كيف أخفقت إدارة بايدن في اجتياز اختبار «أوميكرون»؟

كيف أخفقت إدارة بايدن في اجتياز اختبار «أوميكرون»؟
مقر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
كيف أخفقت إدارة بايدن في اجتياز اختبار «أوميكرون»؟

من بين أول الإجراءات التي اتخذها الرئيس جو بايدن بعد انتخابه، كان تعيين مجلس استشاري جديد من الأطباء والعلماء للتعامل مع جائحة كوفيد - 19. لقد كانت الرسالة واضحة، لم يعد البيت الأبيض يأخذ إشاراته من مضيفي "فوكس نيوز" ومنظري المؤامرة، كما كان يعتقد في عهد دونالد ترمب. قالت الرئاسة في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 إن بايدن سيسترشد بـ"العلم والخبراء".
في العام الأول من رئاسة بايدن، تغير كثير بشأن استجابة الولايات المتحدة لكوفيد - 19. لقد تم الآن تطعيم معظم البالغين وتمت الموافقة على علاجات جديدة أكثر فعالية. ولم يعد هناك حديث عن العلاجات المعجزة في غرفة الإحاطة في البيت الأبيض، أو العلاج الذاتي باستخدام مبيض الغسيل.
مع ذلك، ابتليت الأشهر القليلة الماضية أيضا ببعض الزلات والخلل الإداري، كالذي حدث خلال عهد ترمب. فقد كانت سياسات إدارة بايدن بشأن الجرعات التعزيزية والاختبارات المنزلية وارتداء الكمامات والحجر الصحي ناقصة وغير متسقة، وهو ما يقول النقاد إنه جعل موجة "أوميكرون" في البلاد أسوأ كثيرا مما ينبغي.
ويقول خبراء الصحة العامة والمسؤولون الحكوميون إن السبب الجذري لهذه المشكلات هو الشعور بالضيق الذي أصاب مؤسسات الصحة العامة الرئيسة التابعة للحكومة الأمريكية. فمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وإدارة الغذاء والدواء، والمعاهد الوطنية للصحة، التي احتفل بها لأعوام، على أنها قيادة عالمية في مجال البحث العلمي وسياسة الصحة العامة، كانت بطيئة في الاستجابة لطبيعة الجائحة سريعة التغير وغير قادرة على التنسيق بشكل فعال فيما بينها.
يقول الدكتور إيزيكييل إيمانويل، أستاذ إدارة الرعاية الصحية في جامعة بنسلفانيا والمستشار السابق لبايدن بشأن كوفيد - 19، "لقد كان لدينا موقف لم تستجب فيه هذه الوكالات كما كان ينبغي - هذا أمر لا يمكن إنكاره إلى حد كبير. الموضوع الأساسي هو عدم المرونة، مع كل من الموارد والأيديولوجيا".
يعتقد كثيرون الآن أنه ما لم يعط بايدن الأولوية لإصلاح هذه الوكالات، التي توظف مجتمعة ما يقرب من 50 ألف شخص داخل وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية المترامية الأطراف، فإن الولايات المتحدة ستظل تعاني معدل عدوى ووفيات أعلى من كثير من الدول المتقدمة الأخرى.
يقول جيمس كابريتا، الزميل البارز في أمريكان إنتربرايز إنستتيوت ذو الميول اليمينية والمسؤول السابق في البيت الأبيض، "ربما أدركت إدارة بايدن الآن بسرعة أن بعض المشكلات التي واجهتها إدارة ترمب كانت هيكلية ومؤسسية، لا يبدو أن مراكز السيطرة على الأمراض على وجه الخصوص وكالة تشغيلية. إنهم بطيئون للغاية ولا يميلون إلى الجرأة والحزم بدرجة كافية ".
يقول أحد المسؤولين الصحيين السابقين في عهد ترمب، "اعتقد بايدن أنه يمكن أن يأتي، ويعيد العلماء إلى موقع المسؤولية ويقلب كوفيد ببساطة من خلال عدم كونه المجنون الذي سبقه". يضيف، "حسنا، ذهب المجنون. لكن هذه الإدارة لا تزال ترتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبها".
