أسهم النمو تزدهر مع إقبال المستثمرين على الأسواق الخاصة

أسهم النمو تزدهر مع إقبال المستثمرين على الأسواق الخاصة
بعض صناديق التحوط قفزت إلى أسهم النمو بعد أن جذبتها العوائد التي توفرها التكنولوجيا.

أصبحت أسهم النمو واحدة من أكثر الاتجاهات سخونة في صناعة رأس المال الخاص، في وقت تتجنب فيه الشركات الكبيرة باستمرار الأسواق العامة وتجد طلبا قويا بين المستثمرين التواقين للحصول على رهانات ذات عائد أعلى.
لطالما كانت استراتيجية أسهم النمو مثل منزل نابض بالحياة، لكنه غير واضح المعالم، يقع في منتصف الطريق بين شركات رأس المال المغامر التقليدية التي تستحوذ على حصص صغيرة في الشركات الناشئة، وصناديق الأسهم الخاصة التي عادة ما تشتري الشركات الأكثر نضجا شراء كاملا.
لكن التدفقات الغزيرة إلى الأسواق الخاصة من المستثمرين الباحثين عن بدائل للأسهم والسندات السائدة ساعدت على تعزيز صناديق أسهم النمو - التي تمول عادة الشركات الخاصة الراسخة، لكن الصغيرة العمر والسريعة النمو، مقابل حصص أقلية، وتحويلها إلى فئة أصول كبيرة وأكثر تميزا.
قال جيف ديل، رئيس الاستثمارات في "آدم ستريت"، وهي شركة خاصة لرأس المال "هذه الفئة موجودة منذ فترة طويلة جدا، لكنها منفصلة في أذهان المستثمرين، وقد شهدت بالتأكيد كثيرا من رأس المال القادم. إنها منطقة ولدت عائدات مثيرة للغاية".
"تي بي جي" واحدة من أكبر مجموعات الأسهم الخاصة، سلطت الضوء على أسهم النمو باعتبارها أحد مجالات تركيزها الرئيسة التي وردت في ملفها الخاص بطرح أسهمها للاكتتاب العام في 2022 الذي رفعته قبل عيد الميلاد، في حين إن "بيرميرا" وهي شركة استحواذ كبيرة مقرها المملكة المتحدة، جمعت أخيرا أربعة مليارات دولار من أجل صندوق أسهم النمو الثاني التابع لها، وهو أكثر من ضعف حجم الصندوق السابق ونحو ضعف الهدف الأولي البالغ 2.5 مليار دولار.
يقدر مزود المعلومات المتخصص، "بريكن"، أن أسهم النمو تضاعفت في الحجم منذ نهاية 2016، لتصل إلى نحو 920 مليار دولار في نهاية آذار (مارس) 2021. قدر "مورجان ستانلي" أن أسهم النمو هي الشريحة الأسرع توسعا في عالم رأس المال الخاص، بمعدل نمو سنوي مركب بلغ نحو 21 في المائة في العقد الماضي، مقارنة بـ10 في المائة للأسهم الخاصة و16 في المائة لرأس المال المغامر.
من المرجح أن يدخل مزيد من الأموال إلى هذه الصناعة المزدهرة. وجدت دراسة استقصائية أجرتها "نوميز سكيورتي"، شملت 200 مؤسسة مستثمرة، أن 73 في المائة خططت لزيادة تخصيص أصولها لأسهم النمو - و20 في المائة تتوقع "زيادة كبيرة".
الدافع وراء الازدهار هو حقيقة أن عديدا من شركات الأسهم الخاصة الكبرى ورأس المال المغامر لديها قدرة محدودة، بينما جمعت مبالغ كبيرة من الأموال الملتزمة من خلال حملات سابقة لجمع الأموال لكن لم يتم توظيفها. بالتالي، فإن الأموال تتسرب إلى أسهم النمو، حيث يكون من الأسهل كتابة شيكات أكبر مقارنة برأس المال المغامر، والشركات التي يتم الاستثمار فيها أكبر وأكثر رسوخا.
