جيه تي بارتنرز، المستثمرين أخيرا قوله حتى لو ارتفعت أسعار الفائدة بشكل كبير، فلن يكون لها تأثير كبير في عقد الصفقات لأن الدوافع الحقيقية لعمليات الاندماج والاستحواذ كانت عوامل أخرى.
أوضح توبمان أن "الدافع وراء نشاط الاندماج والاستحواذ كان هذا التحول المذهل الذي نراه في جميع أنحاء العالم". أضاف، "لديك اتجاه الرقمنة هذا، الذي لا يتباطأ. إنه يتسارع فقط (...) ولديك اتجاه إزالة الكربون. لديك كثير من الاتجاهات الكلية حيث تحتاج الشركات إلى تغيير موقع أعمالها".
قال عديد من المصرفيين الآخرين، الذين طلبوا التحدث في الخلفية، إن من المرجح أن تؤدي التقلبات الحالية في السوق فترات انقطاع بالنسبة إلى إبرام الصفقات لبعض الوقت. لكن بمجرد أن تنخفض التقييمات، من المرجح أن تعود الشركات الغنية بالنقد وكذلك مجموعات الأسهم الخاصة التي تمتلك تريليونات الدولارات في صورة "أموال احتياطية" من الودائع غير المستثمرة، إلى طاولة عقد الصفقات.
قال أحدهم، "في الوقت الحالي، تم إيقاف معظم الصفقات التي أعمل عليها مؤقتا حيث يكافح البائعون والمشترون للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسعار مع استمرار ارتفاع أسعار أسهم شركاتهم. لكنني متفائل. لقد أدرنا أزمة كوفيد وسنتغلب على هذه الأزمة أيضا."
الأمر الذي من غير المرجح أن يعزز سوق الاندماج والاستحواذ هو عمليات الاستحواذ من قبل شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة، حيث تراجعت ظاهرة وول ستريت إلى حد ما في الـ18 شهرا الماضية بعد سلسلة من الفضائح والأداء السيئ. قال مصرفي عمل في عديد من الصفقات في 2020 و2021 تضمنت شركات يتم إدراجها على أنها شركات صورية ثم تجد هدفا وتندمج معه، "إن عدد شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة القادمة إلى السوق سينخفض إلى مستويات ما قبل الجائحة عندما لا تجد أحدا يهتم بها".
الصفقات الكبيرة ليست مسلما بها أيضا، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المستثمرين حذرون من عمليات الاندماج والاستحواذ الجريئة في وقت يسوده عدم اليقين. فقد انخفض سهم شركة يونيلفر بشكل كبير بعد أنباء عن تقديم عرض بقيمة 50 مليار جنيه استرليني لشراء شركة جي إس كي للرعاية الصحية الاستهلاكية.
قال آنو أينجار، الرئيس المشارك العالمي لعمليات الدمج والاستحواذ في بنك جيه بي مورجان، "عندما يتعلق الأمر بعمليات الاندماج والاستحواذ الكبيرة، ينبغي أن تكون الشركات أفضل في التواصل مع قاعدة مستثمريها للتأكد من أنهم يشاركون في إجراءات جريئة".
مع ذلك، من المرجح أن يأتي المثبط الحقيقي لعقد الصفقات من واشنطن، حيث يوجد جيل جديد من مسؤولي مكافحة الاحتكار المعينين من قبل إدارة بايدن مصممون على إحداث ثورة في كتاب اللوائح.
قال جوناثان كانتر، رئيس قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل الأمريكية، الأسبوع الماضي إن مكتبه سيمنع مزيدا من الصفقات المناهضة للمنافسة بدلا من السعي وراء المعالجات المعقدة التي في الأغلب ما تفشل في حماية المستهلك والحد من هيمنة بعض الشركات على السوق. وقد تختبر اتفاقية أبرمتها مايكروسوفت للاستحواذ على شركة أكتيفيجن العملاقة للألعاب مقابل 75 مليار دولار، شهية المنظم لإظهار أن الجهات الرقابية الجديدة جادة في عملها.

الأكثر قراءة