تحديات ثقافية وهيكلية
لم يكن فشل استجابة الصحة العامة الأمريكية للجائحة في أي مكان أوضح منه في مراكز السيطرة على الأمراض. فلعقود من الزمان، كان ينظر إلى الوكالة على أنها رائدة عالمية في مجال الصحة العامة، حيث قادت استجابة الحكومة لكل تفش سابق لمرض معد منذ إنشائها في 1946. وتتمثل مهمة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في تقييم مخاطر الفيروس وتتبعه، ونشر وإصدار إرشادات الصحة العامة للولايات.
لكن نقاط الضعف ظهرت للعيان بمجرد ظهور كوفيد - 19. فقد كافحت مراكز السيطرة على الأمراض في الأسابيع الأولى من الجائحة لضمان فحص المسافرين الذين يدخلون إلى الولايات المتحدة جوا من مقاطعة هوبي الصينية، حيث تقع ووهان، بحثا عن الفيروس. وادعى سكوت جوتليب، الرئيس السابق لإدارة الغذاء والدواء خلال إدارة ترمب، في كتابه "تفش خارح السيطرة" Uncontrolled Spread، أن فشل التواصل في الوكالة سمح "لآلاف الركاب بالتدفق إلى البلاد دون اعتراض" في شباط (فبراير) 2020.
إلى جانب ضعف التواصل، في الأغلب ما تتعثر مراكز السيطرة على الأمراض جزئيا لأن عملياتها البيروقراطية العادية كانت بطيئة للغاية. في أوائل 2020، مثلا، أصرت الوكالة على أن تكون هي الجهة الوحيدة التي تنتج فحص كوفيد - 19 لتستخدمه مختبرات الصحة العامة، ما أحبط أي جهود من قبل الشركات الخاصة للقيام بذلك. لكن عندما شحنت فحصها، استخدمت مكونات ملوثة عن طريق الخطأ، ما جعلها كلها تقريبا غير صالحة للاستعمال.
عندما تولى بايدن منصبه، عين روشيل والينسكي، رئيسة قسم الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس العام، التي تحظى باحترام كبير، مديرة للوكالة. لكن على الرغم من القيادة الجديدة، عادت نقاط الضعف الهيكلية نفسها التي أعاقت استجابة المراكز المبكرة للجائحة.
يقول النقاد إن مراكز السيطرة على الأمراض كانت بطيئة في إدراك التهديد الذي يشكله المتحور أوميكرون، ليس فقط من حيث مستويات العدوى، لكن ما يعنيه وجود كثير من الأشخاص في الحجر الصحي في وقت واحد أيضا. عندما ضربت السلالة الجديدة لأول مرة، كافحت قطاعات كبيرة من الاقتصاد للبقاء مفتوحة. وتم إلغاء آلاف الرحلات الجوية في عطلة نهاية الأسبوع خلال عيد الميلاد لأن نتائج فحص أعضاء الطواقم كانت إيجابية.
يقول توم فريدن، وهو مدير سابق لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن كثيرا من الأشخاص في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها لم يكونوا أبدا في موقف نحتاج فيه إلى التحرك بسرعة. إ‘نهم لا يفهمون الحاجة إلى حسن التوقيت".
استجابت مراكز السيطرة على الأمراض بخفض فترة الحجر الصحي الموصى بها من عشرة أيام إلى خمسة. لكنها لم توص بأن يسجل الأشخاص المصابون فحوصا سلبية قبل مغادرة الحجر الصحي، وهو القرار الذي انتقده عديد من خبراء الصحة العامة وشكك فيه علنا أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين لبايدن.
وفي غضون ذلك، في الأغلب ما وجدت مراكز السيطرة على الأمراض صعوبة في جمع معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب من إدارات الصحة الحكومية، ما جعل من الصعب تتبع مدى انتشار المتحور الجديد.
في كانون الأول (ديسمبر)، صدمت مراكز السيطرة على الأمراض مجتمع الصحة العامة بإعلانها أن السلالة قفزت من 13 في المائة من جميع الحالات إلى 73 في المائة في أسبوع واحد فقط. وبعد أسبوع واحد فقط من ذلك، اعترفت بأنها أخطأت تماما في تقديراتها، وارتفع المتحور بشكل تدريجي من 23 في المائة إلى 59 في المائة. يقول جوتليب، "التحديات في مراكز السيطرة على الأمراض ثقافية وهيكلية. يتطلب الأمر تغييرا في الاتجاه والقيادة، ونوعا من إعادة برمجة الوكالة. لا أعتقد أن الإدارة بدأت هذه العملية". لم تستجب مراكز السيطرة على الأمراض لطلبات متعددة للتعليق على هذه القصة.