قال مارك براون، الشريك ورئيس استثمار النمو في "إي كيو تي"، وهي شركة استحواذ سويدية "بحكم طبيعتها، لا تتمتع أسهم النمو بالعائد نفسه مثل استثمار رأس المال المغامر في المراحل المبكرة، لإنك تستثمر في مرحلة متأخرة، لكن يبقى سيناريو العائد الصعودي والمغامر أقل، كما أثبتت الشركات بالفعل أن نموذج أعمالها ناجح".
لكن لا تزال هناك دلائل على أن بعض المستثمرين يتم تحفيزهم من خلال الترويج لشراء أسهم النمو، دون معرفة واسعة بما يضيفونه إلى محافظهم الاستثمارية.
قال مايكل تورنر، الشريك في "لاثام آند واتكينز"، وهي شركة محاماة "لقد تغيرت اللعبة بشكل هائل. هناك كثير من الخوف من فقدان الاستثمار الجاري، وكثير من المستثمرين يأتون إلى السوق وهم لا يفهمون تماما الشركات والفرص التي يستثمرون فيها".
أصبحت أسهم النمو أيضا ساحة معركة بين مجموعات الأسهم الخاصة ورأس المال المغامر وصناديق التحوط وحتى بعض الصناديق المشتركة.
تطلق مجموعات الأسهم الخاصة مزيدا من صناديق النمو التي تقبل حصص أقلية للدخول في وقت مبكر من حياة الشركة، في حين إن بعض شركات رأس المال المغامر أنشأت صناديق نمو يمكنها الاحتفاظ بالاستثمارات لفترة أطول وضخ أموال أكبر مما تفعل عادة.
في الوقت نفسه، قفزت صناديق التحوط، مثل تايجر جلوبال، إلى أسهم النمو - اجتذبتها العوائد التي توفرها التكنولوجيا على وجه الخصوص - بينما يقوم بعض مديري الأصول التقليديين بضخ مزيد من الاستثمارات المبكرة في الشركات الخاصة التي قد ينتهي بها الأمر إلى طرح أسهم عامة على أي حال.
قال مايكل واند، العضو المنتدب في مجموعة كارلايل "إنها علامة على وجود زبد، لكن علينا فقط أن نقبل بأن السوق تجتذب مصادر جديدة لرأس المال، ولا يمكنك الشكوى كثيرا من ذلك، سواء كانت صناديق تحوط أو صناديق استثمار مشترك. لن تختفي ما لم تكن لدينا تداعيات هائلة تخلفها فقاعة متفجرة".
تقفز صناديق التحوط والصناديق المشتركة جزئيا إلى أسهم النمو لمعالجة حقيقة أن عديدا من الشركات تظل خاصة لفترة أطول بكثير مما كانت عليه في الماضي. يقول بعض المطلعين على الصناعة "إن حجم الأموال التي تتدفق إلى أسهم النمو يؤدي إلى تفاقم هذه الظاهرة، من خلال السماح لعدد أكبر وأكبر من الشركات بتجنب أسواق الأسهم لفترة أطول.
أكد براون، من "إي كيو تي"، أن هذه لم تكن مجرد نتيجة لانفجار صناديق أسهم النمو، وقال "مزيد من رأس المال في كل مرحلة من مراحل الاستثمار يسمح للشركات بالبقاء خاصة لفترة أطول".
وقال "إن الإدراج في البورصات الكبرى ظل هدفا طويل الأجل لعديد من رواد الأعمال. أعتقد أن طرحها للاكتتاب العام لا يزال هدفا كبيرا لكثير من المؤسسين. إذا عرض عليك شخص ما إبعادك عن هذا المسار، فستستمع إليه لكنك لا تزال تنظر إلى الاكتتاب العام على أنه جائزة".

الأكثر قراءة