الموافقات البطيئة
بطء اتخاذ القرار ونقص التنسيق أصاب أيضا إدارة الغذاء والدواء، وهي الجهة المسؤولة عن الموافقة على الأدوية الجديدة في الولايات المتحدة.
يعد كثيرون أن أداء إدارة الغذاء والدواء كان أفضل أثناء الجائحة من مراكز السيطرة على الأمراض، لأسباب ليس أقلها نجاحها في الموافقة على ثلاثة لقاحات آمنة وفعالة.
لكن الوكالة تعثرت في مجالات أخرى، أبرزها الموافقة على الفحوص المنزلية السريعة. على عكس المملكة المتحدة، حيث كانت مثل هذه الاختبارات متاحة مجانا من الصيدليات لمعظم فترة الجائحة، كان على سكان الولايات المتحدة حتى وقت قريب دفع نحو 24 دولارا مقابل اختبارين، عندما أمكنهم العثور عليهما. خلال موجة "أوميكرون"، بدأت الصيدليات في تقنينها بسبب نقص الإمدادات، قبل نفادها تماما في عديد من المدن الكبرى.
يعود سبب هذا النقص في العرض جزئيا إلى الوتيرة البطيئة التي وافقت بها إدارة الغذاء والدواء على اختبارات جديدة. فلأشهر، سمح لشركتين فقط ببيع الاختبارات المنزلية، هما كويديل وأبوت. وتقول الشركات الصغيرة إنها وجدت من المستحيل اجتياز عملية الموافقات المعقدة والصارمة للجهة التنظيمية.
يقول مات ستولر، مدير الأبحاث في مؤسسة أميريكان إيكونوميك ليبيرتيز بروجيكت، وهي مؤسسة فكرية تقدمية، "الوضع كارثي بالنسبة للفحص السريع". يضيف، "إذا أجريت فحص الحمل في منزلك في الوقت الحالي، فمن المحتمل أن تعارضه إدارة الغذاء والدواء لأنه ليس دقيقا بالدرجة الكافية".
مسؤولون سابقون كبار في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قالوا لـ"فاينانشيال تايمز" إنهم يريدون التأكد من أن الناس لا يشعرون بثقة لا داع لها بسبب اختبار سلبي زائف. لكن عديدا من الخبراء يجادلون بأنه كان من الأفضل لو أغرقت السوق بالفحوص للسماح للناس بإجراء فحوص بصورة منتظمة من أجل تقليل الاضطراب الناجم عن نتيجة خاطئة واحدة من أحد الفحوص.
لكن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أعطت الآن الإذن لإجراء مزيد من الفحوص في المنزل، بينما وعد البيت الأبيض أخيرا بشراء نحو مليار منها وتوزيعها على الناس في منازلهم.
لكن التوتر الذي نجم عن التباين بين التمسك بالمعايير الصارمة والتحرك بسرعة كافية لاستباق أزمة الصحة العامة قد ظهر مرة أخرى في مسألة الجرعات المعززة.
أعلن بايدن في آب (أغسطس) أن إدارته ستقدم جرعات لقاحات تعزيزية على نطاق واسع وسط ظهور أدلة متزايدة على أن نسبة الأجسام المضادة بدأت في التراجع بعد مضي أشهر على تلقي الجرعة الثانية. لكن هذا التعهد أثار جدلا عاما غير مسبوق حول ما إذا كانت اللقاحات المعززة مطلوبة لمن لم يكن ضمن الفئات الأكثر ضعفا، ما نتج عنه استقالة اثنين من كبار المسؤولين عن الموافقة على اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء.
في البداية، سمحت إدارة الغذاء والدواء بإعطاء جرعات معززة فقط لمن هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة، لكنها سرعان ما تراجعت عن هذا القرار وسمحت بها لجميع البالغين. وبحلول تشرين الثاني (نوفمبر)، تمت الموافقة على الجرعات المعززة لتصبح متاحة على نطاق واسع.
لكن عددا قليلا نسبيا من الناس وافقوا على الحصول على الجرعة المعززة. ووفقا لبيانات التتبع للقاح كوفيد - 19 الخاصة بـ"فاينانشيال تايمز"، تلقى 25.4 في المائة فقط من الأمريكيين جرعات معززة، بينما النسبة في المملكة المتحدة 55 في المائة. وهذا أحد أسباب وفاة مزيد من الأمريكيين. خلال موجة "أوميكرون"، بلغ معدل الحالات في المملكة المتحدة ذروته بمعدل أعلى مما كان في الولايات المتحدة. لكن في الولايات المتحدة، كان معدل الوفيات أعلى نحو 50 في المائة.
تقول لوسيانا بوريو، المسؤولة السابقة في إدارة الغذاء والدواء، إن مشكلات الوكالة جاءت جزئيا بسبب غياب مفوض يتمتع بالقوة اللازمة للتنسيق بين العلماء والسياسيين. سيتم قريبا استبدال روبرت كاليف، الذي قاد الوكالة من 2016 إلى 2017، بجانيت وودكوك، المفوضة الحالية بالإنابة.
تقول بوريو، "كان يجب أن يتم اتخاذ قرار الجرعات المعززة بشكل مختلف". تضيف، "لو كان مكتب المفوض أكثر انخراطا في المسألة، لكان هناك مزيد من الوقت للتوصل إلى حل قد لا يؤدي إلى استقالة اثنين من كبار العلماء".
رؤية فاحصة للعلاجات
من بين جميع وكالات الصحة العامة في قلب الاستجابة الأمريكية للجائحة، كانت المعاهد الوطنية للصحة هي الأقل استقصاء، على الرغم من المكانة البارزة لأحد كبار مسؤوليها، وهو فاوتشي. فالمنظمة ليس لها علاقة بالجمهور لأنها تمول في المقام الأول أبحاث الطب الحيوي والصحة العامة، بما في ذلك الأدوية واللقاحات.
كانت المعاهد الوطنية للصحة قادرة على المساهمة بطريقة رئيسة واحدة في استجابة الصحة العامة للجائحة، فقد دخلت في شراكة مع شركة موديرنا في 2020 لمساعدة الشركة على تقديم لقاح الرنا المرسال الناجح عبر العملية التنظيمية وإدخاله في السوق.
لكن عندما يتعلق الأمر بالعلاجات، يقول المنتقدون إن المعاهد الوطنية للصحة أثبت أنها أقل نجاحا بفرق شاسع.
في إنجلترا، أجرى العلماء في جامعة أكسفورد تجربة واسعة في بداية الجائحة، باستخدام بيانات من مئات مستشفيات خدمة الصحة الوطنية لتقييم العلاجات التي قد تعمل بشكل أفضل ضد كوفيد - 19.
تجربة التعافي، كما كانت معروفة، كانت أول من اكتشف أن ديكساميثازون، وهو ستيرويد رخيص الثمن، أثبت فعاليته في منع الوفيات بين المرضى الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي. ووجدت التجربة أيضا أن هيدروكسي كلوروكوين، العقار المضاد للملاريا الذي تحدث عنه ترمب، لم يكن فعالا في علاج كوفيد - 19.
في المقابل، قد ركزت الإجراءات الأمريكية على علاجات معينة عدت أنها حققت نجاحات محتملة، ما حد من نطاق فعاليتها. من بين العلاجات التي ركزت عليها المعاهد الوطنية للصحة بشدة الأجسام المضادة أحادية النسيلة، التي تعمل عن طريق حقن المرضى بأجسام مضادة لفيروس كوفيد في مرحلة مبكرة من إصابتهم بالمرض.
لقد ثبت نجاح هذا العلاجات في البداية. لكن اثنين منها على الأقل - أحدهما أنتجته شركة ريجينيرون والآخر إيلي ليلي - أثبتا أنهما عديما الفائدة إلى حد كبير ضد "أوميكرون"، ولم تعد المعاهد الوطنية للصحة توصي باستخدامهما للأشخاص الذين يعانون أعراضا خفيفة إلى متوسطة من كوفيد.
يقول إيمانويل، "لقد ركزت المعاهد الوطنية للصحة تماما على الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وكان ذلك خطأ فادحا. كان من المتوقع تماما أن هذا العلاج لن يكون فعالا بشكل جيد إذا تحور الفيروس". رفضت المعاهد الوطنية للصحة التعليق على هذه القصة.
الحاجة إلى الإصلاح
في أيلول (سبتمبر) الماضي، أصدر البيت الأبيض خطة من 27 صفحة لمكافحة الجوائح في المستقبل، تضمنت الطلب من الكونجرس مبلغا إضافيا 65 مليار دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة وإنشاء "مركز للتحكم" في الجوائح، من شأنه تنسيق جهود الاستجابة عبر مؤسسات الحكومة الفيدرالية.
لكن رغم مضي أربعة أشهر من الطلب، لم يتم تخصيص الأموال وليس هناك ما يشير إلى أن الكونجرس سيتجه نحو مناقشة الأمر. في غضون ذلك، لم يتطرق البيت الأبيض لذكر إصلاحات أكثر جدية تطول الوكالات التي قادت استجابة الولايات المتحدة لهذه الجائحة.
لكن إدارة بايدن أعطت الأولوية لإعادة هيكلة إحدى الإدارات عند توليها المنصب، فككت وحدة جديدة أنشأها ترمب لقيادة تطوير اللقاحات، تعرف باسم أوبيريشن وورب سبيد OWS.
ساعدت أوبيريشن وورب سبيد في تسريع تطوير اللقاحات من خلال توقيع طلبات مسبقة بمليارات الدولارات مكنت مطوري اللقاحات من تسريع التجارب السريرية دون مخاطر الفشل الاعتيادية. كما عملت مع القطاع الخاص لإيجاد مرافق تصنيع حتى قبل الموافقة على اللقاحات - وهو أمر يتجاوز اختصاص وكالات الصحة التقليدية. حتى أسوأ منتقدي ترمب يوافقون الرأي بأن التطوير السريع للقاحات كان قصة نجاح حقيقية. لكن من بين أول الإجراءات التي اتخذها بايدن بعد توليه الرئاسة هو إلغاء أوبيريشن وورب سبيد ودمج أعضائها بشكل كامل في الهياكل البيروقراطية التقليدية في وزارة الصحة. جين بساكي، السكرتيرة الصحافية لبايدن، ربطت أوبيريشن وورب سبيد "بفشل نهج فريق ترمب في توزيع اللقاحات".
ويعتقد عديد من مسؤولي ترمب السابقين أنه من خلال التخلي عن الاستجابة الكاملة للجائحة حتى 2021، فقد فشل بايدن في التعلم من نجاحاتهم، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع البنية التحتية المتعثرة للصحة العامة في الولايات المتحدة. حيث أظهرت وحدة أوبيريشن وورب سبيد أن من الممكن وضع "وظائف الاستجابة الحرجة للجائحة بعيدا عن مضمار حروب الوكالة وهياكل العمل البيروقراطية"، كما يقول مايكل برات، الرئيس السابق للاتصالات في الوحدة.
حتى لو كان هناك إجماع واسع على أن الإصلاحات الهيكلية قد فات موعدها، فإن التوقيت يمثل تحديا، كما يقول أولئك الذين نصحوا بايدن وهو يستعد لدخول البيت الأبيض. تقول سيلين جوندر، عالمة الأوبئة التي عملت في فريق بايدن الانتقالي، "من الصعب حقا إدخال الإصلاحات في هذه الوكالات في خضم الجائحة". تضيف، "عندما تتعامل مع أشخاص عملوا 100 ساعة في الأسبوع لمدة عامين، فإن آخر شيء تريد القيام به هو زيادة زعزعة بيئتهم".
لكن كثيرين يعتقدون الآن أن الإصلاح يجب أن يكون له أولوية في النصف الثاني من ولاية بايدن، أو عندما لا تكون الدولة في قبضة كوفيد - 19. يقول إيمانويل، "ربما لا نريد تفكيك الوكالات في منتصف الجائحة. لكن حين نخرج منها سنحتاج إلى إعادة تصور هذه الوكالات بشكل كامل من جديد".
25.4 % من الأمريكيين تلقوا جرعات معززة بينما في المملكة المتحدة النسبة 55 في المائة وهذا يفسر وفاة مزيد من الأمريكيين
مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء والمعاهد الوطنية للصحة كانت بطيئة في الاستجابة لطبيعة الجائحة
الاختبارات كانت متاحة مجانا في المملكة المتحدة معظم فترة الجائحة فيما كان الأمريكيون حتى وقت قريب دفع 24 دولارا مقابل اختبارين

الأكثر قراءة